اقرأ أيضا:
ويرى بعض الباحثين أن مدلول الثقافة مساوٍ لمدلول الحضارة، فيشمل كل منهما الجانب المعنوي والجانب المادي.ويرى فريق ثالث أن الحضارة تعني ما توصل إليه مجتمع ما من تقدم مادي في الصناعات والابتكارات والمخترعات والبناء والزراعة وغير ذلك، ولا يُعدُّونها إلى الجانب المعنوى في حياة الأمة (١).
وينبغي أن نلاحظ هنا أمرين، الأول: أن علاقة الثقافة بالحضارة مبنية على تحديد المعنى الاصطلاحي لكل منهما، فقد يكون الاصطلاحان متساويين، وقد يكون مدلول الحضارة أوسع, وقد يكون مدلول كل منهما مختلفًا عن الآخر، وقد قال العلماء قديمًا: لا مشاحَّة في الاصطلاح.
الثاني: أن العلاقة بين الثقافة والحضارة علاقة وثيقة، فإمّا أن تكون الحضارة والثقافة شيئًا واحدًا، فثقافة الأمّة وحضارتها بناء على ذلك تعني المستوى الرفيع الذي بلغته الأمّة في فكرها وتصوراتها وعقائدها وأخلاقها، وإمّا أن تكون الثقافة
هي الركيزة التي تقوم الحضارة عليها – إذا عنينا بالثقافة الجانب المعنوي، وبالحضارة الجانب المادي.
(١) راجع في هذا المبحث كتاب: دراسات في الحضارة والمدنية للدكتور أحمد إبراهيم الشريف ص ١٩ طبعة – الفكر العربي – بيروت، وكتاب تاريخ الحضارة لأبي زيد شلبي ص ٧ – طبع مكبة وهبة القاهرة، وكتاب لمحات في الثقافة الإسلامية للدكتور عمر عودة الخطيب ص ٤٢.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين