ابن حزم الأندلسي

  هذا الكتاب “الأخلاق والسير” يبدو أنه أكثر تخصصا أخلاقيا منه نفسيا على عكس”طوق الحمامة” كما يدل عليه العنوان نفسه. إذا تناولنا ظروف تأليف : “الأخلاق والسير في مداواة النفوس“بالمقارنة مع ما سبقه قد تبدو تقاطعات وتطابقات بينهما في نفس الوقت.   فمن حيث فترة تأليفهما  قد توجد فجوة زمنية كبيرة بينهما تفصلهما، إذ الأول

نشأ مذهب الظاهرية في القرن الثالث، ومؤسسها الأول داود بن علي الظاهري من أحد الماهرين في علم الحديث، ولكن خالف منهج الظاهرية أهل الحديث في التعليل والتصحيح والاستنباط، الأمر الذي استدعى ضرورة التفريق.

الأخلاق ليست غباء ولاهي مركبة ومطية ،ولا هي عائق وحائل بين مقتضيات السياسة والمجتمع ومطالب التقدم والازدهار وتحقيق الاستقرار. وإنما هي بناء وغذاء ودواء وشفاء، وفي غيابها لا يوجد سوى الداء، الداء الوبيل من جنس الطير الأبابيل. حيث التفتت والتشتت، والتنافر والتناقر، والجار والمجرور، والماكر والمغرور. التنزيل الأخلاقي للأحكام الفقهية وقياس الأولى وتظهر قيمة الأخلاق