اقرأ أيضا:
نعودهم على صيام شهر رمضان، نقوم بتصويم الأطفال بالقدر الذي يستطيعونه، ليحصلوا على بركة هذه العبادة وتترك آثارها في نفوسهم نؤكد على صلتهم بالله تعالى من خلال عادات الخير فإذا كبروا ازدادوا تأكيدا ومحافظة عليها وإذا مال بعضهم عن الصراط المستقيم أعادتهم هذه الصلة المتجذرة في نفوسهم إلى ربهم عز وجل.
نعود أبناءنا على الخير فنقوم بواجب رعايتهم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته [صحيح البخاري]
نعود الأطفال على الخير مثل الصلاة فنحصل على نصيبنا من رضوان الله تعالى، فعن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ” [صحيح مسلم ] وإذا تريد أن تعود الأبناء على شيء، فلا تدعوهم لفعل الخير وتتركهم بعد ذلك بل تساعدهم على إتمام العمل وتجني معهم ثمرته في الدنيا والآخرة.
التعويد على الخير صيانة للمجتمع من الهلاك فطالما بقي من يعمل الخير فإن حفظ الله تعالى يحمي هذا المجتمع، وإن التعويد على الخير لا يتوقف عند عبادة الصيام فحسب بل كل ما أمر الله تعالى به من المعروف.
فنعودهم على انتقاء الكلمات الحسنة ونعودهم على مواقف الرجال أدبا وخلقا وتفكيرا وشهامة نعود بناتنا على أخلاق المرأة المسلمة من الحياء والعفة والستر وتحقيق قوله تعالى { إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]
نعودهم أن التزامهم بعادات الخير سبب لنزول عوائد الرحمة والبركة والرضوان كان عبد الله بن جعفر من اسخى الناس فعاتبه البعض على كثرة إنفاقه فقال:” إن الله عودني عادة وعودت عباده عادة فأخاف أن أقطع عادتي فيقطع الله تعالى عادته”، عوده الله تعالى رزقا وفيرا وعود الفقراء أن ينفق عليهم، فهو يخاف إذا أمسك المال خشية الفقر أن يقطع الله عنه الرزق، وليس ذلك المنع فيمن كان ينفق ثم أمسك، لكن هذا المنع يشمل كل من تعود على عادة من عادات الخير ثم توقف عنها.
ونحن نعود أبناءنا على عمل الخير نراعي قدراتهم فلا نشق عليهم حتى لا ينفروا عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ))[صحيح البخاري] الصبي يأتي مع أمه للمسجد تدخل الأم في الصلاة يبكى الصبي فيخفف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا تنشغل أمه ببكائه
إن طريق الخير يحتاج إلى صبر، وطريق اكتساب العادات الحسنة يحتاج إلى صبر، فقد أدركت هذه الصحابية الجليلة الطبيعة البشرية فكانت مع غيرها من الصحابيات تصنع ألعابا من الصوف الملون تقدمها لأبنائها إذا شعروا بالجوع.
لهذا يجب على المسلم أن يتعلك كيف يصبّر نفسه على أداء العبادات لأن هذا هو واجب العبودية، ولأن الله تعالى أعد للصائمين والصالحين مغفرة وأجرا عظيما.
إن فعل الخير قد يحدث من المؤمن وغير المؤمن لكن المؤمنين الذين أحبوا ربهم وساروا في طريق رضاه سبحانه يكتسبون العادات الطيبة ويحافظون على ممارستها، فلن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين