حين ينظر الإنسان إلى شركائه في الحياة، من حيوان ونبات وجماد، وما ينضوي تحتها من أصناف وأنواع؛ سيجد أنه مكرَّم ومزوَّد بطاقات وإمكانات تفوق ما لدى هذه المخلوقات، وإن تميز بعضها عنه في جانب ما.
يمر عمر الإنسان بمراحل عديدة ومختلفة في الحياة، لكن خلافا لاعتقاد الكثيرين، الشباب لا يشكل منعطفا حادا فيها.ففي أي عمر يبلغ الإنسان ذروته في شؤون الحياة؟
لعل البحث عن البدايات، متى ظهرت الحياة على سطح الأرض، من أين جئنا، هل نحن نتاج تطور أعمى من خلية بسيطة تراقصت جزيئاتها في بركة مائية ساخنة، أم إننا مخلوقات طينية نُفِخَت فيها الروح بالأعلى وهبط ابوينا الأرض بعد أن ازلهما الشيطان؟. لطالما داعبت هذه الأسئلة أدمغة الكثيرين منا، و شكلت لغزاً عميقاً وجزءاً رئيساً
العقلية الأُحادية ذات المفهوم الظّلامي الواحد، في مجال التَّواصل الإنساني، لا ترى في خطأ بعض من النّاس، إلاَّ إنسانا مُذنبا وإلى الأبد، ولا تُدْرُك الأبعاد المرُكّبة في الإنسان، مثل القدرة على المحبة، والقدرة على تجديد العلاقة إيجابيا، والقدرة على التوبة والنّدم، والقدرة على التّسامح.
يمثل كتاب “أنا والقرآن، محاولة فهم” للمفكر جاسم سلطان خلاصة تجربة ذاتية للكاتب مع التدبر وإعادة النظر بعيون واعية في القرآن الكريم، لا بوصفه كتاب تبرك وتحصن من قوى الشر بل باعتباره كتاب هداية وحضارة وتعمير، وباعتباره كتابا يدعو إلى تحرير العقل وبالتالي إلى التفكر والتدبر والتأمل في ثناياه بدل الخوف منه والاعتماد على فهمه
اكتشف رحلة الإسراء والمعراج، وتأمل في تاريخ الإنسانية والنبوة الخاتمة مع الأنبياء في قمة سماوية.
يحدد القرآن مكان القلب بأنه في الصدر. يقول: (وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)، ويحدد كنهه وذاته بأوصافه ووظائفه: 1- فيجعله مركز الفهم والتعقل، فيقول: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)،
ثمة مواطن اختلافات جوهرية بين الإنسان والطبيعة، فالإنسان يحوي داخله من التركيب ما يمكنه من تجاوز عالم الطبيعة، ومقدرته على التجاوز هذه هي سبب ونتيجة في الوقت نفسه لمركزيته في الكون