الصحافة..وهموم الإصلاح والنهوض
القرن التاسع عشر ذو أهمية، فقد شهد الظاهرة الاستعمارية، ورغم كارثية تلك العقود والتضحيات التي دفعتها الأمة المسلمة إلا أنه شهد محاولات حثيثة للنهوض، واقترن سؤال التحرير بسؤال النهوض والإصلاح، وانصرفت جهود المصلحين نحو إيقاظ الجسد الإسلامي الضخم المتيبس من الجمود وكثرة الرقود، فنبه المصلحون الأمة إلى طبيعة التحديات التي تواجهها، وواجباتها نحو التحرر والإصلاح، ورأى هؤلاء أن الصحافة أداة لتبيلغ الفكرة وتحقيق الغاية، وأن كلمتها قادرة على إشعال النار في الرماد من جديد، فلجئوا إليها لإنضاج أفكار النهضة، وإحياء همومها في نفوس الجماهير وطبقتها الواعية، وبلورة الرؤى الإصلاحية وتطويرها وخلق جدالات حولها.