إن شرف الذكر ومنزلته يدعوانك لتكون من الذاكرين لله تعالى .. وها هي طريق الذاكرين عسى الله أن يجعلك من أهلها.
إن مما ينبغي لك أن تعرفه أن تعلم أنَّ على المسلم أن يُكثر من ذكر الله تعالى، ولا يفرِّط في ذلك؛ حتى لا يدخل في زمرة أهل الغفلة.
المحافظة على الصلوات الخمس
إنَّ المحافظة على الصلوات بداية طريق أهل الذِّكر، فإنَّ من حافظ على الصلوات الخمس بحدودها وخشوعها فقد نال نصيبًا كبيرًا من ذكر الله تعالى؛ فالصلاة قد اشتملت على أنواعٍ من الذِّكر، مع معانٍ لا توجد في غيرها من خضوعٍ وتذلُّلٍ وخشوع، لذلك فإنَّ الله تعالى ذمَّ المنافقين بقلَّة ذِكرهم له في الصلاة فقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا} النساء: ١٤٢.
وقال رسول الله ﷺ : «تلك صلاة المنافق؛ يجلس يَرقُبُ الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعًا، لا يذكر الله فيها إلاَّ قليلاً».
المحافظة على الأذكار دبر الصلوات
ورد في السنة النبوية الكثير من الأذكار، ولكلِّ ذِكرٍ موضعه الذي يُقال فيه، ومن هذه الأذكار أذكار الصلاة، والتي منها ما يُقال بعد الصلاة، فحافظ أخي على هذه الأذكار، وردِّدها بخشوع وتأنٍّ؛ فإنَّ الكثيرين يتهاونون بها، فترى أحدهم يسرع فيها لينصرف، والبعض ينصرف بدون أن يأتي بها! فعلى المسلم الحرص عليها حتى يكون من الذاكرين لله تعالى.
الإكثار من قراءة كتاب الله تعالى
تلاوة كتاب الله تاج الذِّكر وعنوان فضله .. وما ذكره الذاكرون بأفضل من قراءة كتابه العزيز .. قال رسول الله – ﷺ -: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف، ولكن “ألف” حرف، و”لام” حرف، و”ميم” حرف» (رواه الترمذي/ صحيح الترمذي: ٢٩١٠).
وقال رسول الله ﷺ: «من قرأ بمائة آية في ليلة؛ كُتب له قُنوت ليلة» (رواه أحمد والدارمي السلسلة الصحيحة (٦٤٤).. فاحرص أن تكون من أولئك الذين يتفقدون كتاب ربهم تعالى، ولا تكن من الهاجرين له .. وتأمَّل كم ستجد من الأجر وأنت تتلو كتاب الله تعالى، وقد أخبرك النبي ﷺ أن ثواب الحرف الواحد؛ يُضاعف إلى عشر حسنات! فيما أيسر أن تكون من الرابحين الذاكرين لله تعالى.
المحافظة على الأذكار
وهذا باب عظيم يُدخِلك في جملة الذاكرين لله تعالى، وقد تعدَّدت أنواع الأذكار وصورها وفي جميعها الخير العظيم .. وليس صعبًا أن تكون من المحافظين على الأذكار، فما عليك إلاَّ أن تعزم على فعلها وتبدأ بتطبيقها في أمورك كلِّها. فإذا خرجت من منزلك قلت ذكر الخروج من من المنزل، وإذا ركبت سيارتك قلت ذِكر ركوب الدابة، وإذا دخلت الخلاء أو خرجت منه قلت ما جاء من الذِّكر في ذلك، وإذا أردتَ أن تتوضَّأ أو فرغت من الوضوء قلت ما جاء في ذلك من الذِّكر، وإذا لبست ثوبًا جديدًا قلت ما جاء من ذِكرٍ في ذلك.
وهكذا في كلِّ أمورك تحرص على المحافظة على الأذكار، ولا تضيِّع الفرصة في ذلك؛ فإنك إذا فعلت ذلك كنت من الذاكرين لله تعالى.
المحافظة على الأذكار التي ورد فضلها
هنالك جملة من الأذكار جاء الدليل بفضلها .. والثواب الجزيل على فعلها. قال رسول الله – ﷺ :«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» (رواه البخاري )
تلك بعض العلامات التي تُدرَك على طريق الذاكرين، فحاول أن تأخذ بنصيبك في ذلك، واعزم عزم الصادقين، واستعن بربك تبارك وتعالى فاسأله التوفيق والإعانة على سلوك طريق الذاكرين، وأن يجعلك من الذاكرين له كثيرًا، فإن وُفقت إلى ذلك فأنت على خيرٍ عظيم!!