أستاذ البلاغة القرآنية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة قطر
لديه 88 مقالة
استعراض لاستخدامات كلمات 'كفء وكفاءة وكفاءات' في اللغة العربية وتوضيح اختلافاتها بين المعاجم القديمة والنصوص اللغوية من عصر الاحتجاج، مع مناقشة رأي الدكتور إبراهيم السامرائي.
شاع لدى كثير من المحدثين أن همزة يوم الاثنين همزة قطع، بحجة أن كل اسم همزته وصل إذا نقل إلى العلمية أصبحت همزته قطعا، نحو: يوم الاثنين ، وابتسام علم لامرأة . والصواب أن هذا وهم وقع فيه ابن الطراوة (528هـ) من المتقدمين وتابعه عباس حسن وعبد الفتاح الحموز من المتأخرين .. وما نص عليه
يصف القرآن ببراعة ألفاظه وإعجازه البياني مراحل استجابة الإنسان للخوف والهلع خين يمسه الضر، موضحًا التقدم من الذعر الأولي إلى الدعاء {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه}
قال تعالى: { إنا أنزلناه في ليلة القدر } خص الله ليلة القدر بسورة ذكرت فضلها بعد أن ذكرها البيان الإلهي في مطلع سورة الدخان
كشف أوجه الإعجاز البياني من قوله تعالى: ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) في سورة الصافات، ودلالة المؤكدات في الآية.
{يقولون هل لنا من الأمر من شىء قل إن الأمر كله لله} [آل عمران: ١٥٤] قرئت بقراءتين متواترتين ” كُلَّهُ” بالنصب توكيدا للأمر، وبالرفع” كُلُّهُ” على الابتداء، وقد اكتفى السادة المفسرون في مدونتهم التفسيرية في توجيه القراءتين من جانب الإعراب النحوي المجرد، وكذلك فعل علماء القراءات قديما، فلم أقف لأحد منهم على توجيه بياني لهذا
قال تعالى : {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [سورة البقرة 50] سبحان الله! ما أعظم هذا البيان!
قال تعالى : {فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّواْ ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ} [محمد: 4] جاء قوله تعالى: (فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ ) بالنصبِ على تقديرِ فاضربوا الرقابَ ضربا، والموقفُ موقفُ قتالٍ يحتاجُ إلى السرعةِ والحركِة فأوجزَ بحذفِ الفعلِ من المقال، إذ قال: فضربَ الرقابِ، للدلالةِ على
فوائد ودلالات إعجاز البيان القرآني مستفادة من الآية الكريمة : { ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ } [سورة البقَرة: 3]
انظر إلى قول الهذلي: ولو أننى استودعته الشمس لاهتدت إليه المنايا عينها ورسولها وهو معنى بديع جميل، واستعارة أنيقة رفيعة، في طلب المستحيل في الحماية من الموت. ثم اقرأ قوله تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء: 78] فقد انكسفت شمس البيان وغارت نجومه أمام شمس القرآن! فقد أطلق كينونة المكان
دقائق التعبير والتصوير في قوله (ويطاف عليهم بآنية من فضة .. ويطوف عليهم) ودلالاتهم البلاغية
الإعراب في العربية مظهر من مظاهر الإعجاز الذي هيأها الله به لتكون وعاء البيان الإلهي المعجز الذي تفصح عنه، دون غيرها من سائر اللغات.
الوقوف على البيان القرآني من قوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا)، والإشارة إلى دلالة الوقوف.
توضيح لمن استشكل عليه مشاكلة الألفاظ للمعاني، وكيف يشاكل اللفظ المعنى في عربية البيان؟ والأمثلة على ذلك من خلال تدبر القرآن الكريم
تأمل في البيان القرآني لضرب من ضروب النعيم في الجنة، من خلال قوله تعالى: (متكئين على فرش)
بيان أوجه دقائق البيان من استعمال القرآن الكريم لكلمة (قيلا) دون (قولا) في الآية الكريم: (ومن أصدق من الله قيلا﴾
تدبر قوله تعالى : (فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين) [سورة اﻷنعام : 147] ما أروع هذا البيان ! تأمل وتدبر بلاغة الخطاب الدعوي في هذا البيان. لماذا (إن ) دون غيرها من أدوات الشرط ، فلم يأت ب( إذا) في هذا المقام فيقول (فإذا كذبوك ). ولماذا
يبرز إعجاز البيان القرآني في دقة الاختيار للألفاظ والتراكيب، وهذا مايدهش البلغاء التأمل والنظر فيه، واتسع لهذا الإعجاز اللسان العربي الذي أبان عن الإعجاز بما اتسمت به العربية من خصائص بيانية دقيقة، من ذلك ما تمثل فيها من مرونة التراكيب في التقديم والتأخير والإعراب. وهذا مهيع واسع ودقيق؛ يتفطن له النظر البلاغي العميق في أسرار
بعض الأمور التي من الله تعالى بها على نبيه داود عليه السلام تسبيح الجبال والطير معه، ودلالة الآية الخاصة بذلك من القرآن الكريم
الإعجاز البياني هو الإعجاز الممتد عبر عصور الزمن المختلفة، وهو الوسيلة الدقيقة للكشف عن إشارات الإعجاز الأخرى في القرآن ومنه العلمي
تأكيدا لما ذكره د ثائر حلاق في مقالته جناية المناهج الجامعية المعاصرة، التي تحدث فيها عن الضعف المعرفي المعاصر لدى طلاب الجامعات، بسبب المذكرات والملخصات المعاصرة، وأنها لا تبني جيلا متينا في معارفه وعلومه الشرعية، وأن كتب المتقدمين لاغنى لطالب العلم المجد عنها؛ أذكر في ذلك عندما قرأت في كتب النحو المعاصرة؛ لم أجد
تناول المقال حقيقة الحداثيين في التعامل مع النص القرآني واعتمادهم على النظريات الغربية والاستدلال بها في تأويل النص
فمكرهم حادث متجدد بتجدد الزمان والمكان، والوسائل والخطط والأفكار، بدهاء وخفاء، وهو مكر جماعي دولي بدلالة صيغة الجمع، ودون ذكر متعلق الفعل في السياق؛ للقوة والعموم في كل صغيرة وكبيرة يمكرون ويخططون! ثم قابل مكرهم الجماعي بمكره الإلهي “ويمكر الله” وغاير بدقة نظم الآية في نسق التعبير، إذ أبرز الاسم الظاهر فاعل المكر وهو لفظ
اللسان العربي هو الكاشف لحقيقة هذا القرآن المبين، وعمق معانيه، وإحكام مبانيه.
(كِلۡتَا ٱلۡجَنَّتَیۡنِ ءَاتَتۡ أُكُلَهَا وَلَمۡ تَظۡلِم مِّنۡهُ شَیۡـࣰٔاۚ وَفَجَّرۡنَا خِلَـٰلَهُمَا نَهَرࣰا) [سورة الكهف 33] راعى البيان المعجز الحكيم الحمل على اللفظ لا المعنى فلم يرد (آتتا أكلهما، ولم تظلما..) فكلتا مفرد في اللفظ مثنى في المعنى، ويجوز في هذا المقام مراعاة اللفظ أو المعنى. كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا والجواز
عدلت امرأة العزيز عن اسم الإشارة القريب إلى الإشارة بالبعد (ذلك) في قولها: (فذلكن الذي لمتنني فيه) ولم تقل: (فهذا الذي لمتنني فيه)
جيل البلاغة الفطرية الذي تنزل عليهم القرآن؛ وقفوا أمام محراب القرآن مندهشين مذعنين؛ فكانت البلاغة دليل الحجة والبرهان على الإيمان والإذعان
كان الأولى أن تكون أقسام اللغة العربية ضمن كليات الشريعة وأقسامها، وتحصل التوأمة الروحية والعلمية المكينة بين اللسان والشريعة.
قال تعالى : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْما اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ ولعلهم يتقون }
بيان أوجه الإعجاز البياني والتعبير العجيب في تصوير القرآن الكريم لقصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الهدهد
بيان لأهمية تجاوز الإعراب النحوي إلى الإعراب البياني للقرآن الكريم مع إبراز أسرار اختيار النظم القرآني للحركة الإعرابية والتراكيب
إن دقائق الاستنباط الفقهي تستخرج من دقائق النظم القرآني بوسيلة البلاغة والبيان. فالقرآن معجزة ومنهج حياة وتشريع. ويتسم التعبير فيه بالدقة والإحكام في التعبير عن الحكم الشرعي
قال تعالى في سورة الزخرف : { أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين } لنتأمل في هذا النظم الإلهي المحكم العجيب من خلال معجزة البيان القرآني.
البيان المحكم في قوله تعالى {فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}، وسر اختيار كلمات الآية وجذورها اللغوية.
في استعمال كلمة النور والضياء في القرآن الكريم وتعرف على المعاني الدقيقة والفروق البيانية العجيبة بين الكلمتين
البيان القرآني والتعريف به وبالكتب التي صنفت مثل أنوار التنزيل أسرار التأويل للبيضاوي والتحرير والتنوير لابن عاشور
البيان القرآني حين يراعي الجوانب النفسية للمخاطبين والمدعوين
يدهشنا البيان القرآني المعجز بدقة اختياره للمفردات القرآنية في إيحاءاتها الصوتية، ومحاكاة الصوت فيها للمعنى، وهذا ما لايستطيعه البيان البشري القاصر ولا يتجاسر عليه أو يرتقي إليه؛ لأن هذا إحكام مدهش عجيب! لايحكمه إلا من خلق الإنسان، وأنزل البيان، فأحكمه غاية الإحكام. عندما عبر البيان المحكم عن حال النار وأصواتها- والعياذ بالله منها- ذكر ذلك
للقرآن الكريم استعمال خاص للألفاظ، فالبيان القرآني محكم ودقيق في اختيار الألفاظ ،وذلك من أسرار الإعجاز فيه. إذ ارتقى على الأسلوب البشري غاية الارتقاء في إحكام البيان؛ وهنا يظهر البون الشاسع الذي لايقارن مطلقا بين استعمال البيان القرآني وبيان البشر في التعبير.. فالبيان القرآني له خصوصية استعمال ودقة وإحكام، ففرق مثلا في الاستعمال بين لفظ
بيان بلاغي في سبب استعمال القرآن قريب مذكرا في قوله ( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ)
ففي هذا السياق نجد أن كلمة (فريقاً) وردت ابتداءً مفعولاً به مقدماً للفعل (تقتلون) فقال (فريقاً تقتلون) ثم عدل عن ذلك إلى تأخيرها بعد الفعل (تأسرون) فقال (وتأسرون فريقاً) ولو جرى السياق على نمط واحد من المشاكلة لكان (فريقاً تقتلون وفريقاً تأسرون). ولكي ندرك سر ذلك ينبغي لنا معرفة سبب نزول هذه الآية، فقد
كشف دقائق البيان الإلهي والمقصد الدلالي في استعمال كلمة (ويطاف ويطوف) و(منثور ومكنون) في وصف ما يقدم من نعيم الجنة على المؤمنين وكذا الطائفين عليهم من الولدان والخدم
كشف دقائق البيان الإلهي والمقصد الدلالي في استعمال كلمة (علم) حينا و(عرف) حينا آخر في مواضع من القرآن الكريم تقع حسب السياق المناسب لها.
كشف دقائق البيان الإلهي والمقصد الدلالي في استعمال كلمة (هين) حينا و(أهون) حينا آخر في مواضع من القرآن الكريم تقع حسب السياق المناسب لها.
يبصر هذا المقال في دقائق البيان الإلهي في استعمال كلمة (قيل) دون (قول) حين وصف الجنة وما فيها من بعض الحقائق
يظهر هذا المقال أوجه الدلالات البيانية في قوله تعالى (وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ)، وأبصر سبب إظهار الضمير في مقابل الإضمار، وتكرار الفعل "يمكر".
النفوس المؤمنة لا يتلبس بها أدنى وهم في عدل الله فضلا أن تظن أو ترتاب، وفي هذا ما فيه من دقة الخطاب، مع الانتهاء إلى الوصول إلى مرامي الحكمة في التأخير والإمهال
إن المتأمل في بديع وصف القرآن، وإيحاءاته التربوية في بناء النفس والحياة؛ يستوقفه روعة الأسلوب القرآني في ذلك، إذ يأتلف الأسلوب البليغ مع الإيحاء التربوي البديع، وهذا من خصائصه الفريدة، التي يتفرد بها البيان القرآني دون غيره من سائر البيان. وفي هذا المقال نتناول دلالة كلمة (أواب) وإيحاءاتها التربوية في سياقات البيان القرآني المختلفة؛ ليتصف
هذا البيان المعجز المحكم العميق في بيانه ومعانيه وقراءاته، يستوقفنا لتدبره، وتأمل آياته.يقول تعالى : (وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذۡ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ) [سورة الأنعام 27] ففي هذا السياق نلحظ التحول إلى النصب في الفعلين (ولا نكذبَ … ونكونَ) … ولو مضى السياق على نسق واحد من
(وَلَا عَلَى ٱلَّذِینَ إِذَا مَاۤ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَاۤ أَجِدُ مَاۤ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَیۡهِ تَوَلَّوا۟ وَّأَعۡیُنُهُمۡ تَفِیضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا یَجِدُوا۟ مَا یُنفِقُونَ)[سورة التوبة 92] ناسب المقال في دقائقه وعمق معناه واقع الحال؛ وتلك هي البلاغة في غاية البيان!فلم يرد التعبير المعهود (تفيض دموعها) لأنه تعبير عن فيضان الدمع بوضعه المعهود، وأما (تفيض من الدمع
يسأل بعضهم عن سر الإعجاز في بيان القرآن..؟! فما دامت ألفاظه وتراكيبه من هذا اللسان، فأين الإعجاز.. ؟! والجواب عن ذلك بسهولة ويسر تعرف عليها فى هذا المقال .
كم يقف النظر البشري القاصر قاصرا وعاجزا مهما أوتي من ملكات التأويل أمام دقائق هذا البيان الإلهي المعجز المبين ..! وكم يرتد الطرف حسيرا كليلا بعد إمعان النظر وإنعام الفكر في دقائق التنزيل ..! إنه البيان الأخاذ الذي يأخذنا في آفاقه الواسعة، ويستوقفنا ويشد انتباهنا بدقائقه المدهشة. (شجرة وشجرت ) رسمان مختلفان في وصف شجرة
قوله تعالى: (أَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَیۡهِ وَكِیلًا) [سورة الفرقان 43] فإن ظاهر نظم الآية مشكل في المعنى، لجواز أن يجعل المؤمن إلهه هواه، أي : محبوبه، فالمحبوب يمكن أن يسمى “هوى” للمحب ، كما قال عروة بن أذينة: إنَّ التي زَعَمتْ فؤَادَك مَلَّها * خُلِقَتْ هَوَاكَ كما خُلِقْتَ هوىً لها. وهذا
قوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [سورة البقرة 170] {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [سورة المائدة 104] هذا هو
عندما ذكر البلاغيون أن الاستعارة المرشحة أبلغ في المعنى، وأقوى من المجردة؛ وجدنا البيان القرآني يستعمل المجردة أبلغ ماتكون في مقامها الذي لايحل محلها غيرها في تأدية المعنى وعمقه، كما في قوله تعالى:( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [سورة النحل 112] هنا يستوقف البيان المعجز أساطين البيان! ويشد انتباهم إلى دقة النظم والإحكام؛ بما هو مغاير للمتوقع في مألوف الكلام! ذلك أنَّ الإذاقة يلائمها الطعم للجوع والخوف؛ فيرد الكلام
استعمل البيان القرآني لفظي العد والإحصاء، وبعض المعاجم قد لا تفرق بينها، وتقول بترادفها،لكن البيان القرآني دقيق غاية الدقة في الاختيار والاستعمال، فالإحصاء عد وزيادة، فهو أخص من العد، فيه تدقيق ومعرفة بخصائص الشيء وصفاته تفصيلا بعد عده إجمالا؛ لذلك قال عز وجل (لقد أحصاهم وعدهم عدا) فقد علم صفات كل واحد منهم وحالاته وخصائصه
