استعمل البيان القرآني لفظي العد والإحصاء، وبعض المعاجم قد لا تفرق بينها، وتقول بترادفها،لكن البيان القرآني دقيق غاية الدقة في الاختيار والاستعمال، فالإحصاء عد وزيادة، فهو أخص من العد، فيه تدقيق ومعرفة بخصائص الشيء وصفاته تفصيلا بعد عده إجمالا؛ لذلك قال عز وجل (لقد أحصاهم وعدهم عدا) فقد علم صفات كل واحد منهم وحالاته وخصائصه ، إحصاء تفصيليا، فضلا عن عده إجمالا، وهذا من بديع علم الله عز وجل بخلقه، ومن روائع نظمه.
وهنا قال عز وجل (وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها)
فإن استطعتم عدها على سبيل الافتراض لا الواقع ،والعد أسهل، فإنكم لن تستطيعوا إحصاءها قطعا وجزما، من حيث الوقوف على تفصيل خصائص هذه النعمة وفضائلها ودقائقها، فسبحان من أحكم بيانه ..!