أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في قطر عن الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة 2024 مساء الخميس 17 من أكتوبر وذلك في حفل أقيم بهذه المناسبة.
وبعد منافسة شديدة بين حوالي 1800 كاتب وروائي من مختلف البلدان العربية جاءت النتائج موزعة على ست فئات رئيسية، ففي فئة الروايات العربية المنشورة فاز كل من : علاء حليحل من فلسطين عن روايته “سبع رسائل إلى أم كلثوم” ، ومحمد طرزي من لبنان عن روايته “ميكروفون كاتم صوت”، ويوسف حسين من مصر عن روايته “بيادق ونيشان”. وحصل كل منهم على قيمة الجائزة المقدرة بـ 30 ألف دولار أميركي لكل فائز، بالإضافة إلى ترجمة الروايات إلى اللغة الإنجليزية.
وفي فئة الروايات غير المنشورة فاز كل من: قويدر ميموني من الجزائر عن روايته “إل كامينو دي لا مويرتي”، وليزا خضر من سوريا عن روايتها “حائط الفضيحة”، وياسين كني من المغرب عن روايته “ع ب ث”، وحصل كل منهم على قيمة الجائزة المقدرة بـ 30 ألف دولار، مع طباعة وترجمة الأعمال الفائزة.
وفي فئة الدراسات النقدية فاز كل من: د. بلقاسم عيساني من الجزائر عن دراسته “الفكر الروائي”. د. بوشعيب الساوري من المغرب عن دراسته “تخييل الهوية في الرواية العربية”، د. هاشم ميرغني من السودان عن دراسته “الرواية مسرحا لجدل الهويات وإعادة انبنائها”. وحصل كل منهم على 30 ألف دولار لكل دراسة، مع طباعة الأعمال وتسويقها.
وفي فئة روايات الفتيان فاز كل من: أبوبكر حمّادي من الجزائر عن روايته “أنا أدعى ليبرا” و شيماء علي جمال الدين من مصر عن روايتها “بيتُ ريما”، وعلاء الجابر من العراق عن روايته “أرض البرتقال والزيتون”. وحصل كل منهم على 15 ألف دولار مع الطباعة والنشر.
وذهبت جائزة فئة الرواية التاريخية غير المنشورة إلى ضياء جبيلي من العراق عن روايته “السرد الدري في ما لم يروه الطبري– ثورة الزنج. وحصل على 30 ألف دولار، مع طباعة وترجمة الرواية.
بينما فازت د. كلثم جبر الكواري عن روايتها “فريج بن درهم” في فئة الرواية القطرية المنشورة: وحصلت على قيمة الجائزة المقدرة ب 30 ألف دولار.
معرض كتارا للكتاب في نسخته الثانية
كان معرض كتارا للكتاب من الفعاليات البارزة المصاحبة للدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية والذي عقد بالتزامن مع “أسبوع الرواية” في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر.
شارك في المعرض عدد من دور النشر القطرية والمكتبات الكبرى، بالإضافة إلى أربع دور نشر كويتية، مما وفر منصة فريدة لمحبي الأدب لاستكشاف أعمال متنوعة تعكس التنوع الثقافي والفكري.
ندوات ثقافية متنوعة
تنوعت الفعاليات الثقافية المصاحبة للدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية وشملت عدة ندوات وحوارات أدبية جمعت بين النقاد والكتاب والمثقفين.
ندوة “أدبيات علمية حديثة في دراسات الأديان”
بالتعاون بين مركز الدوحة لحوار الأديان والمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” أقيمت ندوة بعنوان “أدبيات علمية حديثة في دراسات الأديان”: تناولت هذه الندوة القضايا المتعلقة بالحوار بين الأديان والتفاهم الثقافي، واستعرضت الأدبيات الحديثة التي تعالج هذه المجالات بشكل علمي وأكاديمي.
وقد جمعت الندوة عدداً من الباحثين المتخصصين الذين ناقشوا تأثير الديانات على التفاعل الثقافي والعلاقات الدولية، مؤكدين على أهمية تعزيز الحوار الديني كوسيلة لتحقيق التفاهم والسلام بين الشعوب.