عندما تحدث المولى عز وجل عن مشابهة عيسى لآدم في الخلقة من غير سابق نظير؛ لإبراز طلاقة القدرة الإلهية، وذلك في سياق التوضيح وإزالة العجب في مجيء عيسى من غير أب له، ضرب لهم المولى عز وجل مثلا على طلاقة القدرة الإلهية في إيجاد أصل البشرية وأبيها الأول آدم عليه السلام من غير أب وأم،
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) [سورة البقرة 50] سبحان الله! ما أعظم هذا البيان! قال (فرقنا بكم)، فقدمهم على ذكر البحر ، وجعلهم سببا للمعجزة (بكم) و جزءا منها، وشاهدين عليها (تنظرون) .. وسارع بنجاتهم (فأنجيناكم) في مسارعة وسهولة الإنجاء ، متصلة بالفاء.. وبعد أن طمأنهم بنجاتهم، شفى صدورهم بمشاهدة
(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)
للقرآن الكريم استعمال خاص للألفاظ، فالبيان القرآني محكم ودقيق في اختيار الألفاظ، وذلك من أسرار الإعجاز فيه. إذ ارتقى على الأسلوب البشري غاية الارتقاء في إحكام البيان؛ وهنا يظهر البون الشاسع الذي لا يقارن مطلقا بين استعمال البيان القرآني وبيان البشر في التعبير .. فالبيان القرآني له خصوصية استعمال ودقة وإحكام، ففرق مثلا في الاستعمال
( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) القاعدة في الوصف الخاص بالمؤنث أنه لا تلحقه علامة التأنيث، فلا يقال: امرأة حائضة، ولا امرأة مطلقة وهكذا، يقول السيوطي(1):”والغالب ألا تلحق الوصف الخاص بالمؤنث كحائض و طالق وطامث ومرضع، لعدم الحاجة إليها بأمن اللبس. ويعلل أحد الباحثين ذلك بقوله(2):” ولعل هذا راجع إلى مرحلة قديمة من
قال تعالى: (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً) [النساء: 27]. أبرز هذا العدول عن الجملة الاسمية (والله يريد…) إلى الجملة الفعلية (ويريد الذين…) المفارقة بين إرادتين، وأشار إلى كمال المباينة بين مضموني الجملتين. فإرادة الله إرادة خيِّرة فيها كمال النفع والصلاح لخلقه، وإرادة متبعي الشهوات إرادة شريرة خبيثة،
( وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [الأنفال: 60]. جاء لفظ الإعداد الذي يقتضي في مفهومه التخطيط واستشراف المستقبل بالنظر البعيد والفهم العميق لمجريات الواقع والأحداث، ثم قدم المعد لهم على ماهية الإعداد إذ قال : (لهم )؛ للعناية والاهتمام وبث مفهوم اليقظة الدائمة في نفوس
إن البيان القرآني المعجز المحكم العميق في بيانه ومعانيه وقراءاته، يستوقفنا لتدبره، وتأمل آياته. يقول تعالى : { وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذۡ وُقِفُوا۟ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُوا۟ یَـٰلَیۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ} [سورة الأنعام :27] ففي هذا السياق نلحظ التحول إلى النصب في الفعلين (ولا نكذبَ … ونكونَ) … ولو مضى السياق على
إنه البيان المحكم البديع، يضع مقاييس البيان وفق مقامات الكلام بدقة محكمة في منتهى الإحكام ..! تستوقفنا آيتان ورد السؤال عنهما فكان هذا البيان .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ
إن النظم القرآني البديع المعجز يجمع بين جمال المبنى وروعة المعنى، ويأتلف فيه إعجاز البيان مع إعجاز التشريع ومقاصد الأحكام، وعندما تعيش الأمة مع كتاب ربها تلاوة وتدبرا وعملا؛ تستقيم حياتها على الجادة وتسير على نور من ربها يضيء لها دروب حياتها . وفي هذا السياق نقتبس نورا من أنوار آيات النور، نقف عند جمالها
إن الناظر في تحولات الحياة، وجبروت الظالمين والطغاة، قد ينتابه حالة من الحزن الشديد؛ حتى يتمنى أن يعاجلهم العقاب ويرى القصاص العادل أمام عينيه من الظالمين؛ انتقاما للمظلومين، فيأتي بلسم البيان الإلهي القرآني مراعيا الحالة النفسية خطابا للمؤمنين عبر عصور الزمان، في كل وقت وحال، ابتداء من الرسول – ﷺ- وخطابه خطاب لأمته ، ممن
لقد راعى الإسلام -في مقاصده الشرعية في الإرث- العدل لا المساواة. لذلك جاء التعبير القرآني دقيقا في مطلع البيان إذ قال : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) فاستخدم فعل الإيصاء وقرنه بحرف الجر “في” (يوصيكم الله في) وهو الموضع الوحيد في معجز التشريع والبيان قرن فعل الإيصاء فيه بفي، والمعتاد
لقد كانت المفاخرات الشعرية، والمبارزات البيانية صورة بارزة واضحة لهذا السمو البياني، في اللسان العربي، فبلغوا من اللغة مبلغا عظيما، أصابوا بها الشوارد والأوابد، وأبانوا بها عن كل سانحة وبارحة؛ حتى إذا أخذت لغتهم زخرفها وازيَّنت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها؛ نزل القرآن ببيانه المعجز الآسر الذي طوّح بقواهم البيانية، وانحنت نواصيهم أمام ناصية بيانه،
قال تعالى : (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج، 31]. يشد البيان القرآني أذهان متلقيه من أرباب البيان بأسلوبه البديع وتصرفه البليغ في فن القول في هذا المقام؛ إذ تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع “فتخطفه” أو “تهوي”، ولم يأتِ السياق على نسق
(ٱبۡلَعِي…وَغِیضَ) هنا قلائد العقيان، تنتظم درره بدقة وإحكام، وتماسك وانسجام، في سلك هذا البيان! (وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) توجه الأمر الإلهي للأرض ببلع مائها، والبلع يقتضي اختفاء الماء على وجه السرعة؛ فكان، ومقتضى منطق اللغة ومتوقع السياق والحال، في مقام الكلام أن يرد (واختَفَى الماءُ) أو
يحلق بنا البيان القرآني بحقائقه التي تتجاوز مجاز البشر والأذهان ؛ وذلك نوع من الارتقاء بالفهم على عوالم الدنيا إلى عوالم الآخرة، وهو عروج بالمعاني والأفهام. (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) نعم عيشة
عندما نتحدث عن الإعجاز الذي انماز به البيان القرآني على غيره من بيان البشر، وارتقى في أسلوبه وصوره البيانية على سائر البيان؛ فإن أدل شواهد الإعجاز على ذلك هي الموازنة بين صور المعاني، إذ كيف عبر الشعراء في بيانهم البشري عن معنى من المعاني، وكيف ورد تعبير القرآن عن المعنى نفسه؛ لنقف على سر التميز؛
يرتقي البيان الإلهي المعجز في التعبير على البيان البشري في دقة استعمال المفردة القرآنية، ويختارها بقصد دون مرادفها في اللسان، فيرتقي بالأفهام في معارج البيان. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ) لو كان هذا من بيان البشر لورد على نحو (لا
يعرج البيان القرآني بالمعاني والأفهام فوق متوقع فهوم البشر من الكلام، فماهو زائد في بيانهم هو محكم دقيق في الاستعمال القرآني، لايمكن الاستغناء عنه بحال، فأمعن النظر وأنعم الفكر في قوله تعالى، واصفا حال المنافقين بزعمهم الإيمان (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ) إن البيان القرآني استعمل الباء في هذا
