العمل الحر هو شكل من أشكال العمل، وقد أصبح مصطلح عامل حر أو مستقل “فريلانسر” (بالإنجليزية Freelancer) شائعا بصورة كبيرة في العصر الذي نعيش فيه، وهو مصطلح يستخدم لشخص يعمل لحسابه الخاص، ولا يلتزم بالضرورة بوظيفة معينة لفترة طويلة.

يُمثَل العمال المستقلين في بعض الأحيان من قبل شركة أو وكيل يقوم بإيصال المستقلين للعملاء، ويعمل الآخرون بشكل مستقل بلا شركة أو وكيل، أو يستخدمون منصات أو مواقع ويب مهنية للحصول على عمل.

وفي عصرنا الحاضر أصبح هناك ما يسمى بالعمل الحر عن بُعد، وفيه يعمل الشخص من أي مكان لديه اتصال بالإنترنت، ويمكن أن يكون العمل الحر عن بُعد بدوام كامل أو بدوام جزئي، ويمكن أن يكون على أساس المشاريع أو العقود.

وشهد العمل الحر عن بُعد عبر شبكة الإنترنت، ازدهارًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وأصبح خيارًا متاحًا للعديد من الأشخاص حول العالم. ولم تعد مصطلحات مثل “العمل الحر”،”فريلانسر”، أو “العمل من المنزل”، مصطلحات غريبة على المستخدم العربي وغير العربي. ومن خلال التطورات الذي شهدته السنوات الخمس الأخيرة تحديدًا غيّر من شكل خريطة الإنترنت ككل، وفرض نمطا جديدا من الحياة على الشاب العربي لم يكن متواجدا من قبل.

ما هو العمل الحر وماهي مجالاته؟

العمل في حد ذاته يعتبر فرصة كبيرة للإنسان لكي يوفر احتياجاته الأساسية، ويعمل على تطوير نفسه وتنسيق متطلباته وتنمية مهاراته الاجتماعية والعملية وزيادة التدريب والإتقان في مجال تخصصه وهو بالتبعية ما سيؤثر على المجتمع وكل المحيطين، فالإنسان إذا ما أتقن عمله وانتشر الأمر بين كل الأفراد أصبح هذا المجتمع لا مثيل له ونال بوادر التفوق والتميز بين الحضارات والمجتمعات، كما أنه سيخلق التنافسية في سوق العمل وهي ما ستؤدي بالإنسان إلى تنمية مهاراته والتفوق على أقرانه وإثبات الذات وبالتالي انعكاس هذا التطور على المجتمع ومن ينشغل بسوق العمل ككل.

أما العمل الحر فهو العمل بأجر محدد ووقت محدد لشخص ما أو مؤسسه ما بدوام كلي أو جزئي يتم فيه كتابة عقد والاتفاق بين الطرفين وغالبا الأعمال من هذا النوع تكون روتينية ينبغي أن تمر بالعديد من الإجراءات والرتب لأجل أن يزيد راتبك أو تنال ترقيتك كما أنه لا يمكنك أن تتخطى السلم الوظيفي المرسوم في مؤسستك وتجاهله وكذلك في المعاملات داخل العمل.

وتشمل المجالات والمهن والصناعات التي يكثر فيها العمل هذا النوع من العمل: الموسيقى والكتابة والتحرير والتمثيل وبرمجة الكمبيوتر وتصميم الويب والتصميم الغرافيكي والترجمة والتوضيح وإنتاج الأفلام والفيديو وغير ذلك من أشكال العمل بالقطعة والتي يعتبرها بعض المنظرين الثقافيين مركزية الاقتصاد المعرفي الثقافي.

مزايا وعيوب العمل الحر

للذين يعملون كمستقلين مجموعة متنوعة من الأسباب للتخلي عن العمل الدائم، تختلف المميزات المتصورة حسب الجنس والمجال ونمط الحياة. على سبيل المثال، أفاد تقرير العمل الحر 2012 أن الرجال والنساء يعملون لحسابهم الخاص لأسباب مختلفة.

وأشارت النساء اللواتي شملهن الاستطلاع إلى أنهن يفضلن جدول عمل حر ومرن، في حين أشارت إجابات الذكور إلى أنهم يعملون لحسابهم الخاص ليتبعون شغفهم الشخصي. كما يتيح العمل الحر للأشخاص الحصول على فرص أعلى للعمل في المناطق المنعزلة عن المدن.

كما يتحوّل الموظفين إلى العمل الحر عند الاستغناء عن خدماتهم، والذين لم يجدوا وظيفة بدوام كامل، أو لتلك المجالات، مثل الصحافة، التي تعتمد بشكل متزايد على المستقلين بدلا من الموظفين بدوام كامل. يعمل الطلاب أيضًا كمستقلين، لتغطية نفقاتهم الدراسية. في المقابلات، وعلى المدونات حول الاستقلالية، يقول المستقلون أن اختيار المشاريع، ومرونة أوقات العمل، هي مميزات الاستقلال.

