لماذا قدّم المال على البنين؟
– في سورة الكهف 46
وفي مواضع أخرى:
– ( وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ) الإسراء 6.
– (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ) المؤمنون 55.
– (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنونَ) الشعراء 88.
– (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) الشعراء 133.
– (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) القلم 14.
– (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ) نوح 12.
– (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا) المدثر 12-13.
في جميع هذه الآيات، قدّم المال على البنين، سواء وقع ذلك خلال الآية أو آخرها (فاصلة).
لماذا ذكر المال والبنين؟
قال الماوردي (-450هـ): “لأن في (المال) جمالاً ونفعًا، وفي (البنين) قوة ودفعًا، فصارا زينة الحياة الدنيا“.
ونقله العز بن عبد السلام (-660هـ)، والقرطبي (-671هـ)، كلاهما من دون إحالة!
لماذا قدّم المال على البنين؟
قال أبو السعود (-951هـ): تقديمُ المال على البنين مع كونهم أعزَّ منه كما في الآية المحكية آنفًا وقولِه تعالى: (وَأَمْدَدْنَـٰكُم بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ)، وغيرِ ذلك من الآيات الكريمة، لعراقته فيما نيط به من الزينة والإمدادِ وغيرِ ذلك، وعمومِه بالنسبة إلى الأفراد والأوقات، فإنه زينةٌ ومُمِدٌّ لكل أحد من الآباء والبنين في كل وقت وحين.
وأما البنون فزينتُهم وإمدادُهم إنما يكون بالنسبة إلى من بلغ مبلغَ الأبوّة.
ولأن المالَ مناطٌ لبقاء النفس، والبنين لبقاء النوع.
ولأن الحاجةَ إليه أمسُّ من الحاجة إليهم.
ولأنه أقدمُ منهم في الوجود.
ولأنه زينةٌ بدونهم من غير عكس.
فإن من له بنونَ بلا مال فهو في ضيقِ حالٍ ونكال”. ونقله الألوسي (-1270هـ) مع الإحالة.