أدار الندوة الدكتور سيكو مارفا توري، باحث أول في مركز الدوحة لحوار الأديان. وشارك فيها كل من الأستاذ مختار خواجة، باحث في الحضارة الإسلامية، والدكتورة هند الحمادي، خبيرة في التحالف السلمي وحوار الأديان. والدكتور نبيل المريري، باحث وصحفي متخصص في العلاقات الدولية.
وفي بداية الندوة عرض المشاركون ملخصا لكتابتهم المتعلقة بالموضوع واستعرضوا أهم الأفكار العامة.
تطرق الأستاذ مختار خواجة لقضية الصورة الذهنية بين المسلمين والغرب وكيفية تأثير الصور النمطية على التفاعل بين الثقافات، مشيراً إلى أن هذه الصور غالباً ما تستند إلى مفاهيم خاطئة وتاريخ طويل من التحيز، ودعا إلى دور أكبر للإعلام والتعليم في تصحيح هذه التصورات وتعزيز التفاهم الإيجابي بين الثقافات المختلفة.
و قدمت د. هند الحمادي لمحة حول تجربة قطر في التسامح وحوار الأديان وعن جهود قطر لتعزيز التسامح من خلال تنظيم فعاليات ومؤتمرات عالمية تهدف إلى بناء جسور من التواصل بين الأديان المختلفة. واستعرضت نجاح قطر في خلق بيئة حاضنة للتنوع الثقافي والديني، مما جعلها نموذجاً عالمياً يُحتذى به في هذا المجال.
وتحدث د. نبيل المريري عن التحولات التي طرأت على العلاقات الثقافية والسياسية بين الشرق والغرب عقب أحداث 11 سبتمبر، خاصة أن رسالته في مرحلة الدكتوراة كانت عن “أثر المبادرات العربية لحوار الأديان بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١ على الحوار الإسلامي المسيحي” مشيراً إلى أن تلك الأحداث جعلت الحوار الثقافي والديني أكثر أهمية من أي وقت مضى لفهم أعمق للقضايا العالمية. كما تناول قضايا معاصرة مثل القضية الفلسطينية وضرورة تعزيز الحوار لفهم أعمق.
ندوة “الرواية العربية وشبكات التواصل الاجتماعي”
ندوة “الرواية العربية وشبكات التواصل الاجتماعي”: أدارتها الإعلامية آلاء كراجة، وركزت على تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الكتابة الروائية وكيفية تفاعل الروائيين مع جمهورهم عبر هذه الوسائط. قدمت الندوة رؤى حول التحديات والفرص التي توفرها هذه الشبكات للكتّاب، وأهمية استخدام التقنيات الحديثة لتعزيز حضور الرواية العربية في العصر الرقمي.
أشار فيصل الأنصاري الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية عام 2021 في فئة اليافعين، إلى أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة غيرت بشكل كبير الطريقة التي يتفاعل بها الكتّاب مع جمهورهم. وأكد على أن شبكات التواصل الاجتماعي خلقت فرصاً جديدة لتواصل مباشر وسريع بين الكتّاب والقراء، مما يسمح للكتّاب ببناء علاقات أعمق وأكثر شخصية مع جمهورهم. ودعا الأنصاري إلى استغلال هذه الأدوات بذكاء، مع التحلي بمرونة وفهم للمنصات المختلفة.
ودعت الروائية والإعلامية أسيل سامي إلى تعزيز العلاقة بين الكتّاب وشبكات التواصل، مشيرة إلى أن هذه المنصات ليست حكراً على المشاهير أو المؤثرين فحسب، بل هي وسيلة حيوية للروائيين لنشر أفكارهم وتعزيز حضورهم الأدبي. شددت على أن نجاح الكاتب في هذه الوسائط يعتمد على نوعية المحتوى والقدرة على التواصل بأسلوب جذاب. كما أشارت إلى ضرورة فهم لغة العصر الرقمي وكيفية استثمارها في بناء صورة الكاتب وإيصال رسالته.
جدير بالذكر أن الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية والمقام في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر 2024. شهدت مشاركة واسعة من الكتّاب والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي من مختلف البلدان العربية، حيث تنوعت فعالياته لتشمل ندوات ثقافية، ورش عمل، ومعرضاً للكتاب، مما يؤكد على مكانة كتارا كمركز ثقافي بارز يعزز الإبداع الأدبي ويحتفي بالثقافة العربية.