اقرأ أيضا:
نسب الأنصار: يطلق هذا الاسم على قبيلتي الأوس والخزرج والذي ينتهي نسبهما إلى أوس بن حارثة وأخيه الخرج بن حارثة، وهما من أم واحدة وهي قيلة بنت الأرقم، وقد سبق من الأنصار إلى الإسلام الكثير وكان إسلامهم قبل المهاجرين فرضي الله عنهم. حتى قال عز وجل فيهم: “والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شُح نفسه فأولئك هم المفلحون”.
وقد رضي الله عنهم وأعد لهم جنات بما كان لهم من فضل علي الدين وبما بذلوا فيه أنفسهم في سبيل الله فقال عز وجل: “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم”.
كما أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب وجوده معهم بعد الهجرة حتى قال عنهم: “لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار”. وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة فقد أمر بتقسيم الغنائم على قريش فقال لهم: “ما الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون، فقالوا: هو الذي بلغك، فقال لهم: أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم وترجعون برسول الله إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار إلى وادياً أو شِعباً لسلكت وادي الأنصار وشعبهم.
هناك روايات كثيرة ومقولات واختلافات متعددة تبحث في مسألة من هو أول من دخل الإسلام من الأنصار في البيعة الأولى والثانية، وقد كان للعديد من الروايات دليلا وشاهدا، بينما أجمعت الروايات على أن أسعد بن زرارة هو أول من أسلم من الأنصار.
خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران الى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتياه فعرض عليهما الإسلام ، وقرأ عليهما القرآن ، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ، ورجعا الى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام بالمدينة
ويقول ابن إسحاق: “إن الله عز وجل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإظهار الإسلام، وقد كان النبي يعرض نفسه على القبائل في كل موسم من المواسم، حتى جاء النبي عند العقبة فقابل رهطا أي مجموعة من الأشخاص وكانوا من الخزرج، فقال لهم النبي :أمن موالي اليهود؟ قالوا نعم قال النبي ألا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلي تفضل، فجلسوا جميعاً وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بعرض الدين الإسلامي عليهم ودعاهم إليه ثم قرأ عليهم بعض الآيات القرآنية فلما انتهى تشاوروا فيما بينهم وقالوا: يا قوم تعلمون والله أنه نبي من عند الله الذي أوعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه وأخبروه بأنهم صدقوه وآمنوا به، وكان أول من أسلم منهم هو أبو أمامة أسعد بن زرارة وكان من الخزرج”. كما قال ابن إسحاق: “وكانوا ستة نفر من الخزرج من بينهم أبو أمامة أسعد ابن زرارة وهو أول من أسلم من الأنصار من الخزرج.
وقال أبو نعيم: إن أبو أمامة أول من أسلم من الخزرج أما من الأوس فكان أول من أسلم: أبو الهيثم بن التيهان، كما قيل إن أول من أسلم رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء، رضي الله عنهم. كما قيل أول من دخل الإسلام من الأنصار هو: سويد بن الصامت الأنصاري، وقد وافق اسمه ما جاء في السيرة لابن هشام.
هو أبو أمامة أسعد بن زرارة هو أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، الخزرجي الأنصاري، وترجع شهرة هذا الرجل في الإسلام إلى: أجمعت معظم أدلة العلماء أنه من الأنصار السابقين للإسلام، بل إنه أول من أسلم من الأنصار، وقد شهد بيعتي العقبة كما أنه كان نقيباً في قومه، ولم يكن في قومه نقيباً أصغر منه في العمر.
كنيته: أبو أمامه. لقبه: نقيب بني النجار. وأما وفاته: فقد ذكر محمد ابن إسحاق، أنه لم يعش وقتاً طويلاَ بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد مات أثناء بناء المسلمون لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقد أخذته الذبيحة. وذكر الواقدي في المستدرك للحاكم، إنه توفي في بداية شهور الهجرة فقد جاء بنو النجار إلى النبي وقالوا: يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا، فقال صلى الله عليه وسلم: “إنا نقيبكم”.
وذكر البغوي أن أسعد بن زرارة كان أول من توفى من الصحابة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وأنه أول من صلى عليه، الرسول صلى الله عليه وسلم. وذكر الواقدي برواية عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن أسعد بن زرارة أول من دفن في منطقة البقيع، وهذا ما استشهد به الأنصار، أما المهاجرون فقالوا أن أول من دفن في منطقة البقيع هو: عثمان بن مظعون.
هو القائل: “يا رسول الله، دماؤنا دون دمك، وأيدينا دون يدك، نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا ونساءنا”.
وأخذ أسعد بن زرارة بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة فقال :(يا أيها الناس، هل تدرون على ما تُبايعون محمداً إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم ، والجنّ والإنس مُجِلِبَةً ) فقالوا :( نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم ) فقال أسعد بن زرارة :( يا رسول الله اشترط عليّ ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وتقيموا الصلاة ، وتُؤْتُوا الزكاة ، والسمع والطاعة ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم ) قالوا :(نعم) قال قائل الأنصار :(نعم ، هذا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟) قال :( الجنّة والنصر).
وعن كعب بن مالك قال:”كان أسعد أول من جمّع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرّة بني بَيَاضة في نقيع الخَضِمات وكان أسعد بن زرارة وعُمارة بن حزم وعوف بن عفراء لمّا أسلموا كانوا يكسرون أصنام بني مالك بن النجار”
روى الإمام أحمد بسنده عن جابر قال: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول: “من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة”، حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر كذا قال فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله إليه من يثرب، فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعًا، فقلنا: حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف، فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة فاجتمعنا عليه من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله نبايعك، قال: “تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة.
قال: فقمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم، فقال: رويدًا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خبيئة فبينوا ذلك فهو عذر لكم عند الله، قالوا: أمط عنا يا أسعد، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدًا ولا نسلبها أبدًا، قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة.
قال محمد بن إسحاق: “وتوفي في تلك الأشهر -أي بعد الهجرة مباشرة- أبو أمامة أسعد بن زرارة والمسجد يبنى -أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذته الزبحة أو الشهقة، رحمه الله ورضي عنه”.
وذكر الواقدي أنه مات على رأس أشهر من الهجرة رواة الحاكم في المستدرك من طريق الواقدي عن أبي الرجال، وفيه جاء بنو النجار فقالوا: يا رسول الله مات نقيبنا فنقب علينا, فقال: “أنا نقيبكم”.
وقال البغوي أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة وأنه أول ميت صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الواقدي من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة، وهذا قول الأنصار.
لمّا توفي أسعد بن زرارة حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غُسْلَه ، وكفّنه في ثلاثة أثواب منها بُرد ، وصلى عليه ، ورُئي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي أمام الجنازة ، ودفنه بالبقيع.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين