اقرأ أيضا:
هناك مأزق حقيقي يعاني منه بعضُ خريجي الشريعة ممن لا يتقنون تلاوة القرآن ، ويعتلون المنابر فيتلبّد حسّ المستمع وتنغلق مسامات التأثر لديه ، ووعاظ يفتقرون للبناء الثقافي والمعرفي ، ، وآخرون يتبرّأ العلم الشرعي من مظهرهم وزيّهم ، خلعوا الشريعة في أشكالهم وصورهم.ولا يظن قارئ بأنّ المنتظر من طالب الشريعة أن يتخرّج عالماً في أربع سنوات، لكن أن يخرج داعية قادراً على مواجهة تحديات المجتمع من حوله ، مستعداً للالتزام بدوره تجاه أمته ، صاحب تصور ناضج يمتلك مهارة التحليل ، شفيق بالناس قريب من نبضهم ، وهذا يتطلب من أساتذة الشريعة تبني منهجيات التعليم التي تَعنى بفرز الأفكار بعيداً عن منهجيات التلقين وتعطيل الإبداع العقلي ، وإطلاق العنان للحريات المنضبطة بالفهم السليم ، حتى لا يُخرّجوا طلبة بشخصيات مهزوزة ، فقيرة الحجة ، تردد : ” هكذا أخذنا في الشريعة ” ، أو شخصيات تبعية لم تفهم من الفقه إلا رأي مدرس المادة ، وضاق العلم عندها إلّا في كتاب مؤلفه المدرس للمادة ، ومن أهم ما يُطلب من أساتذة الشريعة أن يزرعوا في طلبتهم هدفاً راقياً ينفع الناس لنصرة الدين ، يُراعَى في الهدف الطموح الإسلامي الخاص بالفرد والعام بالأمة ، ينشدون في طلبتهم علماً شرعياً يحاكي الواقع الذي نعيش يتحدث بلغة هذا الزمن ، علماً يحترق لأوجاع الأمة ، فكم من طالب شريعة لا يعرف لماذا التحق بالكلية ؟ وأفق تخرّجه محصور في مُسمّى أستاذ دين يتلو نشرة الدرس منتظراً راتب آخر الشهر ، لا يضع لراتب الآخرة في وعيه مقاماً أو حسباناً.
كلما سرتُ في أروقة كلية الشريعة في الجامعة الأردنية يحضر في ذهني مُباشرة د.عبدالله عزّام ، أتأمل حولي هل كلية الشريعة مَن منحته كل هذا العزم ، أم هو الذي منحها من اسمه نصيباً ؟
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين