اقرأ أيضا:
وللأسف وجدنا هذا في بيوت دعاة ورجال علم، حيث تركوا هذه الأجهزة تدخل بيوتهم وتعبث بعقول أطفالهم دون رقيب ولا هادي. فنجد في زماننا هذا ابن الشيخ الواعظ لا يحسن قراءة الفاتحة، ولكنه يحفظ أسماء الألعاب ويجيد استخدام الحاسوب والهاتف النقال. كما نجد بنت المنتقبة وحافظة القرآن تتباهي بين صديقاتها بوضع الروج والخروج سافرة. وهذا من انتكاس الحال وضياع الأمانة.
أليس هؤلاء الأبناء هم أمانة من الله عند والديهم! وقد كان رسول الله صلى الله عليه، وهو خير الخلق، يسأل الله الثبات على الدين، وذلك في دعائه: (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) ، وقال: (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها) . وقال تعالى: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) . فما بالنا نحن لا نخشى على أنفسنا وصغارنا من زيغ القلوب ونترك هذه الأفكار الإلحادية تدخل إلى عقول ابناءنا وبناتنا دون رقيب.
لا شك أن الإلحاد يتناقض مع مقصد إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. ينتشر الإلحاد نتيجة الجهل بالدين، فالعكوف على الأجهزة لا يترك وقتا ولا مجالا لتعلم القرآن وتعاليم الدين؛ وهذا كله يتناقض مع مقصد التعليم.
الإلحاد ينتج عن عدم الإيمان بالبعث والجزاء وعدم التصديق بالوعد والوعيد، وهذا يتناقض مع مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.
الإلحاد يؤدي إلى تفكك الأمة والاختلاف وهذا يتناقض مع مقصد سياسة الأمة ومقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية والعمرانية.
الإلحاد لا يتأتى مع التصديق بما جاء في قصص القرآن وكيف أن الله تعالى عاقب الأمم لكفرهم، وهذه يتناقض مع مقصد القصص القرآني.
الإلحاد يؤدي إلى سوء الأخلاق وعدم الاكتراث بتعاليم الدين وغياب الوازع الديني وهذا يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.
يُستحسن وجود الرقيب على أجهزة الأطفال، والأفضل عدم إعطاءهم هواتف نقالة. وإن ترك لهم جهاز آيباد أو غيره فيجب أن يكون مخصص للتعليم واللهو المباح بالألعاب المفيدة والتعليمية ولوقت محدد. ويمكن دخوله عبر حساب أو واجهة مخصصة للأطفال بها ما يتناسب معهم.
نشر العلم الشرعي وحفظ القرآن ودروس العقيدة والتوحيد بين النشء، ولعل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب من أفضل الكتب المبسطة والمحبذة للبداية مع النشء لسهولته وأهمية محتواه .
توفير بدائل للأجهزة من اللهو المباح مثل الرياضة وألعاب النوادي وجمعيات الكشافة ونشاطات المدارس ونحوها مما ينجذب إليه الصغار ويستعيضون به عن الهواتف.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين