شاع لدى كثير من المحدثين أن همزة يوم الاثنين همزة قطع، بحجة أن كل اسم همزته وصل إذا نقل إلى العلمية أصبحت همزته قطعا، نحو: يوم الاثنين ، وابتسام علم لامرأة .

والصواب أن هذا وهم وقع فيه ابن الطراوة (528هـ) من المتقدمين وتابعه عباس حسن وعبد الفتاح الحموز من المتأخرين ..

وما نص عليه سيبوبه (180هـ) إمام النحاة في الكتاب، وهو شافه العرب؛ والعربية تؤخذ بالمشافهة.

وسيبويه قبل أن يكون نحويا هو راو من رواة اللغة، فاستمع إليه وهو يقول في كتابه ( 3 : 198 ) : « إذا سميت رجلاً بـ (اِضْرِبْ) أو (اُقْتُل) أو (اِذهَبْ) لم تصرفها، وقطعتَ الألفاتِ حتى يَصير بمنزلة الأسماء؛ لأنك قد غيّرتها عن تلك الحال ..».

ثم يتابع قوله في (3: 199): « لأنك نقلت فعلاً إلى اسمٍ ، ولو سميتَ رجلاً ( اِنطلاقاً ) لم تقطع الألف، لأنك نقلت اسماً إلى اسم».

قرّر سيبويه أنك إذا سميتَ شخصاً بفعل مبدوء بهمزة وصل، فإن همزتَه تصير بعد العلمية همزةَ قطع؛ لأنك نقلت فعلاً إلى اسم .

ولو سميتَ باسمٍ مبدوء بهمزة وصل فإن همزتَه تبقى بعد العلمية همزةَ وصلٍ كما كانت.

وإليك كلام « ابن مالك »(672هـ) في «شرح الكافية الشافية» (1466) : «وإذا سُمِّيَ بما أَوَّلُهُ همزةُ وَصْلٍ قُطِعَتِ الهمزةُ إنْ كانَتْ في منقولٍ من فِعْلٍ، وإلاَّ استُصْحِبَ وَصْلُها .

فيقال في ( اعْلمَ ) إذا سُمِّيَ به: هذا إعْلمُ، ورأيتُ إعلمَ .

ويقال في ( اخرج ) إذا سُمِّي به : هذا أُخْرُجُ .

ويقال في المسمَّى بـ ( اقْتِرَاب ) و ( اعتِلاَء ): هَذا اقترابٌ، ورأيتُ اقتراباً، وهذا اعتلاءٌ، ورأيت اعْتِلاءً .

لأنه منقولٌ من اسميَّة إلى اسميَّة، فلم يَتَطَرَّقْ إليه تَغَيُّرٌ أكثرُ من التعيين بعدَ الشِّياعِ، بخلافِ المنقولِ منَ الفعلية إلى الاسمية، فإنَّ التسمية أحْدَثَتْ فيه مع التَّعْيين مالم يكن فيه من إعراب، وغيره من أحوالِ الأسماء. فَرُجِعَ به إلى قِياسِ الهمزِ في الأسماء وهو القَطْعُ».