كتابة الأفكار

الأفكارُ بِعَمَلِيتها

يقول (بريفولت) في كتابه (إنشاء الإنسانية): "إن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس في الكشوف المدهشة أو النظريات التي ثارت على القديم؛ وإنما يدين علمنا للثقافة العربية بما هو أكثر من ذلك؛ إنه يدين لها بالفضل في وجوده هو نفسه، فالعالم القديم كما رأينا كان في مرحلة ما قبل العلم؛ فعلوم الفلك والرياضيات عند الإغريق كانت استيرادًا من الخارج، ولم تتأقلم أبدًا أو تمتزج بالثقافة الإغريقية؛ فقد وضع الإغريق أنظمة وأحكامًا عامة ونظريات، ولكن أساليب البحث الدائبة الصبورة، وتركيم المعارف الإيجابية، ومناهج العلم الدقيقة، والملاحظة الطويلة التفصيلية، والبحث التجريبي، كل ذلك كان غريبًا تمامًا عن المزاج الإغريقي.. أما ما نسميه على وجه الحقيقة باسم العلم، فقد ظهر في أوروبا نتيجة لروح جديدة في البحث، ونتيجة لمناهج جديدة في الفحص والاستقصاء، هي مناهج التجربة والملاحظة والقياس، ونتيجة لتطور الرياضيات بشكل لم يعرفه الإغريق. هذه الروح وهذه المناهج كان العرب هم أصحاب الفضل في إدخالها إلى العالم الأوروبي".