العلم هو أشرف ما يطلبه الإنسان وقد ذهب علماؤنا إلى أن طلب العلم النافع أعظم أجرا من صلاة النافلة.

العلم النافع هو ما يحسِّن تدين الناس أو دنياهم فالحياة الكريمة الهانئة المطمئنة من مقاصد العلم النافع. اليوم هناك اهتمام واضح جدا بحفظ القرآن الكريم وإتقان ترتيله وهذا شيء عظيم ويبعث على السرور وآثاره على استقامة الأبناء ونجابتهم بادية ظاهرة فالحمد لله رب العالمين.

وهناك إلى جانب هذا اهتمام بالجمع بين القراءات السبع القراءات العشر وهذا الجمع يحتاج إلى جهد عظيم جدا ووقت طويل قد يستغرق خمس أو سبع سنوات وحتى لا ينسى الجامع فإن عليه المراجعة وإقراء غيره…

وكنت في مطلع حياتي العلمية قد كتبت أكثر من ألف صفحة في مسائل تتصل بالقراءات القرآنية مما جعلني أحيط بهذا العلم على نحو حسن.

هنا أود أن أنصح بصوت عال فأقول: لاحاجة إلى الاشتغال بالجمع بين القراءات: اثنتين فأكثر لأن الانتفاع العملي لطلاب العلم بذلك ضعيف للغاية ولا يستحق عشر الجهد المبذول.
على كل أهل بلد الاهتمام بإتقان القراءة والرواية السائدة في بلدهم وهذا يكفيهم.

ولا خوف من اندثار القراءات فلدينا لها توثيقات صوتية وكتابية وفنية تفوق الحصر.
إن كان لدى المهتمين من معلمين وطلاب فضلة من وقت وجهد فليصرفوه في حفظ كتاب الله تعالى وحفظ الحديث الشريف وفي صقل مهارات الفتيان في الخطابة والتفكير وهضم العلوم التي تجعل منهم دعاة ومفتين ممتازين وليفتحوا الوعي على العلوم التي تجعل منهم صناع حياة وقادة أجيال.