لا بد أن نميز أولا بين الاختلاف و الخِلاف، أو بين الحوار الخِلافي والحوار الاختلافي، فالاختلاف مبناه حضور العقل و الدَّليل في فعل التَّواصل و التَّحاور
احترام الرأي والاختلاف معضلة وإشكالية زمانية كانت ولا تزال ترافق البشر في مشروع بناء الحضارة الإنسانية، فالكثير من المشاكل والخلافات والأزمات والحروب كان أحد أسبابها عدم وجود ثقافة الحوار وقبول الرأي الآخر. ورغم ان عملية الإثراء الثقافي والعلمي ومقياس تطور المجتمعات والشعوب، تقوم على ثقافة اختلاف الرأي، إلا أن انغلاق العقول جعل من الاختلاف خلافاً أضعف المجتمع.
في أمور التجديد والإصلاح دائما هناك رؤى واختلافات وهذا لدى كل الأمم دون استثناء والسؤال هو كيف نتعامل مع الاجتهادات المختلفة؟ ١ – باب الاجتهاد مفتوح ولا يملك أحد إغلاقه ورسائل الماجستير والدكتوراة مليئة بالاجتهادات المقيدة والمطلقة من قبل شباب هم في العشرينيات من أعمارهم. ٢- نتجنب النوايا والمقاصد في المناظرة لأن هذا من الظن
قليلٌ من الناس من يعلم أهمية الاختلاف وتعدد الآراء حول أي موضوع مطروح للنقاش الجاد، حتى أصبح البعض يظن أن تعدد الآراء وتقبل رأي الآخر هو أكبر جريمة في القرن21، بالتالي ينبغي الوقوف بالمرصاد دون أصحابها بحزم شديد. غير أن الواقع في الحقيقة يسعفنا – من حين لآخر- بأشخاص يتقبلون الرأي الآخر بصدر رحبٍ، بل
تُظهر النقاشات فعلاً حين تكون طرفاً فيها، مدى الحاجة إلى تعلم أدبيات الخلاف والارتقاء بالنقاش وتبادل الآراء ليكون الهدف هو الصالح العام، وليس تحويل النقاش إلى حرب آراء