وعلى الرغم من ذلك فمازال البعض يتحدث عن هذا النوع من العمل بنوع من الارتياب والتردد، خاصة على الإنترنت. وفيما يلي بعض مميزات العمل الحر:

  1. حرية العمل في أي مكان و اي وقت سواء كان من المنزل او كافيه او مكان للعمل المشترك. فهناك استقلالية تامة دون أي قيود او التزام في موعد بدأ العمل أو انتهائه.
  2. اتساع قاعدة العملاء فهي غير قاصرة على محيطك بعد الآن فمن الممكن العمل للعميل.
  3. في السويد او الامارات او حتى روسيا كل هذا يترتب على جودة عملك و مدى جذبه لطبقة عملاء معينة.
  4. التغير الملحوظ في دخل المصمم حيث بالشركة يتم توزيع الربح بعد تغطية عدة مصروفات التسويق و الطباعة و احتياجات المكتب اما بالنسبة وتقتصر المصروفات على الحد الشخصي للفرد.

أما عيوب العمل الحر فيمكن إجمالها فيما يلي:

  1. لا يوجد مرتب ثابت مثل الشركات يمكن أن تجلس شهور بدون وجود دخل وفي حال كان لديك أسرة فهذه مشكلة.
  2. بعض الناس لا تحب قلة النظام ويحبوا العمل بنظام ووقت وفي هذه الحالة فالعمل الحر غير مفيد لهم.
  3. عدم وجود فريق مثل الشركات للتشاور بين القرارات ففي بعض الأحيان يمكن أن يكون قرارك خاطيء وإختيارك للتقنية غير مفيد.
  4. بعض العملاء يمكن أن يستغلوا إحتياجك للتقييم ويستغلوك وهذا لا يحدث في الشركات.
  5. ليس لديك كيان رسمي تنتمي إليه وتحصل على مميزاته ( تأمين صحي – مكافئات – رحلات ) على سبيل المثال: كثير من العملاء تحتاج للثقة وتعتقد انها موجودة في الشركات فقط وهذا يضيع منك الكثير من فرص العمل رغم أن بعض الشركات تعتمد أساسا على الفريلانسر.
  6. إدارة الوقت ليست بالعمل الهين ويمكن أن تواجه مشاكل بسبب عدم تنظيم الوقت مثل الشركات لأنك تعمل وحدك ولا يوجد نظام لإدارة المهام والوقت.

العمل الحر .. تحديات ونصائح

قبل أن دخول سوق العمل الحر يجب الأخذ بالحسبان عدة تحديات قد تواجه العامل الحر حتى يستعد لها، الأمر الذي يساعدك على التعامل معها والتغلب عليها والتميز في مجتمع العمل الحر وبناء سمعة طيبة.

ومن أهم هذه التحديات هو عدم وجود مصدر دخل ثابت، حيث أن العامل قد يواجه أشهر من السنة تكون مليئة بالمشاريع والعمل المستمر وأشهر أخرى عجاف، كما يتطلب العمل الحر إدارة جيدة للأموال ومهارات تنظيم الوقت وسعي مستمر للحصول على عملاء الجدد.

وهذه بعض النصائح لبداية عمل حر:

  1. العمل على ادخار مبلغ من المال يكفي لوفاء التزاماتك وإنفاقك الشخصي لمدة 6 شهور، وذلك قبل الاستقالة من الدوام المنتظم.
  2. تقديم بعض التنازلات الخاصة “بالتسعير” في بداية عملك كمستقل، مع الاحتفاظ بنفس المستوى المرتفع من الجودة للتغلب على المنافسين.
  3. السير بالتوازي ما بين الوظيفة المنتظمة والعمل الحر، حتى تصل لمستوى معين من الاستقرار تستطيع معه الاستغناء عن الوظيفة، والتفرغ للعمل الحر كمستقل.
  4. تطوير النفس سريعا وعدم الدخول مع العميل في أي نقاش ديني أو سياسي  لتلافي المشاحنات و المشاكل مما قد يؤثر على المشروع و العمل.
  5. تجنب إضافة أي عميل على شبكات التواصل الاجتماعي تجبنا لملراقبة و السؤال ليل نهار عن المشروع.
  6. الاستعانة دائما بمذكرة أو ورقة أو مفكرة علي الهاتف لتدوين الأفكار عن أي مشروع في أي وقت ومكان.
  7. الأخذ برأي المحترفين و ليس الأقرب سنا وخبرة.

التجارة والعمل الحر في الإسلام

أما عن العمل الحر في الإسلام، كالتجارة مثلا، فإن التجارة من الكسب الطيب الذي حث عليه الإسلام وأمر به، فقد روى البزار والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن رسول الله سُئلَ: أي الكسب أطيب؟ فقال: “عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. وقال العلماء: والبيع المبرور ما ليس فيه غش ولا خداع، ولا ما يخالف الشرع.

ومما يبين أهمية التجارة والعمل الحر في الإسلام أن القرآن الكريم يسمى أرباحها فضل الله، ورد ذلك في قول الله تعالى: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [المزمل:20]. وقال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة:198]. وقال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة:10].

والحاصل: أن التجارة من الكسب الحلال الذي رغب فيه الإسلام إذا سلمت من الغش والخداع والاحتكار والأيمان وخاصة الكاذبة. فالإسلام لا يكره التجارة، لأنها وسيلة من وسائل الكسب المشروع، وهي ليست منكرة ولا مكروهة في الدين، وقد امتن الله على قريش أن كانت لهم تجارة في الشتاء والصيف يرتحلون من أجلها إلى الشام واليمن، يقول تعالى: { لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} (قريش:1-4)، وقال تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} (القصص:57).