حديثنا في هذه الوقفة التربوية عن تحفيز الهمم بالثناء والمدح فذلك مما ترتاح له النفس البشرية وتأنس إليه، وقد كان النبي صلوات الله وسلامه يحب المدح ويعجبه الثناء من غير إطراء.

ومن سنته صلوات الله وسلامه عليه تسليط الضوء على مكامن الكمال لدى المرء والإشادة بها، ويراد من ذلك بعث النفس على الزيادة، وتحفيز الهمم وإثارة النفوس الأخرى نحو الإبداع والمنافسة، لكنه مشروط بأن يكون حقا، وأن يؤمن جانب الممدوح، وأن يكون بالقدر الذي يحقق الهدف.

تحفيز الهمم بالثناء والتشجيع
تحفيز الهمم بالثناء والتشجيع

وفي إطار تحفيز الهمم هذه نماذج من مدحه وثنائه على بعض أصحابه تحفيزا لهم على الجد والزيادة فعن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال: يا رسول الله! من أسعد الناس يوم القيامة؟ قال رسول الله --: ” لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث.” (رواه البخاري).

ودائما عن تحفيز الهمم عن حذيفة رضي الله عنه  قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله --، فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلا أمينا، فقال: لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين، حق أمين. قال: فاستشرف لها الناس، قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح «وفي رواية» فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: “هذا أمين هذه الأمة” (رواه مسلم).

تحفيز الهمم بالثناء والتشجيع

وعن أبي بن كعب  رضي الله عنه  قال -: “أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [آل عمران: 2] قال: فضرب صدري، وقال: ليهن لك يا أبا المنذر العلم” (رواه مسلم).

وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الرؤيا التي رآها فقصها على أخته حفصة رضي الله عنها فقصتها على النبي -، فقال: “نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل». فكان لهذه الكلمات عظيم الأثر في نفس عبد الله ابن عمر  رضي الله عنه؟ (قال سالم: فكان عبد الله، بعد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلا) (متفق عليه).

تحفيز الهمم بالثناء والتشجيع
تحفيز

ومن ذلك أيضا قوله : خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا: سلمة. قال: ثم أعطاني رسول الله -- سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسول الله -- على العضباء راجعين إلى المدينة” (رواه مسلم).

فيا ترى كم يبعث التشجيع في نفس المتعلم من حب العلم، وكم يساعد في تسارع خطوات التربية نحو الأمام، وذلك على عكس ما يأتي به كثرة التأنيب والعتاب واللوم، أو السكوت عن الثناء عند كل نجاح وتفوق.

كثير من المواهب تموت لدى أبنائنا وإخواننا وتذهب قدراتهم ويصيبهم الإحباط والممل ؛ لأنهم لا يجدون من يدفعهم بكلمة ثناء، أو يرفعهم بعبارة تشجيع.