المعلم مات إسترمان يخبرنا كيف ساعد برنامجه الذي أسماه ملتقى الأساتذة ( TeachMeet ) في إلهام زملاء المهنة وكيفية وضع نسخة من التطوير المهني للمعلمين. يعمل مات كمدرس مادة التاريخ في كلية سانت سكولاستيكا، في أستراليا لمدة 12 عاما.

يعتبر إسترمان مهنة التدريس أمراً طبيعياً بالنسبة له، فهو يحب التواصل مع الناس، وهذا مكنه من متابعة شغفه لتدريس مادة التاريخ، ويعتبر التعليم أكثر من مجرد وظيفة. بل يعتبرها مهنة تبدأ متطلباتها قبل انطلاق جرس بداية اليوم وتستمر حتى مع نهاية اليوم الدراسي.

يهتم إسترمان في كيفية تصميم المساحات المدرسية ، يقول: ” دعيت مؤخرا للمشاركة في مشروع تموله الدولة يهدف  تحويل الحرم الجامعي إلى قرية للتعليم المستمر مدى الحياة، وذلك بإنشاء مرافق للأطفال من سن ال 12 من العمر حتي مرحلة التعليم العالي فضلا عن وجود مكاتب في الموقع لمسؤلي التعليم، وكان لي دور رئيسي لمساعدة البروفيسور ستيفن هيبل كإستشاري، والتحدث إلى الناس في المجتمع حول خطط المشروع “.

تهدف خطة القرية لتشمل مساحات العمل المشترك لممارسة الأعمال وغيرها من الشركات التي يرغب الطلاب في الإنخراط فيها، ويكون المرفق مصمم بحيث يسمح ذلك للمدارس الزائرة من البقاء والعمل على مشاريعهم.

الفكرة في مضمونها تتجاوز مجرد تقديم المناهج الدراسية وإنما تهدف لتقديم ما يحتاج إليه المجتمع حقا في القرن الحادي والعشرين: مكان يتعلم الطلاب فيه ما يستطيعون القيام به بغض النظر عن أعمارهم ،ويتعاون المعلمون ليس فقط مع بعضهم البعض ولكن مع الطلاب والآباء والأطراف الأخرى ذات الصلة.

يحلم أستاذ التاريخ إسترمان بمدرسة ليس لديها أي أسوار مادية، فلا يهم إذا كنت طفلا، أوشخصا مسنا أو ربة بيت، المهم أن الجميع يملك فرصة للتعلم في هذه القرية. “أنا أحب أن أرى الأطفال ينطلقون من خلال المناهج الدراسية بالسرعة والوتيرة التي تناسبهم، ولكن في نفس الوقت يستمتعون مع أقرانهم من نفس الفئة العمرية. أحب أن أرى الطلاب من المراحل المتقدمة يدرسون الأطفال الصغار لأن ذلك سيساعد في ترسيخ ما تعلموه. وأرغب بإدخال التكنولوجيا لتكون عنصر من عناصر المدرسة، بدلا من الاضطرار لحجز غرفة الحاسوب لمدة ساعة، يمكن للأطفال التقاط جهاز الحاسوب في أي وقت و القيام بما يحتاجون القيام به”.

في العام 2011 تمكن إسترمان بالمشاركة مع سيدة تدعي هنيريت ميلر من جلب الفكرة إلى أستراليا ولم يمض عام حتي نجحا في تكوين أكبر مجموعة بلغت أكثر من 300 فرد لتطبيق البرنامج، يقول إسترمان : ” إستهوت الفكرة المعلمين لأنها تمكن من السيطرة على أسلوب التعلم الخاص بنا. أنت لست بحاجة إلى أن تستأذن للذهاب، الطالب حر في كل أوقاته للقيام بما يريد. ويمكنك اختيار متى يستمع ومتى يتقبل درسا ما ومتي يرفض فكرة ما. إن نهج التدريب الذي يقوم على تعميم المنهج أو الفكرة علي الجميع غير فعال. نحن نتحدث عن التعلم بصورة شخصية للطلاب في كل الأوقات، ولكن لم نلتفت للمعلمين”.

يؤكد المعلم إسترمان  أن أولئك الذين يشاركون في برنامج ملتقى المعلمين (TeachMeets ) يتعلمون الأفكار الجديدة التي يمكن استخدامها في الفصول الدراسية. يغادرون أيضا مع زملاء جدد للدخول في شراكة معهم، أو مع شيء من الإلهام للحفاظ على الإستمرار لبقية المدة. وتشمل بعض الأفكار التي يتم مشاركتها الطرق لتحقيق الإبداع في الفصول الدراسية، وأساليب لإشراك الطلاب الأكثر تهميشا باستخدام الدمى لتشجيع المحادثات: كل شيء متاح للعرض والمناقشة. إن جمال الحدث يدور حول المعلمين والطلاب معا لتطوير ما يقومون به.

نجح المعلم إسترمان بالتعاون مع زوجته في تطبيق برنامج للتطوير المهني يقوم على الإستفادة من تفضيلات الفرد ومن ثم العمل علي الإنخراط في فعالية تستهويه ويساعد ذلك في التسجيل بسهولة للفعالية في المستقبل. ” نحن بحاجة إلى التكيف حتى نعكس التغير الذي يحدث للأطفال في العالم الذي يعيشون فيه وجميع جوانب حياتهم – بشكل مباشر أو غير مباشر – حيث يتأثر الأطفال بالتكنولوجيا. أنهم بحاجة إلى تعلم مهارات التحليل النقدي، والتفكير، والاتصالات ومحو الأمية الرقمية التي من شأنها مساعدتهم على الإنتقال لعالم مختلف تماما من الحاضر”.

ويضيف إسترمان “إذا كنا لا نوفر لهم سبلا جديدة للتعلم بعيداً عن الطرق التقليدية فإنهم سوف يديرون ظهورهم ويشكرونك على أي حال، ولكن سينخرطون في عمل ما يحبونه على شبكة الإنترنت، لأن ذلك ما يستهويهم. إنهم سوف يحضرون إلى محاضرتك لأنهم مطالبون قانونا بذلك، ولكن عقولهم حتماً ستكون في مكان آخر”.

عندما يتعلق الأمر بمستقبل المدارس، فان السر هو دمج الابتكار في تدريب المعلمين. نحن نتحدث عن الحاجة إلى الابتعاد عن أسلوب ” الحكيم على المسرح ” . المشكلة أن هذه هي الطريقة التي تعلمنا بها وهذه تجاربنا لرؤية المعلمين يمارسون عملهم، فكيف لنا السبيل في التفكير بطريقة اخري؟ من الصعب حقا للأشخاص أن ييبتكروا وهم لم يروا الابتكار. التدريب يمكن أن يستخدم التفاعل قبل وبعد الدورة من خلال المناقشات عن طريق وسائل الاعلام الاجتماعية، الندوات، المؤتمرات الفيديو بحيث يكون التدريب أكثر بكثير من مجرد ورشة عمل.