السخرية من الهموم هي حالة من التطبيع الغريب مع السخرية، وثقافة تتشكل بفعل التداول المحتدم للصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي
مما يسلي أهل المصائب أن المصاب إذا صبر واحتسب وركن إلى كريم رجاء أن يخلف الله تعالى عليه فإن الله تعالى لا يخيبه بل يعوضه ..
التدبيرات الإلهية عجيبة لمن أراد أن يتأملها، بها ينهي الله مصيبة، أو بها تتهيأ أرضية لبعث جديد، يصلح العباد والبلاد، لاحظها في قصص موسى - عليه السلام - مع فرعون، أو قصص صناديد قريش مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف تحولوا لمجرمين عتاة، أهلكوا الحرث والنسل. ثم لاحظ التدبيرات الإلهية كذلك مع سيف الدين قطز ومجرمي المغول، والأمثلة أكثر مما يمكن حصرها هاهنا..
لا بُدَّ أن نميزَ بين المصيبة والمعصية. فالمعصيةُ من العبد، وهو مسؤول، ومُعاقَبٌ عليها؛ لأنه حُرُّ التصرُّف، وقد فعلها راضياً بها، ساعياً لها، مختارًا، ولا مُكْرَهاً، ولكنه لم يَفْعَلْها قسراً عن إرادة الله، إذ لا يجري في الكون شيءٌ إلا بإذن الله وإرادته. وقد رأينا أنَّ اللهَ يريدُ المعصية، ولكنه لا يرضى بها، وشرحنا ذلك