اقرأ أيضا:
قال القاضي: هذا تحريض على العبادة يعني زال التعب وبقي الأجر (إن شاء الله) ثبوته بأن يقبل الصوم ويتولى جزاءه بنفسه كما وعد {إن الله لا يخلف الميعاد}
ويحتمل أن يراد بالأجر الثابت للصائم عند فطره ما ذكر من الاستبشار والفرح المشار إليه بقوله تعالى في الخبر القدسي “للصائم فرحتان فرحة عند فطره” أي من جهة الطبع وهو المشار إليه بقوله ”ذهب الظمأ”، ومن جهة التوفيق لأداء هذه العبادة العظيمة.
وفرحة عند لقاء ربه” أي لما أعد له من الأجر المؤذن به قوله “إلَّا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” أي وتولى الكريم الجزاء دليل على سعة العطاء وهو المشار إليه بقوله هنا وثبت الأجر[2].
قوله: (إِنْ شاءَ الله تَعَالى) هو للتبرك، ويصح كونها للتعليق لأن الأجر إلى الله وحده سبحانه وتعالى، إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، على أنه قد يكون في العمل دسيسة تمنع من أجره شرعًا.
ومن فقه الحديث الشريف:
1– في الحديث دلالة على مشروعية ذكر هذه الكلمات بعد الفطر من الصيام. ولعل ذلك لشكر النعمة التى هى زوال المشقة عنه والحصول على الثواب العظيم.
2 – وفيه إشارة إلى رجاء استجابة دعوة الصائم عند فطره، فالصائم في نهاره صائم صابر، وفي الليل فاطر شاكر، وهو في الحالتين يتعبد الله تعالى، ولكن يشترط أن يكون فطره على حلالٍ، فإن كان فطره على حرام كان ممَّن صام عما أحلَّ الله، وأفطر على ما حرَّم اللهُ، ولم يستجب له دعاءٌ.
3 – هذا الدعاء يقال عند الإفطار مطلقا سواء قبل الإفطار أو بعده. وهذا أصح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء عند الإفطار ولا يثبت في أدعية الإفطار غيره.
وأما بعد الطعام فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا رفعت مائدته قال (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا) البخاري.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما غير اللبن قال: ” اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه “، وإذا شرب لبنا قال: ” اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه” رواه الترمذي وحسنه.
4 – يستحب للإنسان أن يدعو أيضاً بما شاء بعد هذا الدعاء. وكان دعاء عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كلَّ شيء أن تغفر لي) فيضمها الصائم إلى دعائه إِن شاء.
[1] رواه أبو داود (2357)، وقال الدارقطني: حديث حسن.
[2] الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (4/340).
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين