يقام معرض إكسبو 2023 الدوحة تحت شعار “صحراء خضراء، بيئة أفضل” ويهدف إلى تعزيز الابتكارات المستدامة ومكافحة التصحر. وسوف يلهم الزوار للمشاركة في التحول ضمن أربعة مواضيع رئيسية هي الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا والابتكار، والوعي البيئي ،والاستدامة.

يتجه إكسبو 2023 الدوحة لصنع التاريخ كأول معرض دولي للبستنة من الفئة A1 في قطر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد تم تنفيذ إكسبو 2023 الدوحة ضمن إطار الرؤية الوطنية لقطر 2030، برعاية وزارة البلدية. وقد تم إنشاء هذا الموضوع لإلهام المجتمع الدولي لاستكشاف واعتماد حلول مبتكرة للتخفيف من آثار التصحر.

الحدث يمتد على مساحة 1.7 مليون متر مربع، يقام في حديقة البدع الخلابة، بمناظرها الرائعة لمياه الخليج العربي الساحرة. وسيستمتع الزوار بتجربة ساحرة تشمل حدائق الزينة، والمناقشات الفكرية المحفّزة، والمؤتمرات التثقيفية، والعروض الحية، والأعمال الفنية المبهرة، وعروضاً لفنون الطبخ.

وينظم معرض إكسبو الدوحة 2023 تحت شعار “صحراء خضراء، بيئة أفضل”. ويهدف إلى إلهام المجتمع الدولي لتبني حلول مبتكرة للتخفيف من حدة التصحُّر. كما يمثل لحظة إدراك وحراكاً للتوعية ودعوة للتغيير وتعزيز الوعي، وتجمُّعاً للأفكار والعقول التي تعمل على بناء مستقبل مستدام قائم على الأهداف المشتركة والعمل الجماعي.

افتتاح إكسبو 2023 الدوحة

وقد رعى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مساء الإثنين، افتتاح معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، وحضر الافتتاح عدد من الرؤساء والوزراء والمسؤولين في العالم. و قال سعادة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الاحتفال أن إن احتضان قطر لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، ينسجم مع التزاماتها في التنمية المستدامة وطنيا ودوليا، حسبما أوردت وكالة بالأنباء القطرية.

وأنه التنظيم “يشكل إضافة نوعية لمبادرات متنوعة تتبناها قطر لضمان مستقبل أكثر أمانا واستقرارا لشعوب الأرض كافة”. وأشاد بالمبادرات الحكومية في إطار تحقيق توازن بين حاجات البلاد التنموية وحماية مواردها الطبيعية برا وبحرا وجوا، وذلك تحقيقا لرؤيتها الوطنية لعام 2030 التي تعد أحد ركائزها تطوير رؤية بيئية شاملة تضع في مقدم أولوياتها الحفاظ على البيئة لأجيال المستقبل.

وقال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن أنه في الوقت الذي تصاب فيه البشرية بالكثير من الكوارث والنكبات المؤسفة الناجمة عن عدم احترامنا لكوكبنا واستنزاف الطبيعة بشكل غير مسؤول، فإننا نتطلع خلال هذا المعرض العالمي إلى مبادرات وشراكات جادة تعيد الأمل لنا وللأجيال المقبلة بعالم يحفل بحياة آمنة ننشدها لجميع سكانه بلا تمييز ولا تفضيل. وجدد الدعوة لمزيد من الحلول والابتكارات المبدعة الصديقة للبيئة في كافة مناحي الحياة، التي تتخذ نهجا واقعيا يعنى بالتنمية الاقتصادية الشاملة وحماية البيئة ويضمن في الوقت ذاته أمن الطاقة العادل للجميع.

ومن خلال التعاون بين المكتب الدولي للمعارض (BIE) والرابطة الدولية لمنتجي البساتين (AIPH)، سيجتذب إكسبو 2023 الدوحة زوارا من العالم أجمع، بالإضافة إلى منظمين من 80 دولة وممثلين لمنظمات غير حكومية.

ويجسّد هذا المعرض مبادئ رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تضع الإدارة البيئية والتنمية المستدامة على رأس قائمة الأهداف والأولويات.

مبنى إكسبو 2023 يدخل “غينيس”

وأدرج المبنى الرئيسي لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة في موسوعةَ “غينيس” العالمية للأرقام القياسية، باعتباره “أكبر سطح أخضر في العالم”، إذ يغطي مساحة تقدر بنحو 4031 متراً مربعاً.

ويعد المبنى، الذي نفذته هيئة الأشغال العامة “أشغال”، سادس رقم قياسي عالمي تسجله “أشغال” خلال السنوات الأخيرة، حيث سجلت قبله 5 أرقام في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية ، شملت: إنشاء أكبر مستودع للحافلات الكهربائية في لوسيل، وأطول مسار مكيَّف خارجي في حديقة مفتوحة في أم السنيم، وأطول مسار دراجات هوائية متصل (المضمار الأولمبي)، وأطول قطعة إسفلت رُصفت بشكل متواصل على طريق الخور، إضافةِ إلى اشتراك أكبر عددٍ من الجنسيات في زراعة الأشجار في آن واحد.

ويشكّل فوز المبنى الرئيسي لمعرض “إكسبو 2023 الدوحة للبستنة” بهذا اللقب العالمي، إنجازا كبيرا يضفي على المعرض زخماً مهماً، وفق ما جاء في بيان أصدرته هيئة الأشغال العامة.

جدير بالذكر أن “أشغال” انتهت من تشييد المبنى الرئيسي للمعرض والمباني الخدمية، فضلًا عن إنجازها حدائق المعرض الخارجية والداخلية، استعدادا لاستضافة المشاركين في أحد أهم معارض البستنة بالشرق الأوسط، حيث رُوعي في تصميم المبنى إظهار أعلى معايير البستنة في منطقة ذات مُناخ حارّ، وتقديم نموذج الدولة الخضراء في إقليم صحراوي، فيما صمم المشروع ليقدم للزائر تجربة تفاعلية مع الطبيعة والبناء العمراني الحضاري، ممزوجة بلمسات من الطابع القطري، مع زراعة سطح المبنى الرئيسي بنبات البناسيتم والداليا والعشب الأخضر.

قطر نحو الاقتصاد الأخضر

وقال الأمين العام للمعرض محمد علي الخوري -لوكالة الأنباء القطرية- إن إكسبو قطر 2023 يهدف إلى تعزيز الوعي بالزراعة وحماية البيئة، وتوسيع التعاون مع الشركاء بقضايا الاستدامة ومشاكل المياه والري. ولفت الخوري إلى سعي قطر لتكون دولة مستدامة من خلال زيادة الرقعة الخضراء واستخدام أساليب الري الحديثة.

وأفاد رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة المعرض ووزير البلدية عبد الله بن عبد العزيز السبيعي بأن إكسبو قطر 2023 سيعمل على إشراك المجتمع الدولي من أجل تحقيق مستقبل مستدام، لافتا إلى أن قطر تسعى من خلاله إلى تعزيز مفهوم المدن الخضراء في منطقة الشرق الأوسط.

يذكر أن المعرض الدولي للبستنة أقيم لأول مرة عام 1960 في هولندا بهدف تحقيق الانسجام بين البشر والطبيعة. وتتطلع دولة قطر إلى قيادة صناعة “إدارة الاقتصاد الدائري” المستدام مستقبلا في ظل وجود مبادرات حكومية واسعة تدعم المستثمرين الأجانب.

179 يوما من الاحتفالات

انطلق إكسبو 2023 الدوحة في 2 أكتوبر 2023، وسيستمر لمدة 179 يومًا من الاحتفالات، وينتهي في 28 مارس 2024. ويهدف الحدث إلى جذب أكثر من 3 ملايين زائر، مما يتيح للحاضرين فرصة استكشاف الحدائق ذات المناظر الطبيعية الرائعة وتجربة الثقافات من جميع أنحاء العالم.

ويتميز إكسبو 2023 الدوحة بأنه الأول من نوعه في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ويقدم للشركاء والمستثمرين فرصة فريدة للمشاركة في هذا الحدث التاريخي.

الصحراء الخضراء ليس مجرد فكرة

في سالِفِ الأيّام، كان تحويل الصحراء لواحة خضراء تحديا حقيقيا. أما الآن، فقد صارت الصحراء الخضراء أمرًا ممكنًا، والحفاظ عليها هو أمر تزداد أهميته بشكل مستمر لأنه قد يكون الحل للمشاكل العالمية مثل: ندرة المياه والطاقة والغذاء.

