جبل الرحمة من أبرز معالم مشعر عرفات يقصده الحجاج في يوم عرفة للوقوف فيه والتضرع والدعاء وعرفة كلها موقف، لقول النبي صلّى الله عليه وسلم : “قد وقفت ههنا، وعرفة كلها موقف” (رواه أبو داود وابن ماجه).

والجبل عبارة عن تلة صغيرة مستوية السطح وواسعة المساحة، ويقع شرقي منطقة عرفات الواقعة بين مكة والطائف بنحو 22 كيلومترا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، ويبلع طوله 300 مترا، ومحيطه 640 مترا، وترتفع قاعدة الجبل عن الأرض المحيطة به بمقدار 65 مترا.

وذكر ابن جبير الأندلسي وصفا لجبل الرحمة في كتابه (رحلة ابن جبير): ” في آخر ذلك البسيط جبل الرحمة، وفيه وحوله موقف الناس، والعلمان قبله بنحو الميلين، فما أمام العلمين الى عرفات حل، وما دونهما حرم. وبمقربة منهما، مما يلي عرفات، بطن عرنة الذي أمر النبي، ، بالارتفاع عنه في قوله، : «عرفات كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة» ، فالواقف فيه لا يصح حجه، فيجب التحفظ من ذلك لأن الجمالين عشية الوقفة ربما استحثوا كثيرا من الحاج وحذروهم الزحمة في النفر واستدرجوهم بالعلمين اللذين أمامهم الى أن يصلوا بهم بطن عرنة أو يجيزوه فيبطلوا على الناس حجهم. والمتحفظ لا ينفر من الموقف حتى يتمكن سقوط القرصة من الشمس. جبل الرحمة المذكور منقطع عن الجبال قائم في وسط البسيط، وهو كله حجارة منقطعة بعضها عن بعض. وكان صعب المرتقى” .

أسماء جبل الرحمة

أطلق على جبل الرحمة عدة أسماء واشتهر بمسمى جبل الرحمة وعرف كذلك بجبل الدعاء ، كما يطلق عليه القُرين ، وجبل النابت، وقديما عرف بـ  (إلال).

وأورد عاتق البلادي بعض أسماء جبل الرحمة في كتابه معالم مكة  التأريخية والأثرية : ” وهذا الجبل يسمى: جبل الرحمة، ويسمى القُرين وكان يسمى (إلاَلاً) وقد يسمى (النابت) ” .