مكة

في كتابه "دمشق في مطلع القرن العشرين" يوضح أحمد حلمي العلاف كيف كانت ترتب شؤون الحجيج أيام الدولة العثمانية، والتفاصيل الدقيقة لكل مراسم المحمل الشامي بدءاً من الإعداد له مروراً بمسيرته وانتهاء بالاحتفالات التي يقيمها الدمشقيون بعد عودة الحجاج من الأراضي المقدسة

كلما اطلع المرء على سير المستشرقين، تلقفته موجتان متناقضتان من الانفعالات:الموجة الأولى: الإعجاب والانبهار بما تضمنته سير أولئك القوم من الخصال المحمودة في ذاتها، كالجلَد المدهش، والاجتهاد الشديد، والتضحية الجمة والإقبال على التعلم، وركوب المخاوف والمخاطر في سبيل الوصول إلى أهدافهم وأهداف من أرسلهم.والموجة القانية: الاشمئزاز والاحتقار للأهداف الوضيعة التي يعملون من أجلها، والوسائل التي ينتهجها البعض منهم، والتي تتنزل إلى دركات الانحطاط الأخلاقي في أحيان كثيرة.

من بين سير المستشرقين التي اطلعت عليها، تظل سيرة ريتشار فرانسيس بورتون واحدة من أكثرها إثارة وثراءً، فقد استطاع بورتون أن يجمع مناقب المستشرقين ومثالبهم بين جنبيه على نحو صارخ ومبالغ فيه! فهو ذكي إلى درجة تقارب العبقرية، موهوب في الكتابة والرسم وتعلم اللغات حيث يروى أنه كان يتحدث خمساً وعشرين لغة! وهو مغامر متهور

لى غير رغبته وجد جوزيف نفسه مسلماً سمي "يوسف"، ونطق الشهادتين، واختتن، وامتنع عن تناول لحم الختزير، إلا في حال الخلوة بعيداً عن عيون المسلمين! كان جوزيف يصلي بلا وضوء، ويرتدي قناع الإسلام مدة خمسة عشر عاماً، قبل أن يجد الفرصة للعودة إلى بلاده من جديد. ويعتبر واحداً من أوائل الرحالين الأوروبيين الذين زاروا مكة المكرمة وكتبوا عنها.

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مستخفيا من القوة الباطشة بمكة، تاركًا هو وأصحابه ديارهم وأموالهم وممتلكاتهم ،وسمَّى الله عز وجل هذا الخروج نصرًا، فقال : ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ [التوبة/40] فكيف يكون الخروج على هذا الوجه انتصارًا! الهجرة كانت إنقاذا من قتل محقق

في السنة السادسة للهجرة قصد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه نحو ألف وأربعمائة من الصحابة مكة المكرمة في حملة سلمية دينية خالصة ، القصد منها أداء شعائر العمرة كما كانت تفعل العرب ، غير أن قريشا حالت دون ذلك ، ودخلت في مفاوضات مع المسلمين أسفرت عن إبرام معاهدة سلام مؤقتة مدّتها عشر سنوات