في الزمان البعيد، كان تحويل الصحراء إلى أرض خضراء يُعتبر تحديًا. ولكن في العصر الحالي، أصبح تخضير الصحراء أمرًا ممكنًا. تحقيق هذا الهدف والحفاظ عليه أصبح موضوعًا مهمًا وعاجلاً، لأنه يمكن أن يكون الحل لمشكلات العالم المتعلقة بنقص الماء والطاقة والغذاء.

تلعب التقنيات التي تمكننا من زراعة الأشجار والمحاصيل بطرق مستدامة في الأراضي الجافة دورًا مهمًا في التصدي لمشاكل التصحر التي نواجهها حول العالم. مفهوم الصحراء الخضراء ليس مجرد فكرة، بل هو نموذج يجمع بين الجوانب التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، فهو يجمع بين الممارسات الزراعية التقليدية والتقنيات الحديثة والبديلة مثل الزراعة المائية، والزراعة المستدامة، والزراعة الدودية، وكل ذلك بطريقة مستدامة.

تحويل الصحاري إلى أراضي خضراء هو مشروع مستدام لري وتحريج المناطق الجافة أو المناطق القريبة من مصادر المياه مثل البحيرات والأنهار والبحار والمحيطات. بالإضافة إلى ذلك، علينا أن نروج لفوائد التقنيات النظيفة مثل الري بالمياه الطبيعية ومصادر الطاقة المتجددة. لا يمكن تحقيق فكرة الصحراء الخضراء دون الانخراط الناس، والحصول على دعم اجتماعي وإحداث تغيير ثقافي. فبدون تغيير في منظور الناس وتوجهاتهم نحو المستقبل، لن يكون من الممكن تحقيق الاستدامة في أي مشروع.

الزراعة الحديثة التكنولوجيا والابتكار والاستدامة

وبالتالي، تتضمن فكرة الصحراء الخضراء الزراعة الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا والابتكار، مع تعزيز الوعي البيئي، من أجل تحقيق الاستدامة. الإنسان قد غير التوازن الطبيعي للأرض بالعيش بشكل يتجاوز القدرات. والاحتباس الحراري هو أحد أكثر المشاكل حدة في الوقت الحاضر، يؤثر على كل إنسان بغض النظر عن عمره، أو جنسه، أو ثروته، أو جنسيته.

منذ عصر الصناعة، تغير التوازن الطبيعي بشكل حاد حتى أصبح الآن خارج الحدود المقبولة. أحد العوامل الرئيسية للاحتباس الحراري العالمي اليوم هو استهلاك الوقود الأحفوري، الذي يؤدي إلى زيادة في غازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرها في الجو.

هذه الهيدروكربونات تسخن الكوكب بسبب الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تفاعل بين جو الأرض والإشعاع الوارد من الشمس. من المتوقع أن يكون الاحتباس الحراري له تأثيرات مدمرة ليس فقط على مناخ كوكبنا ولكن أيضًا على جميع الكائنات الحية. من المتوقع أن يكون له عواقب وخيمة على كوكب الأرض، مع تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي والتصحر.

ثلث سطح الأرض مهدد بالتصحر

التصحر هو عملية تدهور الأرض في المناطق الجافة والشبه جافة والرطبة بسبب عوامل مختلفة بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية. يحدث التصحر عندما تتحول الأرض التي كانت في الأصل من نوع آخر من الأحياء إلى أحياء صحراوية بسبب عوامل مثل الرعي الزائد، والتحضر، وتغير المناخ، وسحب المياه الجوفية، والـ  deforest، والكوارث الطبيعية، وممارسات الحرث.

هذا التحول في الأحياء يؤدي إلى تدهور الأراضي الجافة والنظم البيئية الهشة بشكل مستمر وفقدان التنوع البيولوجي.

ثلث سطح الأرض في العالم مهدد بالتصحر. وفي جميع أنحاء العالم، يؤثر التصحر على سبل عيش الملايين من الأشخاص الذين يعتمدون على فوائد النظم البيئية التي توفرها الأراضي الجافة. تزداد المساحة الأرضية التي يهددها التصحر بمعدل 12 مليون هكتار سنويًا، مما يجعله مشكلة عالمية. بما أن الأرض تصبح أكثر جفافًا، لا يمكنها دعم العدد الذي كانت تدعمه في الماضي. ونتيجة لذلك، يهاجر عدد كبير من الأشخاص من الريف إلى المناطق الحضرية، مما يتسبب ليس فقط في مشكلة بيئية ولكن أيضًا في تحدي اقتصادي.