يشد انتباهك ويدهشك كما أدهش المتدبرين فيه، والمتأملين في دقائق نظمه من أساطين البيان! ذلك هو القرآن في معارج بيانه، التي لايستطيع البيان البشري أن يرتقي فيها، فضلا أن يدانيها. (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ۖ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة إبراهيم 36] فختمت فاصلة البيان (فَإِنَّكَ غَفُورٌ
يعرج بنا البيان القرآني ، ويسمو بعقولنا فوق مستويات البيان البشري وقدراته؛ ليتضح لنا البون الشاسع بينهما. إن البيان الإلهي يحلق بنا في سماوات الفهم، ومقاماته العالية الراقية، ويسبح بنا في أفلاك البيان ومدارج الكمال، ويسبر أغوار النفس البشرية وأعماقها؛ ليقف بنا أمام البلاغة في أرقى صورها وأدق مقاماتها. (قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ
إنه البيان الذي يستوقف البيان! فقد استشكل بعض علماء البيان هذا التشبيه في عصرهم. إذ كيف تكون كالأعلام؟! وبلغ الأمر بإمام الإعجاز في زمانه الزملكاني – غفر الله له – أن يند به التعبير بالبيان، ويصف ذلك بالغلو في التشبيه (وقصده المبالغة الخارجة عن حد المعقول)، وما ينبغي ذلك وما هوكائن في القرآن. وها نحن
ومن عجيب بديع متشابه نظم القرآن وفرائده لمتدبر البيان، أنه أتى بوصف ( المنشآت) في آية الرحمن، إذ قال (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ، فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ولم يذكر هذا الوصف في الشورى إذ قال (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ ۚ إِنَّ فِي
مراعاة حساسية النفوس البشرية وملاطفتها بلطيف الخطاب ذوق بياني رفيع راعاه القرآن في بديع الخطاب إذ قال (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) فالتوديع يكون بين الأحبة فخاطبه به ؛ ولما كان القلى بين الأعداء تحنن في الخطاب وحذف منه ضمير المخاطبة،فقال (وما قلى) . وعندما أباح المولى عز وجل لنبيه -ﷺ – أن تهبه
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ ) لا يكون تغيير الله ما بقوم حتى يكون منهم العزم والإرادة الصادقة في التغيير؛ فتمتد لهم معونة الله بالتوفيق والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان. ومن دقائق نظم القرآن في هذا المقام أنه استعمل (ما) الدالة على الإبهام فهي أبهم الموصولات، فلم يقل:
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج، 31]. يشد البيان القرآني أذهان متلقيه من أرباب البيان بأسلوبه البديع وتصرفه البليغ في فن القول في هذا المقام؛ إذ تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع “فتخطفه” أو “تهوي”، ولم يأتِ السياق على نسق واحد فيكون “خرّ
يسأل بعضهم عن سر الإعجاز في بيان القرآن..؟! فما دامت ألفاظه وتراكيبه من هذا اللسان، فأين الإعجاز.. ؟! والجواب عن ذلك بسهولة ويسر .. هو أن القرآن عندما يعبر عن معنى بأسلوب معين لإيصال ذلك المعنى.. فإن عمالقة البيان عاجزون عن التعبير عن ذلك المعنى نفسه مع الإيفاء بحقه، بأسلوب أو لفظ غير ما استعمله
إن المتأمل في مدارج آيات النور في أنوار آيات القرآن يجد السر البديع في دقائق هذا البيان …! ذلك أننا نجد القرآن يتحدث عن الهداية بالنور في مواضع ثلاثة، فيعدي فعل الهداية بالباء في موضعين، وفي موضع يعديه باللام، وإليك البيان .. يقول تعالى في الشورى (,كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي
ساهم في تطوير وتحسين خدمات الموقع الرقمية بدء الاستبيان