أعمال ليلة القدر: تطل على البشرية ليلة تزينها الملائكة بالنور، وتعانق فيها السماء الأرض برحمة لا تقاس. إنها ليلة القدر، الليلة التي اختصها الله عز وجل لتكون منعطفا إلهيا في تاريخ الكون، فأنزل فيها أعظم كتاب، وجعلها منحة ربانية تضيء دروب العابدين، وتحول اليأس إلى أمل، والذنوب إلى مغفرة. ليلة تتفجر فيها أبواب السماء بالخير، ويقدر فيها مصير العام كله، فما أعظمها من ليلة! ليلة القدر هي ليلة عظيمة في الإسلام، تُعَدُّ أفضل ليالي السنة، حيث أنزل الله تعالى فيها القرآن الكريم، وجعلها خيرًا من ألف شهر.

في هذا المقال، نغوص في تفسير سورة القدر التي كشفت لنا أسرار هذه الليلة الفريدة، مستنيرين بتفسير العلامة السعدي الذي يربط بين نزول القرآن وتقدير الأرزاق في لوح محفوظ. كما نستعرض أعمالا صالحة تحيي القلب والروح، وتجعل من هذه الليلة فرصة ذهبية للتجديد والعتق من النيران. فهل أنت مستعد لاستقبال ليلة القدر وفتح صفحة جديدة في سجل الحسنات؟

ماهي أعمال ليلة القدر ؟

لأهمية هذه الليلة، يحرص المسلمون على اغتنامها بالعبادات والأعمال الصالحة. فيما يلي بعض أعمال ليلة القدر:​

  • قيام الليل (التهجد): حثَّ النبي على إحياء ليلة القدر بقيام الليل، فقال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه. ويتحقق ذلك بالصلاة والتهجد بخشوع وتدبر.
  • الدعاء والاستغفار: يُستحب الإكثار من الدعاء في هذه الليلة المباركة، ومن أفضل الأدعية ما أوصى به النبي عائشة رضي الله عنها عندما سألته: “أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني.
  • قراءة القرآن الكريم: تلاوة القرآن وتدبر معانيه من أفضل القربات في هذه الليلة، حيث أنزل الله تعالى القرآن فيها، مما يزيد من فضل هذه العبادة.
  • الذكر والتسبيح: الإكثار من ذكر الله تعالى بأنواع الأذكار، مثل التسبيح والتهليل والتحميد، يُعَدُّ من الأعمال المستحبة في هذه الليلة، لما فيه من تقرب إلى الله وزيادة في الحسنات.
  • الصدقة والإحسان: القيام بأعمال الخير والصدقة في هذه الليلة له أجر عظيم، حيث تتضاعف الحسنات، ويُستحب تفقد المحتاجين والفقراء ومساعدتهم.
  • الاعتكاف: كان النبي يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، تحريًا لليلة القدر، فيُستحب للمسلم الاعتكاف في هذه الليالي للتفرغ للعبادة والذكر.
  • إيقاظ الأهل للصلاة والعبادة: كان النبي يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر ليشاركوه العبادة والقيام، مما يدل على أهمية تشجيع الأهل والأبناء على اغتنام هذه الليلة بالطاعات.
  • الاغتسال والتطيب: كان السلف الصالح يهتمون بالاغتسال والتطيب في ليالي العشر الأواخر، مما يدل على أهمية الاستعداد النفسي والبدني للعبادة.
  • التفرغ للعبادة والابتعاد عن المشاغل الدنيوية: على المسلم في هذه الليلة التفرغ للعبادة والذكر، والابتعاد عن المشاغل الدنيوية التي قد تشغله عن استغلال هذه الفرصة العظيمة.
  • تحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر: حثَّ النبي على تحري ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان، فقال: “التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي”. (أخرجه مسلم)

إن اغتنام ليلة القدر بالعبادات والأعمال الصالحة فرصة عظيمة للمسلم لنيل مغفرة الله ورضوانه، لذا يجب على المسلم الاجتهاد في هذه الليلة المباركة والتقرب إلى الله بكل ما يستطيع من الطاعات.