يعتبر الأخ الأكبر محور أساسي تدور حوله الكثير من القرارات داخل الأسرة، فهو عمود المنزل ومسند العائلة في العديد من المواقف. وكثيرا ما تسند إليه المهام الصعبة، خاصة في غياب الأب أو الأم، وتزداد مهماته صعوبة في غياب الإثنين.
تعد الأخوة من أسمى المعاني الإنسانية في هذه الحياة، عندما يقع كل منا في مشكلة أول كلمة تطرق في الأذهان هي كلمة “أخ”، وهذا يوضح لنا مدى الترابط الروحي بين الأخوة، ولكن يظل الأخ أو الأخت الكبرى هما رمز الأمان بعد الأم والأب، وهو الشخص الذي يتمنى لباقي إخوته النجاح والتميز في حياتهم، ويخاف عليهم من كل شيء يؤذيهم، ولكن بالاستيعاب وعدم أخذ الأمور على محمل الشدة والقوة.
كثيرة هي القصص عن مكانة الأخ الأكبر الذي لطالما يقود دفّة الأسرة، ويستخلص منه الجيل الجديد العِبر مستمعاً إلى شواهد متداولة عن دوره الفاعل، وذكريات تترك أثارها ولا تُمحى، فهل هو دائماً ما يكون محرك الأسرة.
الأخ الأكبر عمود المنزل
الأخ الأكبر هو عامود المنزل، ومسند العائلة، هو الأم والأب الثاني لإخوانه، وذلك نظير العاتق الذي يحمله على ظهره بحماية اخواته، لهذا جمعنا لكم أجمل كلام عن الاخ الكبير تستطيعون أن تهادوا به الإخوة الكبار معبرين لهم عن مدى سعادتكم بوجودهم.
الأخ الأكبر كلمة صغيرة ولكن معناها كبير جدا، فهو بمثابة الأب الثاني أخواته وإخوانه، فهو الذي يتحمل المسئولية كاملة، وهو الذي يتحمل المصاعب الكثيرة والصعبة. هو أكثر شخص في الحياة يتحمل أعباء الأسرة، ويدير شؤونها ويوفر لها كل ما تحتاجه.
وجود الأخ الأكبر في حياة الفتاة مثلا هو حضور لصديق أبدي، ورفيق أول للطفولة، وصخرة تستند إليها عندما تكبر. ومهما كان العمر، يبقى الأخ الأكبر هو الأب الثاني لأخته. فهو ركن الروح، وزاوية الذاكرة، ومفصل الذكرى، وأعظم نعمه قد تحظى بها الفتاة أخ أكبر هو في عين أخته أمن لا يشوبه خوف وسند لا يميل ولا يهتز.
الأخ الأكبر .. كيف يجب أن يكون؟
كثيرة هي القصص عن مكانة الأخ الأكبر الذي لطالما يقود دفّة الأسرة، ويستخلص منه الجيل الجديد العِبر مستمعاً إلى شواهد متداولة عن دوره الفاعل، وذكريات تترك أثارها ولا تُمحى، فهل هو دائماً “دينامو” الأسرة.
يقول المهندس مجدي عبدالله عن دوره كأخ أكبر في أسرته قائلاً: كنت الأخ والأب بعد وفاة الوالد، وكانت المسؤولية كبيرة، ولعبت دوراً قيادياً في المنزل، وكنت قريباً من إخوتي وأضحّي لأجلهم وفي سبيل سعادتهم وتوفير احتياجاتهم. واعتبر أن المهام الدقيقة في الأسرة، عادة ما توكل إلى الأخ الأكبر بحيث تتم تهيئته لهذه الخطوة من قبل الوالد وتعويد باقي الأبناء على احترام بعضهم بعضاً وتبادل العطف والحنان.
وتقول مريم محمد (ربة بيت) أنها لا تنسى الدور العظيم الذي قام به أكبر إخوانها، والذي تعتبره بمثابة والدها، مشيرة إلى أنه تحمّل مشقّة العمل منذ صغره، ولم يكن يفكّر بنفسه بقدر ما كان يفكّر بإخوانه. وظلّ هكذا حتى كبر الجميع وتزوجوا وانشغلوا بأسرهم، وعندها بدأ يلتفت إلى نفسه بعدما تقدّم في السن.
وتترجم ريسة الفلاسي (موظفة)، محبّتها لأخيها الأكبر بالقول: كان العضيد والسند وبمثابة أبي، ولا تحلو الحياة بدونه، إليه تركن روحي، لأنه الصديق الصدوق والسراج المضيء، وكثيراً ما كنت أستشيره في الشدائد. وتظيف: جمعتنا عاطفة صادقة ورباط لا يُفك وسجل ذاكرة ورصيد من الأفراح والأتراح. تقاسمنا عُمراً وغيابه أحدث فارقاً في حياتي، وقد لا يشعر بقيمة الأخ إلا من فقد أخاه.
وذكر سلطان كراني خبير التنمية البشرية أنه لا يمكن تجاهل دور الأخ الأكبر في تأثيره على تربية باقي الأبناء، ويتلخّص دوره بأنه القدوة للجميع. أوضحت الدكتورة إسراء السامرائي أستاذ علم النفس، أن الابن الأكبر يمثّل فرحة العائلة إذ يغدقونه بالحب والدلال، وكلّما كبِر بالعمر ازدادت مكانته ومسؤولياته في الأسرة، وقد يعتمد عليه الوالدان بتوجيه إخوانه الأصغر سناً.
وتتحدّد مسؤولية الأخ الأكبر من خلال الصلاحيات والمساحة التي تُمنح له في التوجيه وتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وكلّما كانت تنشئته قائمة على أسس تربوية صحيحة، كان دوره إيجابياً في الأسرة.
الأخ الأكبر شخصية قيادية بالفطرة
تقول الدكتورة صفاء عبد القادر استشارى الطب النفسى، إن الأخ الأكبر هو رمز الأمان في الأسرة، فيعتبره الأب والأم المسئول الأول عن كل شىء، وأيضا باقي الأخوات فهو الحياة بالنسبة لهم وهو المسئول عنهم وهو “الصدر الحنين” باللغة العامية.
وتتابع، أن هناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الأخ الأكبر يتميز بالشخصية القيادية بالفطرة، ولذلك نجد لديهم حب السيطرة، وأيضا يتميزون بأنهم يفضلون النجاح ولا يملون ولا يتقبلوا الفشل، وهذا يفسر سبب نجاحهم فى تحمل العديد من المسئوليات الأسرية. وتضيف استشارى الطب النفسى، أن الأخ الأكبر ينجح فى قيادة الحياة بشكل رائع ومثالى إلى أقصى الحدود، ولهذا هو رمز أمان العائلة أو عمود البيت.
ماهي صفات الأخ الأكبر؟
للأخ الأكبر دور قيادي كبير في المنزل حيث يلعب دور هام في حياة الأسرة ، وله مكانة خاصة لدى والديه واخوته ، ومكملاً لدور الأبوين ، كما انه يحب أخوته ويتنازل عن حقوقه في كثير من الاحيان ، وقد أكد الكثير ذلك ، بينما يرى البعض عكس ذلك ويختلف في الرأي ، حيث يرون أن الأخ الأكبر ليس له تاثيراً ابداً ، وغير قادر على تحمل المسئولية والصلاحيات المهمة التي يكلفه بها الأب اثناء غيابه أو انشغاله الدائم عن المنزل دون ضوابط وأنظمة تجعله يتسلط على اخوته ويحدث سلبيات غير مرغوب فيها إطلاقاً.
يقول الأستاذ ظافر الشهري (معلم تربية إسلامية) أن من الخطوات الايجابية من الأبوين التركيز على المولود الأول من حيث التربية الصالحة مع بذل قدر كبير من العناية وذلك لتخفيف الجهد مع الأبناء الأصغر سناً، من حيث أصبح المؤثرون في الاسرة ثلاثة، فيقل الجهد في تربية الأبناء الأصغر منه بنسبة تصل إلى35٪ ويصبح العامل المؤثر أكبر، وكما هو ملاحظ أن الأبناء كل منهم يتأثر بأخيه وأخته الأكبر منه سنا فهم يقلدونهم ويحاكونهم ،وللأسف يسلك بعض الآباء مسلكا خاطئا مع الأبن الأكبر من أبنائهم من تدليل وتلبية كل صغيرة وكبيرة يطلبها مع الضعف في غرس المبادئ فينعكس ذلك سلبا على من هو أصغر منه حيث يقع العداء والأنانية والتسلط، ولذا على الآباء بذل جهد في تربية الابن الأكبر أو البنت الكبرى ،لأن ذلك يعتبره قفزة كبيرة وعامل مؤثر يرجحه الواقع كما رجحه التربويين في التأثير على بقية الأبناء ايجابياً أو سلبياً ،ثم لا يعني هذا تهميش بقية الأبناء وإهمال تربيتهم وإنما هذا مجرد عامل آخر من العوامل المؤثرة في التربية.
