الاعتكاف هو اللبث في مسجد بنية العبادة لله تعالى، وعند النّظر في الاعتكاف وما يتطلبه نجد أنَّ المقصود الأعظم من الاعتكاف هو سلامة القلب، وسلامة القلب هي المقصود الأعظم من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وقد تجلّى ارتباط الاعتكاف مع سلامة القلب في نبينا محمدِّ عليه الصلاة والسلام، وفي إبراهيم عليه السلام وسنقف هنا عند تجلِّي ذلك في إبراهيم عليه السلام تأسيسا لقضية الاعتكاف وأهميته، وهذا النموذج هو نموذج للأنبياء، والمطلوب منّا أن نجعل الأنبياء أسوة لنا.

نجد هذا التّجلي في موطنين متعلقين بإبراهيم عليه السلام، الموطن الأول قوله تعالى في توجيه الله تعالى نبيه إبراهيمَ عليه السلام على جعل البيت موطنا للاعتكاف {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)} [البقرة].

والموطن الثاني سلامة الصدر التي كان يتمتع بها إبراهيم عليه السلام {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء] ، وإذا كان هذا حكاية عن قول إبراهيم عليه السلام وأن السلامة للقلب في اليوم الآخر، فإنها ليست مقصورة على اليوم الآخر ؛ إذ كان أعظم ما اتّصف به إبراهيم عليه السلام هو سلامة القلب في الدنيا كما في وصْف الله تعالى نبيَّه إبراهيمَ عليه السلام {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)} [الصافات]، وهذا الوصف ليس وصفا انتقائيا من عدة أوصاف متساوية فالمقام يقتضي أنه الوصف الأكمل الذي اتصف به إبراهيم عليه السلام، والذي ينبغي أن يكون عليه حال المسلم، فالقرآن الكريم لم يصف إبراهيم عليه السلام بسلامة الفكر أو سلامة العقل مع أنه كان كذلك، وأيضا سلامة القلب في الآخرة تستلزم بالضرورة سلامته في الدنيا، وإنما وصفه بسلامة القلب، وتتجلى سلامة القلب في أمرين:

أولا: سلامة القلب مبنية على سلامة الفكر، وسلامة الفكر مرتبطة بالحواس 

سلامة القلب هي أعظم مبتغى يمكن أن يناله الإنسان،  وهذا واضح في القرآن الكريم وخاصة في قوله تعالى  وهو يحكي قول إبراهيم عليه السلام { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} [الشعراء] ومن غير الدخول في العلاقة بين مفهوم القلب ومفهوم العقل وما فيها من جدل، وأنَّ أحدهما قد يُستخدم بمعنى الآخر، فإنَّ النّاظر إلى استعمالات القلب في القرآن الكريم يجد أنَّ سلامة القلب هي الغايات النهائية في الإصلاح الذي جاءت الشريعة لأجله، وما إصلاح الفكر والنّظر العقلي إلا مقدمات لسلامة القلب، وهذا واضح في كثير من الآيات، فالختم والطبع يكون للقلوب وهذا مانجده في سورة الشورى [آية: 24]، و غافر [آية: 35]والقلب محل التطهر من الذنوب والمعاصي المائدة [آية: 41]، وهو محل الإيمان الحجرات [آية: 7] وهو محل الخوف من الله تعالى، الأنفال [آية: 2] ومحل الرأفة والرحمة [الحديد: 27].

وليس القصد هنا الاستقصاء والمسح بل بيان أنَّ النجاح والفوز في الآخرة يكون لسالمي القلوب وصالحيها، والخيبة والخسران لمن طُبع على قلبه ولم ير الهداية والعياذ بالله تعالى.

وهذا واضح في موقف إبراهيم عليه السلام مع قومه فقد آتى الله تعالى إبراهيم الحُجة وحُسن الجدل المحمود المؤسَّس على سلامة  القلب، والغاية منه تحويل قلوبهم من المرض إلى السلامة ومن الفساد إلى الصلاح، والجدل مرتبط بالفكر يقول سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)} [البقرة]

ومثل ذلك قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام: 75 – 81] إلى آخر الآيات، وقوله سبحانه { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} [الأنعام: 83]، وليس القصد من هذا هو التوسع في استعمالات القلب ولا الحديث عن الجدل بل بيان أن سلامة القلوب هي الغاية.

ومن ينظر إلى الآيات السابقة وخاصة الآيات المتعلقة بجدل إبراهيم عليه السلام مع قومه يجد أنَّ الفكر هو الخادم للوصول إلى القناعات القلبية، فالجدل كان وسيلة للوصول إلى الإيمان، والإيمان الحقيقي هو سلامة القلب.

والفكر مبني على الحواس الخمس، فهي منافذ التفكير والتأمل وهذا واضح في القرآن الكريم في كثيرٍ من الآيات كقوله تعالى {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)} [الذاريات: 20، 21] ففي هذه الآية كما يرى الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله: “انتقال من الاستدلال على انفراده تعالى بالإلهية بصفات ذاته إلى الاستدلال على ذلك ببديع مصنوعاته، وفي ضمن هذا الاستدلال إدماج الامتنان على الناس وللتعريض بكفر المشركين جلائل نعمه، ومن أبدع الاستدلال أن اختير للاستدلال على وحدانية الله هذا الصنع العجيب المتكرر كل يوم مرتين، والذي يستوي في إدراكه كل مميز، والذي هو أجلى مظاهر التغير في هذا العالم فهو دليل الحدوث [1].

وهذا الشيء لايكون إلا من خلال حاسة البصر، ومثل ذلك في قوله تعالى {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 17 – 20]. 

فالنظر البصري في المصنوعات يوصل إلى التفكير في خالقٍ لهذا الكون، وهذا يؤدي إلى استسلام القلب لله تعالى، ومن فقد الحواس لا يمكن أن يستشعر بعظمة هذا الكون ولن يصل إلى خالقه.

ثانيا: الاعتكاف وضبط الحواس من خلال المسجد والصيام

ذكرنا سابقا ارتباط إبراهيم عليه السلام بالمسجد الحرام وبالاعتكاف،ونأخذ من هذا  أنَّ المسجد هو الضابط للحواس، وذلك أن المسجد هو مكان يختلي فيه الإنسان بعيدا عن حركة الحياة وضجيجها، فلا عمل ولا وظيفة ولابيع ولاشراء … وهذا يعني أنَّ حواسه وخاصة حاسة البصر والسمع مقصورة ضمن مكانٍ محدد، فالمعتكف لا يبصر إلا الجدران، ولا يسمع من الأصوات إلا القرآن ويبصر داخل ذلك راكعا أو ساجدا ويسمع تاليا او ذاكرا، وبذلك يتم حصر هذه الحواس التي هي منافذ للانشغال عن الله تعالى.

ولتحقيق هذه الغاية من المهم جدا ألا يصحب الإنسان الحياة وحركتها معه من خلال الهاتف، فالهاتف وما فيه من أصوات وصور لا تتناسب البتة مع قضية الاعتكاف.

وإذا كان هذا أثر المسجد فلا يقل أثر الصيام عن ذلك، ذلك أنَّ المحرك الأساسي للإنسان وسطوته وظلمه للآخرين يأتي من شهوتي البطن والفرج، والصائم ممنوع عنهما، وبيان هذا أنَّ الطعام والشراب والجنس أصل الصراع في هذا العالم، فشهوتا البطن والفرج ترجع إلى سعي الإنسان إلى التملُّك، والإنسان مجبول على حبِّ المال وهو ما يدفع الإنسان إلى التظالم والاعتداء على الآخرين، فيأتي الصيام كابحا لهذه الشهوة ومذكرا بضعفه، فالطعام والشراب ليس راجعا إلى قدرة الإنسان الذاتية، كما أنَّه قد يمرض ويكون ممنوعا عن تعاطي ذلك .

واقتران الاعتكاف بالمسجد وبالصيام ملحوظ في القرآن الكريم، حيث ورد الاعتكاف مقرونا بهما في قوله تعالى مع أمرين مهمين وهما الصيام وارتباط ذلك في المسجد وذلك في قوله تعالى {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌كُتِبَ ‌عَلَيۡكُمُ ‌ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183] إلى أن قال سبحانه وتعالى{ ‌أُحِلَّ ‌لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ } [البقرة: 187] .

وهذا ملحظ مهم وهو أنَّ تحقيق الاعتكاف لغاياته الكبرى يتحقق بأمرين هما الصيام وكون المعتكف في المسجد، والاعتكاف لا يكون إلا في مسجد وهو محلُّ اتفاق بين الفقهاء، وأما كون المعتكف صائما فهو محل خلاف بين الفقهاء[2].

