نظر الناس إلى التكنولوجيا وثورة الاتصالات والثورة العلمية التي شهدها العالم في الحقب الأخيرة على أنها مجرد آلات لتيسير حياة الإنسان، ولا أعلم حضارة من حضارات الإنسانية منذ بدء الخليقة وجدت مجردة من عالم الأفكار والرؤى، بل والاعتقادات أيضا، فالحضارة لها وجهان؛ وجه مادي، ووجه معنوي، وذلك الوجه المعنوي هو الذي يمثل العقيدة والفلسفة التي تعبر عنه تلك الحضارة، فميلاد الحضارات هو ميلاد لغلبة أفكار وعقائد، وهي انتصار لفكر على فكر، ولدين على دين، ولمعتقد على معتقد.
في أكثر من أربعمائة صفحة صدر العدد الحادي عشر من مجلة “الاستغراب” ربيع 2018، متناولا ملفا شائكا، ومتماسا مع الإنسان المعاصر، وهو ملف “الميديا”، فكان عنوانه “الميديا:إمبراطورية الصوت والصورة والصدى“، ويبدأ الملف من نقطة تأسيسية، وهي: أن الحداثة الغربية وجدت في الميديا ضالتها لاستمرار مشروعها الهادف إلى استمرار الإنسان في عالمه الأرضي، ودفعه مجددا نحو
السينما من المجالات التي اختلفنا عليها وما زلنا، فيما آخرون استمروا وأبدعوا وأتقنوا وتقدموا فساروا بعيداً.. بل صاروا يستغلون هذا الفن في تحقيق مآربهم وأهدافهم