المسلسلات الحديثة – كمسلسلات مهند في غرامياته أو السلطان مع حريمه – أوهمت الناس أن هناك حياة رومنسية مثالية بين المحبين فهم حينما يشاهدونها يعيشون لحظات المسلسل بأحاسيسهم ووجدانهم ، يستغرقون في مشاهدها الرومنسية ويتلذذون بعذب موسيقاها وربما تنطلق آهاتهم وحسراتهم على أن واقعهم يفتقد لمثل هذه اللحظات ولا ينفكون عن عمل مقارنات بين مايشاهدونه وما يعيشونه حقيقة في واقعهم !!!
والحقيقة أن المسلسل يبقى مسلسل ومجرد تمثيل أما في الواقع لا توجد حياة مثالية كما يشاهدونها من دون اختلافات ومشاكل وغضب وهجر ، وإنما تظهر حقيقة الحب وقوته وصدقه عند مثل تلك الأزمات والاختلافات وما يصاحبها من عصبية ونكد.
ليست حقيقة الحب في ورود تُقدم في النهار أو شموع تضاء بليل أو كلمات شاعرية أو هدايا ثمينة،إنما حقيقة الحب في التسامح والاعتذار والتضحية والعطاء والخوف والقلق في قلب المحب لمحبوبه.
كم من الأزواج يملكون الكثير والكثير من الحب لكنهم لا يملكون فن التعبير الكلامي عنها ولا يملكون رومنسيات مهند ولا غيره ولكنهم يملكون الكثير من العطاء والتضحيات والكثير من الخوف على زوجاتهم والكثير الكثير من الهم والتفكير المتواصل في كيفية توفير حياة كريمة لزوجاتهم وأبنائهم، وهذا قطعا ما لا يملكه مهند ولا السلطان ولا غيرهم من من نجوم الشاشة أصحاب البشرة البيضاء والعيون الجميلة الشقراء.
فلا ينبغي أن يُظلم أولئك الأزواج بسبب قلة التعبير وانعدام الوقت للتفكير.
أختم كلماتي بسؤال : الزوج الذي يكدح طوال النهار وآناء من الليل الذي قد يتجرع الذل في نهاره ويحتسي الهم في ليله ، ألا يملك حبا كبيرا في قلبه لزوجته وهو يفني حياته يوما بيوم من أجلها ومن أجل أبنائها ؟!!