علي عزت بيجوفيتش

يذهب علي عزت بيجوفيتش إلى أن تركيبة الإنسان مرتبطة تمام الارتباط بثنائية الإنسان والطبيعة؛ أي باختلاف الواحد عن الآخر رغم تفاعلهما. هذه الثنائية هي نقطة انطلاقه، والركيزة الأساسية لنظامه الفلسفي ومن خلالها يُقدَم الإسلام للغرب. فالإسلام ينطلق من ثنائية الخالق والمخلوق والإنسان والمادة. والثنائية على عكس الواحدية تتفق مع إنسانية الإنسان، فهي مصدر تركيبته

اندهشت كما اندهش من قبلي من فكر و موسوعية علي عزت بيغوفيتش وأنا أقرأ له كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب”، وزادت دهشتي أكثر بإجرائي إحصاء جمعت فيه أعلام الفن الذين اعتمدهم – إما قارئا لأعمالهم أو مستدلا بها أو مارا عليهم مرور كرام- وذلك قبل انطلاقي باحثا عن رؤيته للفن معتمدا بشكل كبير في كتابه

عبرت وصية الإمام علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- لمالك بن الأشتر حين ولاه مصر عن روح التسامح العظيمة في الإسلام، عندما قال له:"وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه" .

عن ثلاثة وثمانين عاما مترعة بالفكر والإبداع والترجمة ودعنا الأستاذ الكبير والمترجم القدير محمد يوسف عدس المستشار السابق بمنظمة اليونسكو يوم السبت الماضي 30 سبتمبر. كان رحمه الله نموذجا للمثقف المسلم، الغيور على دينه وأمته، غير المحصور في حدود بقعة جغرافية ضيقة..

استطاع بحنكته العسكرية أن يخادع الصرب عن جبال (إيجمان) الشيء الذي كان له الدور الأبرز في رفع الحصار عن سراييفو، فقال للمفاوض الأوروبي(أوين) إنه يشترط للتفاوض أن ينسحب الجيش الصربي منها، ولما انسحبوا منها احتلها الجيش البوسني المسلم، ولم يبد علي عزت أي رغبة للتفاوض.

في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر عام 2003، توفي علي عزت بيجوفيتش أول رئيس للبوسنة والهرسك ، وحضر جنازته ما يقرب من 200000 شخص . ولد بيجوفيتش في مدينة بوسانا كروبا البوسنية، واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي في البوسنة، فالمقطع “بيج” في اسم عائلته هو النطق المحلى للقب “بك” العثماني، ولقبه “عزت بيجوفيتش”