تتميز القارة الأفريقية بإمكانيات زراعية هائلة من حيث التربة والموارد المائية تؤهلها لأن تكون مائدة الغذاء العالمي بامتياز، وذلك إذا ما توفرت لها الشروط الضرورية لإقامة مشاريع زراعية عالمية هدفها تلبية احتياجات سكان الكرة الأرضية من الغذاء..

فأفريقيا بتربتها الغنية وأراضيها البكر التي لم تستزرع بعد ومصادر مياهها المتجددة وأمطارها الغزيرة وتركيبتها الاجتماعية غير المعقدة والتي لم تتجذر فيها الرأسمالية المتوحشة بعد، يمكن أن تقدم الحل لأزمة غذائية عالمية بدأت تلوح معالمها في الأفق تنذر بجوع يتهدد مئات الملايين من البشر في مختلف قارات العالم حتى القارات المتقدمة صناعيا..

فمن حيث التربة تتمتع القارة بمستويات ونوعيات مختلفة من التربة الغنية، وكذلك بمواسم زراعية متنوعة، وتشكل الأراضي الزراعية ذات الإمكانيات الإنتاجية المرتفعة نسبة 8% من مساحة القارة، حيث تبلغ مساحتها 2300000 كم2، منها 700000 كم2 أراضي ذات إمكانيات ممتازة تتركز في الهضبة الإثيوبية ودلتا نهر النيل، و1600000 كم2 ذات إمكانيات جيدة وتتركز في وسط وجنوب شرق القارة وفي بعض مناطق الغرب.. وتصلح هذه الأراضي لإقامة زراعات استوائية معيشية أو مروية مع تربية الماشية، وكذلك زراعات نقدية (نخيل الزيت والقطن والكاكاو والفول السوداني والقهوة والتبغ) وزراعات الحبوب وأشجار مثمرة .

إمكانات هائلة

أما الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية الجيدة فتشكل نسبة 35% من مساحة القارة وتقدر مساحتها بـ 12900000 كم2.
وتتوزع بين الشريط الساحلي لشمال القارة ووسطها وجنوبها الشرقي، منها 700000 كم2 أراضي ذات إمكانيات جيدة ، و 1600000كم2 ذات إمكانيات متوسطة إلى جيدة، و8200000كم2 ذات إمكانيات جيدة نسبيا ، وتصلح هذه الأراضي لإقامة زراعات مروية وأشجار مثمرة ،وزراعات نقدية (نخيل الزيت وقطن وكاكاو وفول سوداني) ، كما تصلح كمراعي للمواشي.

وتبلغ نسبة الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية المتوسطة 17% من مساحة القارة بمساحة تقدر بـ (17900000 كم2) ، وتصلح هذه الأراضي لزراعة الأشجار المثمرة ، وزراعات مروية (خضروات)، زراعات معيشية(شوفان وذرة)، وزراعات نقدية (فول سوداني وقطن) وتربية الماشية. وتبلغ مساحة الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية الضعيفة في مجال الغذاء 27000000 كم2 وهي تصلح كمراعي للإبل والماعز.

60 بالمائة من الأراضي الزراعية في العالم

وتتوزع في مختلف أنحاء القارة بهذه المساحات الزراعية الشاسعة والتي تصلح لإنتاج مختلف أنواع الغذاء، وباستثمارات مالية معتبرة وفي ظل استقرار سياسي، وتصميم دولي على استثمار هذه الإمكانيات الهائلة لصالح البشرية يمكن لأفريقيا أن تكون المنقذ للبشرية من شبح الجوع المرعب الذي أفرزته السياسات الإمبريالية الرأسمالية المتوحشة على مدى العقود الماضية..

إن القارة السمراء تملك موارد طبيعية هائلة في مجالات المياه والزراعة والطاقة والتعدين لم يستغل معظمها بعد ، خلافا للوضع في باقي قارات العالم التي تكاد تكون استنزفت معظم مواردها ، وهو ما يؤهل أفريقيا رغم العقبات الراهنة لأن تصبح ” سلة غذاء العالم”ولأن تقود قاطرة الاقتصاد العالمي في مستقبل غير بعيد بحسب توقعات وتحليلات خبراء دوليين.

إنّ سلة غذاء العالم كما يطلق على القارة الأفريقية تضم 60 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة بعد في العالم ويكفي استغلال 80 مليون هكتار من هذه الأراضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية لوحدها لإطعام ملياري شخص حول العالم بدل أن يعاني الأفارقة الجوع المميت (أي ما يعادل سكان قارات أفريقيا وأوروبا و وأستراليا)

سوق بـ 1000 مليار دولار في 2030

وبحلول عام 2030 يمكن لقطاع الزراعة والصناعات الغذائية في أفريقيا إنشاء سوق بقيمة 1000 مليار دولار ، في حال استغلال أقوى لهذه الموارد المائية في الزراعة ، وذلك بحسب تقرير صدر حديثا للبنك الدولي بعنوان : “نمو أفريقيا، إمكانات قطاع الصناعات ألغذائية.

وحتى اليوم ، لا تستغل من الأراضي الزراعية في أفريقيا حسب “العرب”سوى 2 بالمائة من الموارد المائية المتجددة للفارة فهذه الموارد المائية الضخمة وما تتيحه من إمكانيات زراعية هائلة تنعكس في التنافس المحتدم حاليا على استزراع مساحات شاسعة من الأراضي الأفريقية الخصبة بين الدول الآسيوية ذات الإمكانات السكانية الضخمة ودول الخليج العربية الثرية ذات المناخ الصحراوي.

وفي هذا السياق ، استثمرت الصين حتى الآن في استزراع حوالي 1.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في الكاميرون وموزنبيق وأوغندا وتنزانيا ، الحال نفسه بالنسبة للهند واليابان اللذين يستثمران على التوالي مليون و 600 ألف هكتار و 900 ألف هكتار في أفريقيا.