اقرأ أيضا:
“أما اصطلاحا: فالتعريفات التي وضعت لمصطلح المفهوم عديدة إذ يقدّم معجم المصطلحات التربوية المُعرّفة تعريفا للمفهوم على أنّه عبارة عن تجريد يُعبّر عنه بكلمة أو رمز، يشير إلى مجموعة من الأشياء أو الأنواع التي تتميز بسمات وخصائص مشتركة، أو هي مجموعة من الأشياء أو الأنواع التي تجمعها فئات معينة”.
في حين يشرح معجم المصطلحات التربوية والنفسية، المفهوم بأنّه “تكوين عقلي ينشأ عن تجريد خاصية أو أكثر من حالات جزئية (أمثلة) متعدّدة، يتوافر في كل منها هذه الخاصية حيث تنعزل الخاصية مما يحيط بها، فأي من هذه الحالات تُعطى اسما أو مصطلحا”.
خصائص المفهوم الشائع للهوايات:
– الهوايات أنشطة ترفيهية غير جادة.
– تمارس الهوايات في أوقات الفراغ بغرض الترويح عن النفس وكسر الروتين وتخفيف ضغوط العمل.
– الخلط بين مفاهيم (الهوايات) و(المواهب)
وتعد إشكالية الخلط بين مفاهيم (الموهبة، الهوايات، والإبداع والمهارة) من أبرز خصائص المفهوم الشائع للهوايات. وينتج عن الخلط المفاهيمي، تشويش بالغ في رؤى الناشئة، ومن ثم في اهتمامهم وتفاعلهم مع المفردات نفسها؛ إذ إن وضوح الفكرة أهم محفز، وأفضل دافع للتفاعل معها وتبنيها. إن عدم اهتمام الطلاب بهواياتهم، غالبا ما يعود الى غياب مفهوم واضح، وبالتالي عدم امتلاكهم فكرة صحيحة وجيدة وفعالة عن الهوايات نفسها.. ومن الطبيعي ألا يهتم الشخص بما لا يدركه بشكل جيد.
إن ما يدفع الباحث لتقديم مفهوم جديد للهوايات، هو عدم توفر مفهوم جيد وفعال، ليس ذلك فحسب، بل شيوع مفهوم مشوه، ما زال يسهم بقدر كبير في شل قدرة الطلاب على بناء رؤية واضحة للعلاقة بين مختلف أنشطتهم الدراسية وغير الدراسية، مما يحد من قدرتهم في توظيف ملكاتهم وميولهم.
الهوايات هي “الأنشطة المفضلة للشخص، سواء كانت ترفيهية أو جادة، وتصنف إلى أربعة أقسام هي المعرفة والتعلم، الرياضة والترفيه، العمل والإنتاج، التطوع والخدمات الاجتماعية، وعادة ما يمارس الأشخاص أنشطتهم المفضلة بغرض إشباع احتياجات نفسية، لا سيما الاحتياجات النفسية الستة المشهورة”.
– الهوايات عبارة عن “أنشطة” مفضلة لدى الشخص.
– الهوايات ليست مجرد أنشطة ترفيهية فقط، وليست مرتبط بأوقات الفراغ فقط.
– الهوايات تصنف إلى أربعة أنواع (المعرفة والتعلم، الرياضة والترفيه، العمل والإنتاج، التطوع والخدمات الاجتماعية).
– الهوايات تشبع الاحتياجات النفسية الستة “الأمان، التنوع، التواصل، الأهمية، النمو، والمساهمة”.
– تعبر الهواية عن درجة ارتباط نفسي بين الشخص والنشاط.
وقد قمت بتوظيف المفهوم الجديد للهوايات، في (ابتكار نموذج ASC كأداة معنية باكتشاف هوايات الطلاب)، وفي (وضع خطة الأنشطة الأربعة كبرنامج معني بتعزيز الهوايات). فيما يلي تعريف بكل من النموذج والخطة:
في خطة الأنشطة الأربعة، يهتم (المعلم) بالتعرف على طبيعة وتفاصيل كل من الأنشطة المعنية لدي كل (طالب) على حدة، في محاولة للتخلص من عادة “الوصفات السحرية” الشائعة في كتب ودورات التنمية الذاتية. إن تطبيق خطة الأنشطة الأربعة من شأنه بناء تواصل أكثر جودة بين المعلم والطالب؛ حيث يشعر الأخير بملامسة البرنامج التدريبي لأنشطته الفعلية، ومخاطبته لما وراءها من احتياجات. على سبيل المثال، فإن التعرف على الأنشطة المعرفية الجارية للمتدرب يمنحه فرصة لاكتشاف ما يربط بينها من صلات وعلاقات، والتعرف على ما تعبر عنه من قدرات وملكات، فضلا عن لفته إلى الاهتمام بمدى علاقتها بما يطمح إليه مهنيا واجتماعيا ومعرفيا.
تهتم الخطة بما يتوفر من علاقات بين مختلف الأنشطة الأربعة للمتدرب؛ للتعرف على العلاقات الداخلية بينها، وما يربطها مجتمعة بما يطمح إليه المتدرب من نجاحات في المستقبل.
إن أنشطتنا الجارية ليست سوى (شخصياتنا) بكل ما نملكه من قدرات، وما نمتاز به من خبرات وجدارات، وما نطمح إليه من نجاحات.. ولعل “خطة الأنشطة الأربعة” محاولة مهنية لتقديم أسلوب سهل من شأنه تعزيز نجاحات البرامج التعليمية ذات الصلة، وتحفيز شركاء التعليم ودعم جهودهم الهادفة إلى تنمية أنشطة الطلاب.
يخلص الباحث إلى أن المفهوم الشائع للهوايات، مشوه وغير فعال، مما يحتم الانتقال إلى مفهوم جديد، أكثر وضوحا وشمولا وفاعلية. ويرى الباحث أن الهوايات هي جميع الأنشطة المفضلة للشخص، وتصنف إلى أربعة أقسام شاملة لمجمل الأنشطة، وتمارس بغرض إشباع احتياجات نفسية، وليست أنشطة ترفيهية مرتبطة بأوقات الفراغ فقط، وقد قام الباحث بتوظيف المفهوم الجديد للهوايات في ابتكار نموذج ASC لاستخدامه في اكتشاف هوايات الطلاب، ومن ثم وضع برامج تدريبية لتعزيز هواياتهم وتنميتها.
المواد المنشورة في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي إسلام أون لاين