بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء غادرنا المحدّث الكبير والعالمي الدمشقي الشهير محمد عجاج الخطيب عن عمر يناهز 90 عاما. والخطيب باحث وأستاذ جامعي  وعالم و مفكر إسلامي في علم الحديث الشريف، ومؤلف خلف تركة ضخمة من الكتب القيمة في الفكر والحديث والسنة النبوية والتربية الإسلامية.

الشيخ محمد عجاج الخطيب من أبرز كبار علماء الحديث في عصرنا، عرف بأبحاثه ومؤلفاته في الدفاع عن السنة النبوية، بأسلوب علمي رزين، ودقة في البحث وقوة في الحجة، بحيث كانت بعض مؤلفاته تعتمد كمقررات جامعية..ومن مؤلفاته: “أبو هريرة راوية الإسلام”، و”السنة النبوية قبل التدوين”..وغير ذلك، علاوة على تحقيقاته القيمة لعدة كتب حديثية مهم، ويعتبر العلامة محمد عجاج الخطيب من خاصة تلامذة الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، الذين أخذوا عنه بدمشق، واحتفظوا بعلاقة متميزة معه.

مولده ونسبه ونشأته

هو محمد عجاج بن محمد تميم بن صالح بن عبد الله الحسني الهاشمي من بطن حامد الخطيب الحسني. ينتهي نسبه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الحسن بن فاطمة سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلى جد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي.

وأصل أسرتهم من الحجاز نزلت قديماً درعا من بلاد الشام، وحلّت في دمشق وغيرها، وأسندت إلى علمائها خطبة مسجد بني أميّة في دمشق. وهي أسرة علم وفضل، لها شهرتها في الديار الشامية وغيرها. ولها نسبها الموثق من نقباء الأشراف في العهد العثماني، وقد حفظه ونشره الشيخ سهيل بن عبد الفتاح رحمه الله. ونسبه من طريق والدته: جده أحمد الكاشف أحد المجاهدين في أواخر القرن التاسع عشر حتى الاستقلال، وآل الكاشف أسرة مشهورة منها من انتقل من الشام إلى مصر ولا يزال عقبهم في الشام ومصر.

ولد محمد عجاج الخطيب سنة (1350هـ – 1932م) في مدينة دمشق، وتوفي والده وهو في السابعة من عمره، درس في مدارس دمشق، وكان يحضر حلقات العلم في مسجد بني أميّة، وحلقات العلم التي تعقدها الأسرة في مجالسها، وتابع دراسته في دار المعلمين الابتدائية، وتخرج بها سنة (1951م/1952م)، وكان الأول فعيّن معلماً في مدرسة التطبيقات المسلكية الملحقة بدار المعلمين، حيث يتدرب بها طلاب دار المعلمين، وكان متفوقاً في أصول التدريس وطرقه، وإلى جانب هذا عَلّمَ في مدارس دمشق المتوسطة من سنة (1952م- 1959م) مواد العلوم، وتابع دراسته في الجامعة مبعوثاً من وزارة التربية والتعليم حتى نال (إجازة الشريعة) من كلية الشريعة بجامعة دمشق سنة (1958م-1959م) وكان الأول فيها، ونال شهادة أوائل الخريجين سنة (1959م)، ودرّس العلوم الإسلامية والعربية وغيرها في إعدادية بلدة “فيق” من محافظة الجولان. ثم أوفدته وزارة التربية إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سنة (1960م) لمتابعة دراساته العليا فنال درجة الماجستير بتقدير امتياز سنة (1962م)، ثمّ درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص الحديث وعلومه بمرتبة الشرف الأولى في أواخر سنة (1965م).

عاد إلى بلاده في مطلع عام (1966م) حيث عيّن مدرساً في قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وبقي فيها حتى سنة (1969م)، حيث أعير إلى كلية الشريعة بالرياض من (1970م-1973م)، وتابع تدريسه في كلية الشريعة وكلية التربية وكلية الآداب بجامعة دمشق حتى آخر عام (1980م)، وقد أعير أستاذاً زائراً إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة لنصف فصل دراسي عام (1978م)، واختير عضواً مشاركاً في لجنة التوعية الإسلامية لحج عام (1399هـ-1979م) بدعوة من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. ثمّ أعير إلى جامعة الإمارات العربية المتحدة في العام الدراسي (1980م-1981م)، وبقي أستاذ الحديث وعلومه والدراسات الإسلامية فيها حتى 31/ 8/1997م. ثم انتقل إلى جامعة الشارقة عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية من 1/ 9/1997م حتى 25/ 1/2000م ثم أستاذاً فيها للعلوم الإسلامية حتى 31/ 8/2002م، وبعدها عمل أستاذاً بجامعة عجمان حتى 31/ 8/2003م بعقد لمدة سنتين قابل للتجديد، إلا أن بلوغه السن القانونية التي تمنع متابعة التدريس حال دون استمراره فعاد إلى دمشق.

حياته العلمية

تخرج في كلية الشريعة جامعة دمشق عام 1959م، وهو يحمل الشهادة العالية، وكان ترتيبه الأول على دفعته، وتابع دراسته وحصل على الماجستير عام 1962، وبتقدير امتياز، وكان موضوع البحث “السنة قبل التدوين”، ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه في مطلع عام 1966، بتقدير شرف من جامعة القاهرة من كلية دار العلوم وموضوع البحث “نشأة علوم الحديث ومصطلحه”، ومع تحقيق كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للقاضي الرامهرمزي.

درّس في ثانويات دمشق قبل حصوله على المؤهلات العالية، وبعدها درّس في جامعتها من عام 1966 حتى عام 1980، وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1966 حتى 1973م.

نال درجة أستاذ عام 1976، ودرس في جامعة أم القرى في مكة المكرمة عام 1979، ثم درس في جامعة الإمارات العربية المتحدة من عام 1980 حتى 1997، وبعدها انتقل إلى جامعة الشارقة وعمل فيها حتى 2002، عميداً لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأستاذاً للحديث وعلومه وكذلك لعلوم الدراسات الإسلامية عموماً.

وظائفه

عُيّن الشيخ محمد عجاج الخطيب وكيلاً لكلية الشريعة بجامعة دمشق سنة (1975م-1976م)، وسعى لأن يعفى منها، لأنّه لا يحب المناصب الإدارية، فكان ذلك، فعيّن رئيساً لقسم علوم القرآن والسنة فيها من عام (1976م) حتى عام (1981م)، حيث أعير إلى جامعة الإمارات العربية المتحدة، وعمل رئيساً لقسم الدراسات الإسلامية بها سنة (1987م).

كان الشيخ محمد عجاج الخطيب معلماً ثمّ مدرساً في مدارس دمشق، ثمّ عيّن مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ثمّ نال لقب أستاذ مساعد سنة (1971م)، ثمّ نال لقب أستاذ سنة (1976م).

مؤلفاته

للشيخ محمد عجاج الخطيب العديد من الكتب القيمة التي تتناول مواضيع متنوعة في حياة المسلم، ولعل من أشهر مؤلفاته كتاب “السنة قبل التدوين (1963)”، حيث أثبت الخطيب خلال هذا الكتاب أن السنة كانت مكتوبة ومنتشرة من القرن الأول الهجري مخالفا آراء المستشرقين ومزاعمهم، يقول الخطيب: “دونت أحاديث في عهد الرسول – صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وفي عهد الصحابة والتابعين، ووصلنا بعضها في المسانيد والصحاح وبعضها مستقلاً، وأشهر تلك الصحف التي دونت في عهده – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – العهد الذي أمر الرسول بكتابته بين المسلمين ويهود المدينة، و” الصحيفة الصادقة ” لعبد الله بن عمرو، وبعض ” صحيفة جابر “، ومن أقدم ما وصلنا من عهد الصحابة ” صحيفة همام بن منبه ” عن أبي هريرة التي دونت قطعًا في العقد السادس من القرن الأول الهجري.

ومن كتبه “أبو هريرة راوية الإسلام (1962)” حيث عني بنقض الشبهات والافتراءات التي تصور أبا هريرة رضي الله عنه، راوية الأمة، صورة مغشوشة وباطلة، وأثبت أن غاية هؤلاء المفترين رفض السنة النبوية يقول الدكتور الخطيب وهو يرد على كتاب ” أبو هريرة ” ألفه عبد الحُسين شرف الدين العاملي: لكي يُوَهِّنُوا أحاديث أهل السُنَّة ويرفضوها، ويُرَوِّجُوا أخبارهم، وقد لَفَّ لَفَّهُمْ من كان لهم تابعاً مُجَرِّباً على تبعيَّته. ولم أكد أتصفَّحُهُ حتى دهشتُ لما جاء فيه من الافتراءات والطعون، والتأويلات التي لا تتمشَّى مع البحث العلمي، ولا توافق التاريخ .. وقد استقى من هذا الكتاب أيضاً محمود أَبُو رِيَّة صاحب كتاب ” أضواء على السُنَّة المحمَّدية “، فكان أشدَّ على أبي هريرة من أستاذه، وأكثر مجانبة للصواب، فرأيت من واجبي أنْ أَرُدَّ تلك الشُبُهات التي أثارها بعض أهل الأهواء و المستشرقين وبعض الباحثين، الذين كشفوا عن جوانب من سيرة أبي هريرة، وتركوا الجوانب الأخرى.

وكتاب “أصول الحديث (علومه ومصطلحه)” الذي عرض فيه علوم الحديث عرضاً مدرسياً، وصدَّره بلمحة موجزة عن حفظ السنة واهتمام العلماء بها وختم كل علم من علوم الحديث بذكر المصنفات التي ألفت فيه. وقد طبع مرات كثيرة، بعضها بعنوان: “الوجيز في علوم الحديث ونصوصه” أضاف في نهايته مجموعة من النصوص الحديثية تتضمن قواعد الإسلام الكلية.‏

وكتابه “قبسات من هدى النبوة” والذي جمع فيه 147 حديثاً مختارة موزعة على سبعة وأربعين فصلاً تتناول العبادات والجهاد والآداب والفضائل والرقائق وغير ذلك مما يحتاج إليه المسلم، مع شرحها شرحاً موجزاً. مطبوع.‏

وهذه قائمة بأهم وأشهر مؤلفاته:

  1. أبو هريرة راوية الإسلام (1962).
  2. السنة قبل التدوين (1963).
  3. أصول الحديث ومصطلحه (1968).
  4. قبسات من هدي النبوة (1968).
  5. لمحات في المكتبة والبحث (1971) – وطبعة 24 (2005).
  6. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي/تحقيق (1971).
  7. التربية الإسلامية أهدافها – أسسها- وسائلها- طرق تدريسها (1975).
  8. الموجز في حديث الأحكام (1975).
  9. الوجيز في علوم الحديث ونصوصه (1978).
  10. أضواء على الإعلام في صدر الإسلام (1985).
  11. نظام الأسر في الإسلام /بالاشتراك (1985).
  12. قبسات من هدي القرآن والسنة/ بالاشتراك (1980).
  13. في رحاب أسماء الله الحسنى (1988).
  14. في الفكر الإسلامي/بالاشتراك (1990).
  15. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع/ دراسة وتحقيق (1991)..
  16. الموجز في حديث الأحكام/ بالاشتراك (1998).
  17. مسالك الأبصار في ممالك الأمصار/ المجلد الخامس (2002).
  18. الفهرس الوصفي لكتب الحديث وعلومه (2002).

شيوخه

سمع الشيخ محمد عجاج الخطيب في حداثة سنه في دمشق أكابر علمائها، منهم الشيخ هاشم الخطيب، والشيخ عبد الرحمن الخطيب، والشيخ عبد الوهاب الحافظ والشيخ سعيد البرهاني، والشيخ سهيل عبد الفتاح الخطيب، والشيخ صالح الخطيب، والشيخ رفيق السباعي، ثمّ الشيخ أ. د. محمد أمين المصري، والأستاذ محمد خير الجلاد، والشيخ خالد الجوجا، والشيخ شريف عبد الفتاح الخطيب، ثمّ الشيخ عبد الرحمن الباني كمدرس للتربية الإسلامية وطرق التدريس في دار المعلمين، والأستاذ بكري قدورة مدير دار المعلمين (1949م-1952م)، والأستاذ كامل بنقسلي، والأستاذ شاكر مصطفى، والأستاذ عدلي حشّاد، والأستاذ السمان نائب مدير دار المعلمين أستاذ العلوم، وأستاذ اللغة الإنكليزية عبد الرحمن خليفة، والأستاذ محمود جلال، ود. عابدين حماده، والأستاذ وفيق العظمة أستاذ علم النفس، والأستاذ أنطون مقدسي أستاذ علم الاجتماع.

وفي المرحلة الجامعية بدمشق تلقى العلوم الإسلامية على أ. د. مصطفى السباعي، والأستاذ العلامة مصطفى الزرقا، والأستاذ الدكتور معروف الدواليبي، وغيرهم… وتلقى اللغة العربية وآدابها على الأستاذ الدكتور صالح الأشتر، والتاريخ الإسلامي على الأستاذ الدكتور يوسف العش والأستاذ حسن عبيد، وتلقى حاضر العالم الإسلامي على الأستاذ عمر الحكيم، والتربية وعلم النفس على الأستاذ المحاضر عدنان السبيعي، وتلقى العلوم القانونية على الأستاذ الدكتور أحمد السمان عميد كلية الحقوق، وغيره ..وفي مصر سمع من الأستاذ الشيخ علي حسب الله، وقد أشرف على رسالتيه في الماجستير والدكتوراه، وله لقاءات كثيرة مع الأستاذ الدكتور محمود قاسم عميد كلية دار العلوم، والأستاذ عبد السلام هارون، وتلقى الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد أبو زهرة والشيخ علي الخفيف والشيخ محمد الزفزاف والدكتور يوسف موسى في معهد الدراسات العربية العليا بالقاهرة.

وكانت له صلة وثيقة بالأستاذ فؤاد سيد مدير قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية، وبالأستاذ محمد رشاد عبد المطلب مدير معهد المخطوطات بالجامعة العربية. وكان يتردد على المنتديات والمجالس العلمية في القاهرة، منها مجالس العلامة الأديب المحقق الأستاذ محمود شاكر، كما التقى مراراً بالأستاذ سيد صقر، في مصر ومكة.

أقرانه

ومن أقرانه في مرحلة الطلب في دمشق الشيخ محمد هشام البرهاني والشيخ عبد الحميد الصلاحي، والأستاذ أحمد الزول، والأستاذ خالد الرفاعي، والشيخ عبد الرؤوف الحناوي، ومحمد نصوح العلبي. ومن أقرانه في الدراسات العليا في مصر الأستاذ سعيد عبده إسماعيل، والدكتور محمد الدسوقي، والأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين، والأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والأستاذ الدكتور نور الدين عتر، والأستاذ الدكتور وحيد الدين سوار، والأستاذ الدكتور مازن مبارك، والأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي. ومن أقرانه في كلية الشريعة بجامعة دمشق الأستاذ الدكتور إبراهيم السلقيني عميد كلية الشريعة السابق، والأستاذ الدكتور محمد مصطفى الزحيلي وكيل كلية الشريعة.

والتقى في مكة المكرمة بالشيخ محمد الغزالي رئيس قسم الدعوة في جامعة أم القرى (1978م)، وبالدكتور عبد الله الرشيد عميد كلية الشريعة، وبالأستاذ محمد قطب، كما التقى مراراً بالشيخ عبد العزيز بن باز رئيس هيئة التوعية الإسلامية، وحاضر في موسم حج عام (1399هـ) في المواقف والمشاعر وفي الحرم المكي والمدني بدعوة من رئيس هيئة التوعية الإسلامية.

تلامذته

قضى الأستاذ محمد عجاج الخطيب ما يزيد على أربعين عاماً في تدريس الحديث وعلومه والعلوم الإسلامية، في جامعات سورية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب دروسه العامة ومحاضراته، فقد تخرج به آلاف الطلاب، وسمعه من يصعب حصرهم، فممن تلقى عنه في المرحلة قبل الجامعة كثيرون تابعوا تحصيلهم وشغلوا مناصب رفيعة في المؤسسات الحكومية كما نجحوا نجاحاً كبيرا في المؤسسات الخاصة، أطباء، محامون، رجال أعمال في ميادين متعددة.

وممن تلقى عليه في جامعة دمشق: د. نزيه حماد (عمل أ. د. في جامعة أم القرى) وفي كندا، ود. همام سعيد (د. عضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية)، ود. توفيق رمضان البوطي أستاذ مشارك كلية الشريعة جامعة دمشق، وأ. د. محمد الشربجي كلية الشريعة جامعة دمشق، ود. تيسير العمر مدرس جامعة دمشق كلية الشريعة، والشيخ أسعد صاغرجي، والدكتور عدنان الحموي جامعة عجمان الإمارات العربية المتحدة، والشيخ سالم القاسمي من الإمارات، والمدرس فؤاد هبول، وهو مقرئ ممتاز، والشيخ صفوح الرفاعي مدرس تربية إسلامية، ود. سعيد القزقي (د. عضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى ومدرس بجامعة الإمارات العربية المتحدة)، ود. خلدون الأحدب (د. عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة ثم عميد الدراسات العليا بجامعة مكة المفتوحة)، والسيدة نوال الدقر، وهادية رنكوسي، وفاطمة قويدر، وفاطمة خباز، والمدرسات رحاب الحافظ، ونهيدة الطرقجي، ورصينة الطرقجي، وسميرة الزايد، وأميرة جبريل، وسمر العشا، وكثيرات غيرهن.

وفاته ونعيه

توفي الشيخ محمد عجاج الخطيب يوم الاثنين 5 ربيع الأول 1443 هجريًّا الموافق 11 أكتوبر 2021 ميلاديًّا، عن عمر ناهز 90 عامًا، وقد نعته رابطة علماء فلسطين في بيان لها جاء فيه: “تتقدم رابطة علماء فلسطين، ممثلة برئيسها أ. د. نسيم ياسين وأعضاء مجلس إدارتها، وجمعيتها العمومية، بأحر التعازي والمواساة من الشعب السوري بوفاة فضيلة الشيخ العالم أ. د. محمد عجاج الخطيب الحسني.”

وكتب ابنه، على الصفحة الرسمية للشيخ، أنه “بقلوب مؤمنة بقضاء الله ‏سبحانه وتعالى وقدره ‏أنعي وفاة والدي الشيخ الأستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء، ‏وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمه رحمة واسعة وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه للبشرية من بذل و عطاء ‏وعلى خدمته لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم و كتاب الله سبحانه وتعالى”.

ونعاه تلميذه الدكتور الشيخ حمزة الكتاني بقوله: “بلغني بكل أسف وأسى نبأ وفاة مجيزنا العلامة المحدث الكبير، الشيخ محمد عجاج الخطيب الحسني الدمشقي، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته”.

وأضاف د. الكتاني، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن “الفقيد من كبار علماء الحديث في عصرنا، عرف بأبحاثه ومؤلفاته في الدفاع عن السنة النبوية، بأسلوب علمي رزين، ودقة في البحث وقوة في الحجة، بحيث كانت بعض مؤلفاته تعتمد كمقررات جامعية..ومن مؤلفاته: “أبو هريرة راوية الإسلام”، و”السنة النبوية قبل التدوين”..وغير ذلك، علاوة على تحقيقاته القيمة لعدة كتب حديثية مهمة…ويعتبر العلامة عجاج الخطيب من خاصة تلامذة جدنا الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، الذين أخذوا عنه بدمشق، واحتفظوا بعلاقة متميزة معه رحمهما الله تعالى”.

وختم تدوينته بالقول: “تعازي لذوي الفقيد، وتلامذته ومحبيه، ولسائر أهل العلم في العالم الإسلامي، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما نعته رابطة العلماء السوريين بتعزية خاصة، جاء فيها: “تتقدم رابطة العلماء السوريين بأحر التعازي والمواساة للعلماء وطلاب العلم في عموم العالم الإسلامي بوفاة الشيخ العلامة المحدث محمد عجاج الخطيب، الذي توفي يوم الأحد 3 من شهر ربيع الأنوار 1443هـ الموافق 10 تشرين الأول 2021م. رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة ورفع درجاته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان”.

رحمه الله المحدّث الشيخ محمد عجاج الخطيب، وأسكنه فسيح جناته، وألحقنا به مسلمين، وعوضنا فيه بمن يسد ثغره في علم الحديث.