في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر عام 2003، توفي علي عزت بيجوفيتش أول رئيس للبوسنة والهرسك ، وحضر جنازته ما يقرب من 200000 شخص .
ولد بيجوفيتش في مدينة بوسانا كروبا البوسنية، واسم عائلته يمتد إلى أيام الوجود التركي في البوسنة، فالمقطع “بيج” في اسم عائلته هو النطق المحلى للقب “بك” العثماني، ولقبه “عزت بيجوفيتش” يعني “ابن عزت بك”.
تعلم الرئيس البوسني الراحل في مدارس مدينة سراييفو وتخرج في جامعتها في القانون، وعمل مستشارًا قانونيًا خلال 25 عامًا، واعتزل بعدها وتفرغ للبحث والكتابة.
تسلم بيجوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من 19 نوفمبر 1990م حتى 1996 ومن ثم أصبح عضوا في مجلس الرئاسة البوسني من 1996 إلى 2000.
حين تم اختياره رئيسا للبلاد لم تقتصر إنجازاته على مقاومة عدوان القوات الكرواتية والصربية، بل امتدت جهوده إلى بعث الهوية الإسلامية في داخل الشعب البوسنوي.
أجاد بيجوفيتش التحدث بعدة لغات من بينها الألمانية والفرنسية والإنجليزية. كتب عدة مؤلفات نالت شهرة عالمية وترجمت إلى عدة لغات أهمها : (الإسلام بين الشرق والغرب) ، ( مشاكل الإحياء الإسلامي) ، ( الإعلان الإسلامي) ، ( هروبي إلى الحرية) ، ( ذكريات).
قال عنه المفكر الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري : ” هو مفكر ورئيس دولة، يحلل الحضارة الغربية، ويبين النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه، ولكنه في ذات الوقت يستفيد من اجتهادات المفكرين الغربيين المدافعين عن الإنسان، ولعل إيمانه بالإنسان الذي ينبع من إيمانه بالله وإدراكة لثنائية الطبيعة البشرية، هو الذي شد من أزره إلى أن كتب الله له ولشعبه النجاة، وهو الذي مكنه من أن يلعب هذا الدور المزدوج.. دور المجاهد والمجتهد، ودور الفارس والراهب”.
حصل علي عزت بيجوفيتش – رحمه الله – على عدد من الأوسمة والجوائز التقديرية أبرزها: جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1993، وجائزة مفكر العام من مؤسسة علي وعثمان حافظ عام 1996، وجائزة جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا، وسام مركز الديمقراطية في واشنطن. وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في رمضان 1422هـ؛ تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، وجائزة شخصية العام للعالم الإسلامي عام 1422هـ الموافق 2001 م.