التاريخانية: مركزية التاريخ وهامشية الدين
ذهب فكري يستهدف إبراز أهمية البعد التاريخي في دراسة الظواهر المختلفة، وأن يحظى التاريخ -كعلم- بمكانة تماثل العلوم الطبيعية التي اعتبرت في القرنين الماضيين الجديرة وحدها بلقب "علم"، وقد حاول التاريخيون الأوائل من أمثال: جورج نيبور ودروسن، ودلتاي، وبوركهارت التأكيد على أهمية علم التاريخ ودوره في تفسير الظواهر، وعلى أن تفسير ما يحدث في التاريخ وفقا للظروف التاريخية لا من خارجها، ورغم بساطة هذه الفكرة إلا أنها كانت تعني أمرين على جانب من الأهمية: استبعاد العلوم الطبيعية من التفسير التاريخي بزعم أن ليس للبيئة المادية تأثير كبير في الظواهر، واستبعاد البعد الغيبي من التاريخ على اعتبار أنه لا يمكن لأي قوة خارجية متعالية أن تتدخل في الحوادث التاريخية التي تجري وفق نواميس وغايات داخلية معلومة.