ماذا يفهم من التعبير عن القرآن الكريم بأنه شفاء، هل يراد به الدواء من الأمراض، أو يراد منه أنه سبب للبرء من الأمراض، ومن أي شيء يداوي القرآن ؟
وقفة مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب"، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"، فقام عكاشة بن محصن، فقال: أمنهم أنا يا رسول الله، قال: "نعم"، فقام آخر، فقال: أمنهم أنا، فقال: "سبقك بها عكاشة" .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله داء إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله"
يقع هذا الكتاب في دائرة الفلسفة، فهو محاولة لإحياء دور الفلسفة لتقوم بوظيفتها في مواجهة الآيديولوجيات والعقائد الخلاصية (كالدين والماركسية والرأسمالية) من ناحية ، ومحاولة من ناحية أخرى للانتقال بالفكر من العقل الآداتي( التكنولوجيا) الى العقل النقدي المسكون بالشك المعرفي ، ولن يتم انجاز هذه الوظيفة للفلسفة الا بالعودة لسؤالين جوهريين من ناحية وهما: كيف نفكر؟ وكيف نعيش ؟ ومترابطين من ناحية أخرى فكما نفكر نكون.