يقدم كتاب “جوانب من عظمة الرسول ﷺ” من تأليف الشيخ د. محمد أبو شهبة رحمه الله تحليلا شاملا وعميقا لعظمة النبي محمد ﷺ، مع التركيز على تجلية جوانب كماله الإنساني، والرد على الشبهات حول سيرته عبر منهج علمي قائم على النصوص الموثوقة من القرآن والسنة النبوية الصحيحة.
أسلوب المؤلف ومنهجه
مؤلف الكتاب هو الدكتور محمد محمد أبو شهبة (1914–1983م) وهو عالم أزهري موسوعي عرف بدفاعه عن السنة النبوية وتأليفه في علوم القرآن والسيرة النبوية والرد على شبهات المستشرقين، وجمعت مادة الكتاب وأُعدت للنشر بعد وفاة الدكتور أبو شهبة على يد الباحث أحمد مصطفى فضلية، وصدر عن مكتبة السنة بالقاهرة عام 2010م في نحو 223 صفحة، ويصنف الكتاب ضمن كتب السيرة النبوية والشمائل، حيث يعرض بأسلوب علمي جوانب متعددة من عظمة شخصية الرسول محمد ﷺ.
يتميز أسلوب الدكتور أبو شهبة في كتابه بالوضوح واللغة الفصيحة، معتمدا منهجا علميا متزنا يستند بشكلٍ رئيس إلى القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ويجمع بين المنطق والعاطفة الإيمانية المعتدلة. ومن خصائص الكتاب البارزة حرص المؤلف على الرد المنهجي على الشبهات المثارة حول النبي ﷺ مع إبراز الجوهر الأخلاقي للسيرة النبوية.
محتويات كتاب جوانب من عظمة الرسول ﷺ
يقسم المؤلف كتابه إلى محاور مترابطة ومتسلسلة مكونة من ستة فصول، كل محور يسلط الضوء على بعد من أبعاد الشخصية النبوية الفريدة، فالفصل الأول بعنوان البشارة بالميلاد العظيم ويتحدث عن البشارة بخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام في التوراة ، وأما الفصل الثاني فهو بعنوان مقالات في ذكرى هجرته ﷺ، ثم الفصل الثالث بعنوان مولد رسالة، وبعد ذلك الفصل الرابع بعنوان من أخلاق الرسول ﷺ، ثم الفصل الخامس بعنوان : من المثل العليا للدعاة إلى الله، وبعد ذلك الفصل السادس بعنوان : من أُسُسِ المدنية في الرسالة المحمدية.
عظمة النسب والنشأة
يركز المؤلف على نسب الرسول ﷺ ويصف اصطفاءه في قبيلة قريش، مؤكدا على طهارة أصله، ويشير إلى علامات النبوة التي ظهرت في طفولته ومكارم أخلاقه الفطرية كالصدق والأمانة التي اشتهر بها قبل بعثته، إضافة إلى ظروف نشأته اليتيمة التي أبرزت جوانب شخصيته القيادية والاجتماعية.
عظمة الصفات الخَلْقية والخلقية
يتناول المؤلف بشكلٍ مفصل هيئته الجسدية الكريمة، كاعتدال قامته وإشراقة وجهه، مشيرا إلى أنها انعكاس لجمال روحه وأخلاقه. كما يركز على أخلاقه العظيمة مثل الرحمة الواسعة التي شملت الإنسان والحيوان، والصدق والشجاعة والتواضع والحلم والجود، مستشهدا بالأحاديث الصحيحة والمواقف العملية في سيرته، ليؤكد أن كمال الخلق هو أساس عظمته النبوية.
عظمة القيادة
يبرز الكتاب عبقرية النبي ﷺ القيادية في تأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة وإقامة مجتمع جديد قائم على الأخوة والعدل، ويتناول نجاحاته في القيادة العسكرية عبر الغزوات وإدارته الحكيمة لمختلف الظروف، مع تأكيده على إصلاحاته الاجتماعية الجذرية، مثل القضاء على العصبية القبلية وإعلاء مكانة المرأة والتدرج في تحرير العبيد.
عظمة التأثير
يختتم الكتاب بالحديث عن الأثر العالمي الكبير للرسالة المحمدية التي غيرت وجه التاريخ الإنساني، ويبين أن النبي ﷺ قد أقام أسس حضارة إسلامية راقية مبنية على مبادئ العدل والرحمة والأخلاق، مؤكدًا أن رسالته كانت عالمية شاملة لجميع الناس في كل الأزمنة.
خاتمة
يخلص الكتاب إلى أن عظمة النبي محمد ﷺ تجسدت في اكتمال شخصيته الإنسانية والقيادية، مما يجعله النموذج الأسمى للتطبيق العملي لرسالة الإسلام لكل راغب في فهم حقيقة النبي ﷺ من خلال مصادره الأصيلة.