تعد الرياضة من أهم الأبواب الاستثمارية المغفلة والتي قد تساهم في حل مشكلات اقتصادية كبيرة تعاني منها أغلب الدول النامية وتتجاوز عوائدها المجال الرياضي لتشمل مناحي اجتماعية وصحية .

إلا أن هذه الرياضة لايمكن أن تقوم بلا تمويل بسبب حاجة الأنشطة الرياضية لمستلزمات ومنشآت خاصة وأجهزة فنية تساعد على التدريب أي بمعنى آخر هي نظام اقتصادي متكامل.

وإذا تأملنا سر التسابق المحموم لاستضافة البطولات الدولية مثل تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم أو الألعاب الأوليمبية، وكذلك حجم الصرف الكبير على شراء اللاعبين وبناء المنشآت الرياضية سنجد أن الدافع والمحرك الأساسي لهذه العملية هو الاقتصاد.

إذا تأملنا سر التسابق المحموم لاستضافة البطولات الدولية مثل تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم أو الألعاب الأوليمبية، وكذلك حجم الصرف الكبير على شراء اللاعبين وبناء المنشآت الرياضية سنجد أن الدافع والمحرك الأساسي لهذه العملية هو الاقتصاد

ويرجع عالم اجتماع الرياضة الهولندي ستوكفيس سبب ارتباط الرياضة مع المصالح الاقتصادية إلى احتلال الرياضة مكانة رفيعة في الحياة الاجتماعية وأن نظام الرياضة يقوم على دعائم اقتصادية تلبي الحاجة لتمويل الأنشطة والبرامج والأدوات، في المقابل يقوم المجال الرياضي بخلق عدد من الوظائف المهنية ودر الأرباح عبر الرعايات التجارية.

وتفيد دراسة أخرى للاقتصادية ميلنفان – عن اقتصاديات الرياضة في فرنسا – أن حوالي 30 % من الفرنسيين يمارسون نشاطا رياضيا يصرفون نحو 6.5 % من دخلهم على الرياضة .

وذكرت ميلنفان أن 90 % مـن ميزانية العائلة اﻟﻤﺨصصة للرياضة توجه إلى شراء الملابس والأجهزة الخفيفة أو في شكل خدمات، كالصحافة الرياضية أو حضور المباريات.

وتطورت هذه العلاقة بين الرياضة والإقتصاد في السنوات الـ 35 الأخيرة لتتحول إلى شكل من أشكال الصناعة وأصبحت تشكل أحد دعائم الاقتصاديات الوطنية، فعلى سبيل المثال بلغ حجم دخل صناعة الرياضة بالولايات المتحدة في عام 1999 م حوالي 75 مليار دولار أمريكي وجاء هذا الدخل في المركز الـ 15 متقدما على قطاعات صناعية أخرى.

BusinessSports
إيرادات الأسواق الرياضية ( مليار دولار أمريكي )

ولفهم الصناعة الرياضية وآلية تحقيق الأرباح صنف كتاب ” الجودة والعولمة في إدارة أعمال الرياضة ” لكمال الدين درويش ومحمد حسانين الأعمال الرياضية إلى ثلاثة أنواع :

  • أعمال رياضة منتجة لدخل أو إيراد مباشر : يعتمد الدخل فها على الأحداث الرياضية الخاصة مثل ما يحصل من بيع النادي لتذاكر المباريات وحقوق الرعاية والإشهار والبث التلفزيوني.
  • أعمال رياضة منتجة لدخل أو إيراد غير مباشر : وهنا تعتمد على شعبية الرياضة أو شعبية الفرق واللاعبين ويأتيها الدخل من خلال بيع الأجهزة والمستلزمات الرياضية .
  • أعمال رياضة منتجة لدخل أو إيراد مدعم : يأتي الدخل هنا من قطاعات مرتبطة بالرياضة وتستفيد من إقامة أحداث رياضية شهيرة أو دورات كبرى.

وضمن هذه الدورة الاقتصادية لا يمكن أيضا إغفال الدور المهم الذي يلعبه الإعلام باعتباره شريكا في هذه الصناعة وأحد أهم روافد نجاحه، وما أرقام حقوق البث التلفزيوني إلا أكبر دليل على ذلك، فمؤخرا أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم بيع حقوق بث مباريات البطولة للمواسم الثلاثة المقبلة، داخل بريطانيا، بداية من موسم 2016/2017 إلى موسم 2018/2019، مقابل 5.136 مليار جنيه إسترليني – 7.92  مليار دولار أمريكي- أي أن حقوق بث بطولة كرة القدم الإنجليزية أعلى من الناتج القومي لـ 30 بلد.

هذه النجاحات والأرقام الضخمة لم تأت من فراغ بل بعد عمل كبير على مستوى المنتج نفسه وتحسينه يوما بعد يوم وبالتالي الدخول في التفاصيل الرياضية وتوفير البيئة المناسبة للرياضي€ والاهتمام بإدارة البرامج الرياضية وتطوير المسابقات والأنشطة المختلفة، ومن هنا يجب أن تختلف زاوية النظر للرياضة بكونها دورة اقتصادية متكاملة.