حين افتتح القرن العشرون كان علم السياسة الشرعية لم يزل على صورته الأولى التي وضعها المنظرون الأوائل الذين صاغوا أسس النظرية السياسية الإسلامية، ولم تزل مباحثه مبعثرة فمبحث الخلافة -وهو أهم مباحثه- كان مندرجا ضمن علم الكلام لا الفقه للرد على أصحاب الفرق والمذاهب الذين يعتقدون اعتقادات شاذة بشأنها ..
عاش علم الفقه والاجتهاد في نصوص الشريعة سنوات عجاف أعلن فيها غلق باب حرية الاجتهاد والتفكير، واستمر الفتور الفقهي بدءا من القرن الرابع إلى عصرنا الحالي، وقد وصف العالم المغربي محمد الحجوي هذا الطور للفقه الإسلامي بمرحلة الشيخوخة والهرم المقرب إلى الموت، لأن الفقه وصل إلى منتهى قوته في القرون الأربعة السابقة، وتم نضجه، فزاد