الأخ الأكبر في نظر الصحة النفسية
الدكتورة نجوى بنيس أستاذ مساعد الصحة النفسية تقول إن تعاليم ديننا الحنيف لا تقتصر على تنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوق وان كانت هي البداية التي نبني عليها ما بعدها بل تتخطى ذلك لتشمل سائر تصرفات الإنسان الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية .
ومن العلاقات والحقوق التي عُني الإسلام بتنظيمها تلك التي تتعلق بالأسرة إذ حول عاداتها الطيبة الى عبادات وجعلها من العواطف السامية التي تربط بين أفرادها الآخرين.
وهنا يتمتع الطفل الأول بعلاقة خاصة مع الأهل ويتحمل مسؤوليات متعددة في إطار الأسرة، ويتأثر بالعلاقة مع إخوته الصغار، ويتميز التفاعل المتبادل من الأخوة بخصائصه العاطفية، فأما أن يكون متسماً بحرارة المحبة والعطف مما يشعر الأخوة بالفرح أثناء الاتصال، وإما أن يشوب هذا الاتصال الخلاف، وترتفع بنسبه التفاعل الايجابي بين الأخوة عندما يبدي الأخ الأكبر الاهتمام بأخوته الأصغر سناً.
كما أن الأخ الأكبر يمثل القدوة والنموذج الذي يقتدى به من قبل الأخوة الأصغر سناً ، كما يقع على عاتقه تحقيق التواصل الذي قد يكون توقف من قبل الأب أو الأم نتيجة الضغوط الحياتية عليهم ، كما تقع مسئولية تحقيق الاستقرار والتوازن النفسي على عاتق الأخ الأكبر بحيث يكون بمثابة الأب للأخوة الأصغر سناً، فله أثر نفسي وتربوي واجتماعي ، فهو امتداد لصورة الأب من حيث تحقيق الأمن والطمأنينة في نفوس الأخوات ، كما له دور في النصح والإرشاد في حياتهن والمتابعة وليس التدخل فيها فقط ، وتفهم احتياجات الأخوات وهو بهذا يتحقق فيه الأب والأخ في نفس الوقت .
رُب أخٍ لم تلده أمك
لأن الأخ الأكبر هو السند والعون لأخيه في هذه الحياة الصعبة، فالأخوة الجيدة نعمة من الله لا يعرف قيمتها إلا مَن تمتع بها أو مَن يفتقدُها، لكن للأسف الآن أصبحت كل علاقتنا يكسوها الطابع المادي حتى بين الأخوة بعضهم البعض.
ومن المؤلم أنه في كثيرٍ من الأحيان قد يُعكر الطابع المادي صفو علاقة الأخ بأخيه سواءً عن جهلٍ وحسن نيةٍ أو بقصد، لذا رأينا من واجبنا أن نذكُر لك عزيزي القارئ ما هي صفات الأخ الجيد والأخوة الصادقة؛ حتى نعود لتذكر تلك المعاني السامية التي كادت أن تُنسى في عصرنا الحالي.
فالأخ أول من يسارع بمد يد العون والمُساعدة. هو أول من يحمل الهم معه ويُشاطره الأفراح والأحزان؛ لذا عبّرَ القرآن عن قوة الترابط بقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10].
وعن أبن عمر -رضي الله عنهما – أن رسول الله ﷺ قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه: كان الله في حاجته …) متفقٌ عليه.
وعبرت العرب عن قيمة الأخ والمعنى القوي والمكانة الرفيعة في وصفهم للصديق بقولهم: (رُب أخٍ لم تلده أمك)، لذا علينا معرفة وفهم معنى الأخوة وما تحمله الكلمة من الصفات العظيمة.