ولايعنينا البحث في هذا، وإنما الذي نرموه أنّ المقاصد العليا للاعتكاف لا تتحقق كاملة إلا مع هذين الأمرين، فالمسجد هو محلُّ التقرب إلى الله تعالى والإقبال عليه سبحانه والانقطاع عن الدنيا، المسجد هو مكان الصلوات وتفريغ القلب من هموم الدنيا، وهو في الوقت ذاته يؤدي رسائل اجتماعية كبرى إذ إن المسجد نواة مصغّرة عن المجتمع ففيه يتآلفون ويعِظون بعضهم، ويتفقدون أحوالهم، ويتشاورون في أمور المجتمع، وإذا كان الأمر كذلك فمن البدهي أنْ يكون الاعتكاف في هذا المسجد بحيث تزداد رسالة المسجد في نفس المسلم.

وكذلك الصيام فيه التخلي عن شهوات البطن والفرج وما يتصل بهما، فيه إعلان عن سمو هذا الإنسان وتجاوزه للمادية الجارفة المتمثلة باللهث وراء الصورة والمنظر والطعام والشراب والشهوة، فإذا كان الحال كذلك فإنَّ الإنسان يصبح مهيئا أكثر من غيره في حالة كونه صائما وفي حالة كونه في المسجد.

 فالصيام وكون المعتكف في المسجد يوصل المرء إلى سلامة القلب، فالاعتكاف في هذه الحال هو إعلان لسيادة الروح وأشواقها ومتطلباتها وسمو لها، ومؤدّى هذا تقوية التواصل مع الله تعالى، والتواصل مع الله تعالى هو الأساس في تربية الإنسان.

ولا ننسى شيئا مهما أنَّ الغاية العظمى من المسجد هو السجود لله تعالى، وأقرب ما يكون العبد إلى ربِّه يكون وهو ساجد لله تعالى، والسجود جزء من الصلاة، والصلاة صلة بين العبد وربه وهو معراج فكره وروحه.

ثالثا: أثر موضع الاعتكاف وتحري ليلة القدر في سلامة القلب

ليس للاعتكاف وقت محدد، ولكن من الثابت أنَّ أعظم أنواع الاعتكاف هو في العشر الأواخر من شهر رمضان، ففي صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة والسلام “كَانَ يَعْتَكِفُ ‌الْعَشْرَ ‌الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ. [3].

والسؤال هنا لماذا الاعتكاف في آخر الشهر وليس في وسطه؟ قد يُقال لأنَّ من أسباب ذلك وجود ليلة القدر، والسؤال نفسه يمكن أن يتكرر، لماذا لا يكون التماس هذه الليلة أيضا في بداية الشهر، والجواب الذي تحصّل لي أنَّ الاستعداد لسلام القلب وإصلاحه يكون بالتدرج، فعندما يترقى الإنسان في الصيام ويكثر في هذا الشهر من قراءة القرآن والذكر ويحرص على الصلوات جماعة يكون أكثر استعدادا لإصلاح هذا القلب، وثمّت شيء آخر وهو أنَّ هذا الإصلاح يعقبه إفطار ورجوع للحالة العادية التي كان يعيشها الإنسان وهذا يقتضي أن تكون هناك حواجز وموانع في عدم الرجوع إلى الحالة العادية، وأقل ما يُقال إنَّ الاعتكاف والتواصل مع الله تعالى في آخر رمضان يؤخر رجوع المرء إلى حالته العادية، هذا إذا لم يكن سببا في الإقلاع عما كان يمارسه من معاصي قُبيل رمضان، كما أنه يزيد في تمسُّكه بالصالحات .

والملاحظ هنا أنه لم يثبت بشكل قاطع الموعد المحدد لليلة القدر، وقد يكون هناك ماهو راجح عند البعض في تحديدها، ولكّنها كلها اجتهادات ليست مبنية على دليل ثابت، بل إن التحديد يتعارض مع سلامة القلب وإصلاحه، فالغاية من إبهام هذه الليلة هو بذل أقصى طاقة للإنسان لإفراغ القلب إلى من الله تعالى وهذا يقتضي أن تكون الليلة مبهمة، فالمرء يبذل جهده ويتلمسها في كل ليلة من ليالي العشر ظنّا منه أنها توافق عمله.

نسأل الله تعالى السلامة لقلوبنا وإصلاح أنفسنا.


[1] التحرير والتنوير (20/ 169)

[2] انظر :الموسوعة الفقهية الكويتية: 5/ 211- 213 

[3] البخاري، صحيح البخاري، باب الاعتكاف في العشر الأواخر، رقم: 2026