لمحات مختارة حافزة لتتبع أسلوب مجدد الفلسفة الإسلامية الشيخ مصطفى عبد الرازق ولبيان آرائه في غير ما اشتُهر به وعُرف عنه.
أحمد تمام** يعد الشيخ مصطفى عبد الرازق رائد الدرس الفلسفي في مصر المعاصرة، وأول أستاذ جامعي يقوم بتدريس الفلسفة الإسلامية من وجهة نظر إسلامية خالصة، حيث كانت تدرس من قبل في الجامعة المصرية من خلال الدرس الاستشراقي الذي ربط الفلسفة الإسلامية بالتراث اليوناني، وأنكر أي دور للعقل المسلم في تطوير الفكر الفلسفي عامة. قدم
منذ أنْ أعلن الشيخ مُصطفى عبد الرازق، أستاذ الفلسفة الإسلاميَّة الأوَّل بجامعة فؤاد الأول/ جامعة القاهرة حاليا وشيخ الجامع الأزهر، دعوته إلى دراسة الفلسفة الإسلاميَّة في مظانِّها الحقيقية، وتلامذتُه الأوائل قد نفرَوا إلى أعْنَف موضوعاتها، يدرسونها في اتقان وتُؤدَةٍ، ثمَّ يُقدِّمونها للحياة الإسلاميَّة المُعاصرة، وللمسلمين جميعًا، في صورة متلألئة فاتنة. إذ سرعان ما ظهرت الأبحاثُ
ما كانت الجهود العظيمة التي اضطلعت بها مدرسة الشيخ مصطفى عبد الرازق (1885- 1947م)، بتفرُّعاتها المختلفة، نبتا شيطانيا لا أصل له في العصر الحديث أو المعاصر؛ وإنما كانت امتدادا طبيعيا لمدرسة الأستاذ الإمام محمَّد عبده (1849- 1905م)، الذي كان بدوره أحد تجليات الاتجاه الإصلاحيِّ التَّجديديِّ الذي أرسى دعائمه موقِظُ الشَّرق جمال الدِّين الأفغاني (1838- 1897م).