أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو – أن الإسلاموفوبيا ضد حركة التاريخ ومضادة لإرادة الشعوب ومناهضة للقانون الدولي.
وأشار الدكتور التويجري ، في محاضرة ألقاها أمس الأربعاء في مقر المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا التي يوجد مقرها في غرناطة في منطقة الأندلس الإسبانية، حول موضوع “تحالف الحضارات ومواجهة التيارات العنصرية” أن ظاهرة الإسلاموفوبيا ترتبط بعوامل كثيرة، تـتداخل فيها رواسب أحقاد الماضي وتنامي تعصب الحاضر على المستويات الثقافية والدينية والسياسية، فهي ليست وليدة المرحلة الحالية.
وأوضح أيضا أن العداء للإسلام والجهل بحقائقه وتعاليمه، هما الداعيان إلى محاربته وتشويه صورته المشرقة ونشر الأباطيل والشبهات والأحكام المسبقة المغرضة الباطلة عنه واستهدافه في كل الظـروف.
وتساءل الدكتور التويجري قائلا ” لماذا يخافون من الإسلام وينشرون الخوف منه عبر وسائل كثيرة وبأساليب شتى؟”. ثم أجاب بأن الخوف من الإسلام، والتعامل مع المسلمين بالشك والتضييق في أماكن عديدة، ونشر التشويهات المسيئة له والمخالفة لحقيقته، كل ذلك يجد ما يسانده من تصرفات وسلوكات بعض المسلمين المنحرفين عن سواء السبيل ، موضحـًا أن بعضـًا مما يجري على الساحة الإسلامية من أعمال إرهابية منبوذة، وما يروج من أفكار متشددة مرفوضة، ومن مفاهيم منحرفة ممقوتة، وما يُمارس في بعض البلدان من ألوان الاستبداد وقمع للحريات وانتهاك لحقوق الإنسان، يوفر الأسباب المباشرة لفئات من المجتمع الغربي لكراهية الإسلام، ولإثـارة الخوف منه، ولتـأليب الرأي العام ضد المسلمين بدون تمييـز.
وقال إنه في هذا المناخ الدولي المحفوف بالتوترات التي تهدد استقرار المجتمعات الإنسانية، تـتـزايد الأهمية البالغة للعمل في إطار شراكة دولية وتعاون إنساني، من أجل تعزيز الحوار بين الثقافات وتعميق التحالف بين الحضارات على جميع المستويات موضحا أن التحالف بين الحضارات يأتي نتيجة للحوار بين الثقافات الذي يتأسّس على ثلاث قواعد هي التعارف، والتفاهم، والتقارب.
وأشار إلى أن التعارف بالمفهوم العميق ذي الدلالات الإنسانية البعيدة، قد ورد في القرآن الكريم: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبـًا وقبائل لتعارفوا ).
وأكد أن تحالف الحضارات هو النتيجة الطبيعية للحوار بين الحضارات، وثمرة له، وهو خلاصة للجهود الخيرة التي بذلها حكماء هذا العالم على مدى عقود من السنين مضيفا أن التحالف بين الحضارات هو من أقوى الوسائل المتاحة لإصلاح شؤون العالم، وللإسهام في إنقاذ الأسرة الإنسانية مما تتخبط فيه من مشكلات تتراكم وأزمات تتفاقم.
وذكر الدكتور عبد العزيز التويجري أن تجديد البناء الحضاري للعالم أجمع، بالتحالف بين الحضارات وبالتعاون المثمر بين الأمم والشعوب، على هدي تعاليم الديانات السماوية والمبادئ الإنسانية، وفي إطار ميثاق الأمم المتحدة، هو المهمة الرئيسة لأولي العزم والحكمة وذوي الإرادات الخيرة والعقول النيرة من مختلف المشارب والاتجاهات، ومن جميع الأديان والحضارات والثقافات، لمواجهة التيارات العنصرية والكراهية والعداء المتبادل، ولبناء مستقبل آمن ومزدهر.
واختتم الدكتور عبد العزيز التويجري محاضرته بقوله: ” إن رسالة المثقفين الأحرار في كل مكان من العالم، هي في مواجهة تيارات العنصرية والتشويه والإساءة، أيا كانت وممن جاءت. ولذلك فإن من المسؤولية الأخلاقية عليهم، التعاون في نشر حقائق الأمور، وكشف الأباطيل والافتراءات ودحضها، لتعم ثـقافة العدل والسلام بين البشر.