القصة القصيرة” أو الأقصوصة هي نوع أدبي عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالبا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة، ويكون شخوصها مغمورين وقلما يرقون إلى البطولة والبطولية فهم من قلب الحياة حيث تشكل الحياة اليومية الموضوع الأساسي للقصة القصيرة وليست البطولات والملاحم.

كانت بشائر القصة القصيرة محصورة في الأساطير، والحكايات الأسطورية، والحكايات الشعبية، والحكايات الخرافية، والخرافات، والنوادر التي وجدت بمختلف المجتمعات المحلية القديمة في جميع أنحاء العالم. ووجدت هذه القطع القصيرة غالبًا في شكل شفهي، ونقلت من جيل إلى آخر في شكل شفهي. عثر على عدد كبير من هذه الحكايات في الأدب القديم، من الملاحم الهندية الرامايانا والماهابهاراتا إلى ملاحم هوميروس الإلياذة والأوديسة. وتعتبر ألف ليلة وليلة العربية، والتي جمعت لأول مرة ربما في القرن الثامن، هي أيضا مخزنًا للحكايات الشعبية والقصص الخرافية في الشرق الأوسط. بانبثاقها في القرن السابع عشر من تقاليد القص الشفوي والأعمال المكتوبة سالفة الذكر من العصور القديمة (التي تعتمد بدورها على التقاليد الشفهية)، نمت القصة القصيرة لتشمل مجموعة من الأعمال المتنوعة بشكلٍ يتحدى التوصيف السهل.

ماهي القصة القصيرة؟

القصة القصيرة قصة نثرية خيالية مختصرة تكون أقصر من الرواية وتتناول عادة شخصيات قليلة فقط. لا تتجاوز العشرة آلاف كلمة تهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالبا لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة،

وهناك من يعرف القصة القصيرة على أنها سردٌ قد يكون واقعيًا أو خياليًا، لأحداث شعرية أو نثرية تهدف إلى إثارة الاهتمام وإمتاع المتلقي وإقناعه بفكرة ما وتثقيفه، فالقصة هي عدد كبير من الأحداث الخيالية التي تحكي حياة عدة أشخاص، حيث تفسر تجربة حدثت لمجموعة من الأشخاص أو البشر، وتعالجها بشكل معين.

والقصة القصيرة هي أيضًا إحدى أنواع السرد والحكاية، وتتكون من عدة عناصر درامية ومجموعة أشخاص تدخل فيما يعرف بالصراع الدرامي الذي يكونه كاتب القصة، وبقدر تعقد الصراع وتشعبه تزيد قوة حبكة القصة ومعها الإثارة فيها وتزيد أيضًا قيمتها الفنية.

كما تعرف القصة القصيرة على أنها واحدة من أنواع السرد القصصي التي تحتوي على مجموعة كبيرة من العناصر المختلفة، والتي تتكيف وتتشكل لتظهر لنا بعض الشخصيات والأحداث الرائعة التي توجد في زمن معين ومكان معين يجب تحديده حتى تتمكن من نجاح إظهار القصة القصيرة بشكل جيد وإبراز الفكرة التي تريد إيصالها من خلال ذلك العمل في أقل وقت ممكن.

العناصر الأساسية للقصة القصيرة

عناصر بناء القصة القصيرة يشكلّن معًا النسيج القصصي، فهن مرتبطات ببعضهن بعضًا، فالفكرة جزء من الحدث وهي أيضًا جزء من الشخصية ومن نسيج اللغة ومن الزمان والمكان فينتجن مجتمعات القصة القصيرة.

  1. الحدث: تقوم القصة على سلسلة من الأحداث تجذب انتباه القارئ إليها، وتجعله يتتبّعها بلذة وشغف، ودور هذا الحدث هو الصراع الذي يدور بين الشخصيات أو بين الشخصية الرئيسة ونزعة من نزعات النفس أو فكرة أو قيمة أخلاقية اجتماعية، وهو السبب الرئيس والدافع الأساسي لقيام القصة وحدوثها، ويتكون من: “البداية” وفيها تبدأ القصة وغالبًا ما يكون استقرار ظاهر، ثم”الوسط” وفيه يشتد الصراع إلى أن يبلغ الذروة، وأخيرًا “النهاية” وتتجمع فيها عدة عوامل وقوى تتطور وتتشابك إلى أن تتضاءل.
  2. الشخصيات: الشخصية في القصة القصيرة هي أهم عناصر القصة القصيرة، ولأنّ من خصائص القصة التركيز فإنّ الشخصيات فيها قليلة، وغالبًا ما تشتمل على شخصية رئيسة واحدة هي البطل، وعادة ما تدفع الأحداث هذا البطل إلى صراع مع شخصية أخرى تسمى الشخصية المضادة أو البطل المضاد، وأنواع الشخصية في القصة: الجامدة: وهي الشخصية التي لا يطرأ تغيير على بنيتها النفسية أو الأخلاقية إذ يبقى الشرير شريرًا والخيِّر خيرًا، وتكثر في قصص المغامرات والقصص البوليسية. الشخصية النامية: هي شخصية تتنامى مع الأحداث وتتطور بتطورها، وهي إذ تتفاعل مع هذه الأحداث خفية أو غير خفية، فإنها تنتهي بالغلبة أو الإخفاق، مع تأثير هذا التفاعل على تركيب الشخصية الداخلي في مختلف الأحوال.
  3.  الزمان: كل حدث لا بدّ أن يقع في زمان محدد، والتزام الكاتب بهذا العنصر ضرورة مُلحّة لتأخذ القصة شكلها الطبيعي، ولا يظهر الاختلال في أحداثها أو شخصياتها، والكاتب المبدع يوحي لنا بأنّ الزمن الذي يتخيله هو زمنٌ واقعي بالرجوع إلى الوراء عن طريق التذكر أو التداعي، فنشعر أنَّ هذا الزمن هو الزمن الماضي، وأنَّ الحديث عن مجريات القصة هو الزمن الحاضر.
  4. المكان: كما أنَّ عنصر الزمان مهم في نسج أحداث القصة فإنَّ المكان لا يقل أهميةً أيضًا، والمكان الذي قد يعد مشاركًا في الفعل القصصي في بعض القصص حين يشكل قوة مضادة كما هو الحال في القصة التي يقوم الحدث فيها على الصراع بين البطل والبحر مثلًا، فهو إذًا يعمل على إضفاء جوّ طبيعيّ يحيا فيه القارئ، شرط أن يلتزم الكاتب بكل الظروف البيئية والعادات والتقاليد.
  5. الحبكة: هي نقطة الذروة التي تتأزم فيها الأحداث وتتعقد وهي العنصر الأساسي الذي يستند إليه عنصر التشويق، فكلما تأزمت الأحداث وتعقدت زادت نسبة التشويق لدى القارئ، أما أنواع الحبكة القصصية ففيها يبرز تعريف القصة القصيرة وعناصرها أهمية الحبكة القصصية، إذ تعدّ من أبرز العناصر التي تقيّم القصة من خلالها، وعليها يرتكز عنصر التشويق، فكلّما تأزمت أحداث القصة وتعقدت حبكتها كلما كان لها وقع في نفس القارئ، وتبعًا لذلك فإن أنواع الحبكة في القصة القصيرة هي:
  • الحبكة المتوازنة: وهي الحبكة الاعتيادية التي يبدأ الكاتب فيها بعرض الأحداث حتى تبلغ ذروتها فتتأزم ثم تأخذ بالتفكك تدريجيًا حتى تبلغ نهاية القصة.
  • الحبكة النازلة: وهي الحبكة التي يعمد الكاتب من خلالها للإطاحة بالبطل في سلسلة من الإخفاقات حتى نهاية القصة.
  • الحبكة الصاعدة: وهي الحبكة التي يصل فيها البطل من نجاح إلى آخر حتى نهاية القصة.
  • الحبكة الناجحة في النهاية: وهي الحبكة التي يواجه البطل من خلالها إخفاقات ومصاعب عديدة ولكنه ينتصر عليها في النهاية.
  • الحبكة المقلوبة: وهي الحبكة التي يواصل فيها البطل تحقيق انتصارات مزيفة حتى إذا بلغ ذروتها هوى إلى الحضيض

6. الحل: هي النهاية التي يعلن فيها الكاتب عن تحلحل عقد القصة وتفكّك حبكها مؤذنًا بمشارفة القصة على نهايتها، وقد يحذف هذا العنصر فيترك الكاتب نهاية القصة مفتوحة ليسمح للقارئ بالمشاركة في توقع نهاية للقصة وإيجاد حل لحبكتها. وليس الحل هو عملية ختم لأحداث القصة فحسب بل إن فيه التنوير النهائي للعمل القصصي الواحد المتماسك، ومن خلاله يقع الكشف النهائي عن أدوار الشخصيات وينبغي على الكاتب  أن يتجنب النهايات المفاجئة، أو النهايات غير المقنعة، التي تشبه جسمًا غريبًا أضيف إلى العمل القصصي لأن الواقعية  تعد من أهم  الخصائص  الأساسية في العمل الفني.

7. الفكرة: هي شديدة الصلة ببقية عناصر القصة. والكاتب المبدع هو الذي يوصل القصة إلى القراء بطريقة غير مباشرة، فلا يلخصها بوصية أو طريقة وعظيمة، فالفكرة لا تعلن ولا تشهر، بل تصل إلى القارئ من خلال تتابع الأحداث وتفاعلها.

الأنواع المختلفة للقصص القصيرة

تأتي القصص القصيرة في جميع أنواع الفئات: مغامرة، سيرة ذاتية، كوميديا ، جريمة، بوليسي، دراما، خرافة، فانتازيا، تاريخ، رعب، غموض، فلسفة، سياسة، رومانسي، هجاء، خيال علمي، خارق للطبيعة، إثارة، المأساة والغربية.

فيما يلي بعض األنواع الشائعة من القصص القصيرة والأساليب الأدبية والمؤلفين المرتبطين بها:

  1. الرواية: حكاية تقدم درًسا أخالقًيا، غالًبا باستخدام الحيوانات، أو المخلوقات األسطورية، أو قوى الطبيعة، أو األشياء الجامدة التي تظهر للحياة.
  2. خيال: قصة تتراوح بين 5 إلى 2000 كلمة تفتقر إلى بنية الحبكة التقليدية أو تطور الشخصية، وغالًبا ما تتميز بمفاجأة أو تطور في القدر.
  3. الأقصوصة: وهي أصغر من القصة القصيرة بكثير والتي يمكن أن تتضمن بعض الرسومات التي تشوق الأطفال وتكون بحبكة درامية صغيرة للغاية ولكنها مشوقة.
  4. ملحمة صغيرة: نوع من القصص المصغرة يستخدم بالضبط 50 كلمة لرواية قصة.
  5. المقالة القصيرة: مشهد وصفي أو لحظة فاصلة ال تحتوي على حبكة كاملة أو سرد، لكنها تكشف عن تفاصيل مهمة حول شخصية أو فكرة.
  6. الحداثة: تجربة الشكل السردي واألسلوب والتسلسل الزمني )المونولوج الداخلي، تيار الوعي( اللتقاط تجربة الفرد.
  7. ما بعد الحداثة: استخدام التجزئة أو التناقض أو الرواة غير الموثوق بهم الستكشاف العالقة بين المؤلف والقارئ والنص.
  8. الواقعية السحرية: الجمع بين السرد الواقعي أو اإلعداد مع عناصر من السريالية أو األحالم أو الخيال.

خصائص القصة القصيرة

 تتميز القصة القصية عن غيرها من الأنواع الأدبية النثرية عامة، وعن غيرها من الأنواع القصصية الأخرى أيضًا بعدد من الميزات والخصائص التي بينتها الدراسة خلال تعريف القصة القصيرة وعناصرها ومنها:

  1. القابلية للاعتماد على الرواية السردية، أو الحوارية تبعًا لما تقتضيه القصة من مضمون وشخوص.
  2. سهولة الألفاظ ووضوحها وبعدها عن الزخرفة اللفظية والمحسنات البديعية.
  3. العالمية، إذ إنّها تُكتب في الغالب باللغة العربية الفصحى لتستوعب اللهجات العربية المتعددة ممّا يُسهم في انتشارها.
  4. حجمها الصغير ولغتها السهلة كانت سببًا في انتشارها الواسع على المستوى العالمي، عدد الكلمات في القصة القصيرة لا يقل عن خمس مئة ولا يزيد عن عشرة آلاف مفردة، والحجم ليس الحاسم في حدّ ذاته.
  5. الواقعية، فالكاتب في القصة يُحاكي الواقع الإنساني بغية إيصال الهدف وإحداث تغيير فكري أو سلوكي في المجتمع.
  6. خاصية التشويق، وهي الدافع الأساسي الذي يحث القارئ على قراءة القصة ومتابعة مجرياتها وقد أشير إليها آنفًا خلال تعريف القصة القصيرة وعناصرها.
  7. الإيجاز الذي تتخلله بعض التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تضفي على الشخصيات طابع الواقعية. المراوحة بين ضمائر الخطاب والتكلم والغياب.
  8. تجنُّب استخدام التشبيه الأدبي والفني الذي قد يخرج القصة عن واقعيتها.
  9. إطلاق العنان للخيال.
  10. الوصف الدقيق للبيئة وللشخصيات، ممّا يُمكّن القارئ من تخيُّل مُجريات القصة والتفاعل معها.

الفرق بين الرواية والقصة القصيرة

يكمن الاختلاف الرئيسي والأكثر وضوحًا بين الرواية والقصة القصيرة في الطول.

فما هو طول القصة القصيرة؟

لا يوجد معيار محدد لطول القصة القصيرة، وما أنا على وشك أن أخبرك به لا يجب أن تلتزم فيه بدقة، لكن يمكننا القول إن القصة القصيرة، تتكون من حوالي 1000 كلمة. هذا النوع هو أصغر شكل من القصص. أما القصة الطويلة، فتكون بحدود 1000 – 20000 كلمة.

إذا كانت القصة أكثر من 20000 كلمة، تسمى في هذه الحالة رواية، تكون الرواية القصيرة بحدود 20000 – 40000 كلمة، أما الروايات النموذجية الأكثر انتشارًا فتكون أطول، أي أكثر من 40000 كلمة.

طول القصة يؤثر على العديد من معالم القصة. تكون البداية والنهاية في المتوسط ​​أقصر من الأحداث، التي يجب أن ينصب التركيز عليها، ويجب أن تكون الأحداث بوتيرة متزايدة دون أخذ فترات راحة.

يجب أيضًا أن تكون القصة قائمة بذاتها وليس لها متابعة. على الرغم من أنه من الممكن استخدام نفس الشخصية ونفس المكان في العديد من القصص، لكن يجب أن تكون جميع القصص قابلة للفهم بشكل فردي دون أن يضطر القارئ بالضرورة إلى معرفة ما حدث في قصة سابقة أو أن يضر للاستمرار في قراءة قصة أخرى.

القصة القصيرة .. صالونات وجوائز

عام 2012، أطلقت استديوهات بّن دروب صالون القصة القصيرة الذي عقد بانتظام في لندن وغيرها من المدن الكبرى. كتاب القصة القصيرة الذين تواجدوا في الصالون لقراءة قصصهم القصيرة لجمهور مباشر هم بن أوكري، وليونيل شرايفر، وإليزابيث داي، وإيه.إل.كينيدي، وويل سيلف، وويليام بويد، وغراهام سويفت، وديفيد نيكولز، وويل سيلف، وسيباستيان فولكس، وجوليان بارنز، وإيفي ويلد، وكلير فولر.

وتجذب جوائز القصة القصيرة البارزة مثل جائزة “صنداي تايمز “للقصة القصيرة وجائزة استديوهات “بّن دروبّ” للقصة القصيرة المئات من المشاركات كل عام. إذ يشارك فيها كتاب سبق لهم النشر وآخرون لم يسبق لهم، فيرسلون قصصهم من جميع أنحاء العالم.

عام 2013 ، مُنحت أليس مونرو جائزة نوبل في الأدب – وقُرأ في الإشادة بها أنها “سيدة القصة القصيرة المعاصرة”، وقالت إنها تأمل في أن تجلب الجائزة القراء للقصة القصيرة، وكذلك التعرف على القصة القصيرة لاستحقاقها ذلك، بدلاً من كونها “شيء يفعله الناس قبل أن يكتبوا روايتهم الأولى”. وقد ذكرت قصصًا قصيرة فيما يتعلق بالحائزين الآخرين أيضًا، بول هيس عام 1910 وغابرييل غارسيا ماركيز عام 1982.