– أحكام الحج تتجلى فيها مظاهر التيسير ورفع الحرج
– اجتمعت للأمة الإسلامية خصائص لم تجتمع لغيرها
– العبادة المتعدية النفع إلى الغير أفضل، خاصة فى زماننا
– “أيام العشر” فرصة كبرى علينا أن نغتنمها
قال الدكتور بيومي إسماعيل: إن فريضة الحج مليئة بالكثير من المعاني والدروس والعظات، التي ينبغي أن تترسخ لدى المسلم، وأن الحج يحقق العبودية لله تعالى فى أعلى صورها. وأوضح أن شعائر الحج تتجلى فيها مظاهر التيسير ورفع الحرج، كما تتمثل وحدة المسلمين؛ وأن الذين لم يسعدوا بالذهاب لأداء تلك الشعيرة، لم يحرمهم الله تعالى، فجعل لهم أيامًا هى خير أيام الدنيا، أيام عشر ذي الحجة.
وبيَّن الدكتور بيومي إسماعيل، داعية أزهري حاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، أن “أيام العشر” يستحب فيها الانشغال بالتهليل، والتكبير، والتحميد، والصيام؛ كما يستحب الإكثار من الطاعات التي يتعدى نفعها للغير.. فإلى الحوار:
نحن مقبلون على فريضة الحج .. ماذا تمثل فريضة الحج بالنسبة لفرائض الإسلام؟ وما أهم المعاني التي ترسخها لدى المسلم؟
فريضة الحج عبادة عظيمة تهفو إليها النفوس المسلمة؛ حيث يغفر الله بها الذنوب؛ وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال ﷺ: “مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ؛ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
والحج مليء بالكثير من المعاني والدروس والعظات، التي ينبغي أن تترسخ لدى المسلم؛ وأهمها: العبودية والتوحيد.. لقد تحققت العبودية والتوحيد في الحج فى أعلى صورها؛ فأول شيء يفعله الحاج بعد الإحرام من الميقات هو أن يلبي؛ والتلبية مشتملة على التوحيد الخالص ونبذ الشرك فيقول الحاج: (ليبك اللهم ليبك، لبيك لا شريك لبيك). وعن أنس رضى الله عنه أنه كان يلبى ويقول: (لبيك ربى حقًّا تعبدًا ورقًّا).
والحاج إنما يطوف ويسعى؛ امتثالاً لأمر الله تعالى.. ويُقبّل حجرًا ويرمى بحجر؛ امتثالاً لأمر خالقه.. وهذا الامتثال هو العبودية الخالصة له سبحانه.. فما أُطيع الله تعالى بمثل التوحيد؛ وما عُصي بمثل الشرك. ولذلك جعل الله الشرك ذنبًا لا يُغفر؛ حيث يظلم الإنسان نفسه فيصرف العبادة لغير مستحقها؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء: 48).
وفى صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ: أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا؛ وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ.
كما أننا بالحج نستذكر سيرة أبينا إبراهيم عليه السلام وبيته الطاهر، وما في تلك السيرة من توكل على الله تعالى حق التوكل، ومن استعانة به سبحانه، ومن تسليم الأمر له تسليمًا تامًّا، حتى لو استلزم التضحيةَ بالنفس.. ونستذكر أيضًا سيرة نبينا محمد ﷺ، في نشأته ودعوته وموطن جهاده.. وفي ذلك كله تنشيطٌ لذاكرة المسلم ووعيه، وربطٌ له بمصادر القدوة والاقتداء في حياته، وتذكيرٌ عملي بما ينبغي أن يتبعه من أخلاق وسلوكيات تجاه نفسه وتجاه دينه وتجاه الناس جميعًا..
التيسير مقصد مهم يتحقق في أركان الحج؛ وقاعدته الأساسية: “افعل ولا حرج”.. ما أوجه هذا التيسير؟
من خصائص الشريعة الإسلامية أنها قائمة على التيسير ورفع الحرج؛ قال سبحانه: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ) (الحج: 78).
ولقد قرر الفقهاء قاعدة ذهبية وهى: لا واجب مع العجز. وسُئل الإمام الشافعى عن الذباب يقف على النجاسة ثم يقف على الثوب، فقال: لا حرج فى ذلك؛ إذا ضاق الأمر اتسع.
وأحكام الحج تتجلى فيها مظاهر التيسير ورفع الحرج.. ومن مظاهر التيسير فى الحج جواز تقديم بعض الأعمال على بعض؛ فالسنة يوم النحر أن يبدأ برمى جمرة العقبة ثم يذبح الهدى ثم الحلق أو التقصير ثم طواف الإفاضة.. فمن قدم بعض الأعمال على بعض، فلا حرج؛ روى البخارى فى صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زُرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ «لاَ حَرَجَ». قَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، قَالَ: «لاَ حَرَجَ». قَالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: «لاَ حَرَجَ».
ومن مظاهر التيسير أيضًا أن جُعل وقت الرمى موسَّعًا؛ فوقت الرمى أيام التشريق موسع ما لم يدخل فجر اليوم الذي بعده. ومن المظاهر أيضًا أن أُسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء؛ فطواف الوداع واجب لكنه يسقط عن الحائض والنفساء. وأيضًا جواز تأخير رمي يوم الحادي عشر إلى الثاني عشر. ومن الجدير بالذكر هنا، أن التيسير إنما يخضع لقواعد الشريعة لا للهوى.
في الحج يجتمع المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، بما يمثل رمزية مهمة لعالمية الإسلام ولوحدة المسلمين.. كيف يتجلى ذلك في فريضة الحج؟
الحج مظهر من مظاهر وحدة الأمة. وهذه الوحدة مطلب شرعي؛ قال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (آل عمران: 103). وقال ﷺ في حجة الوداع: «أَلَا لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» (مسند أحمد، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ).
وفى الحج تتجلى هذه الوحدة؛ حيث أتى الناس من كل حدب وصوب:
كلهم سائل وأنت مجيب * تلك نعماك ما لها من نفاد
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله: “في موسم الحج تلتقي مكة بالوفود المقبلة من كل فج عميق، تلتقي بأفراد الإنسانية الموحدة المهتدية المحبة لله وللمسجد الأول، أبي المساجد في القارات كلها، تتصافح الوجوه وتتعارف النفوس على تلبية النداء الصادر بحج البيت، النداء الذي صدر من قديم، وزاده الإسلام قوة ووحدة”.
ولقد اجتمعت للأمة خصائص لم تجتمع لغيرها؛ من وحدة العقيدة، والكتاب.. ولهذا يحول أعداؤها دون وحدتها.
ولما رأى النبى ﷺ تنازع الأوس والخزرج بعد هجرته، حينما فتن بينهم رجل يهودي ذكّرهم بأيام بعاث؛ قال ﷺ: «دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ أَلَا مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ». إن أي دعوى تفرق المسلمين هى دعوي جاهلية عصبية منتنة لا قيمة لها.
فليحرص الدعاة والمصلحون على رأب الصدع، ولِّم شتات الأمة؛ التى يبكي حالَها كلُّ غيور على أمته وعلى مجدها التليد.
الحج عبادة تجتمع فيها الجهد البدني والجهد المالي.. بخلاف عبادات أخرى تنفرد بأحد هذين الجهدين.. نريد التوضيح؟
نعم، الحج هو الفريضة الوحيدة التى اجتمع فيها الجهاد بالنفس/ البدن، وبالمال.. بجانب ما فيها مثل بقية العبادات؛ من مجاهدة القلب وإخلاص التوجه إلى الله تعالى.. ولذلك استحقت هذه الحفاوة والإكرام من الله سبحانه..
فالزكاة جهاد بالمال، والصوم جهاد النفس، والصلاة جهاد البدن؛ أما الحج فجهاد النفس والبدن والمال. ولذلك ورد فى فضله الأحاديث العظام، وكيف أن الله سبحانه يتجلّى على أهل عرفات فيغفر لهم.
جاء في (موطأ مالك) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «مَا رَأَى الشَّيْطَانَ يَوْمًا (وفي رواية: مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ)، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلاَ أَدْحَرُ، وَلاَ أَحْقَرُ، وَلاَ أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ. إِلاَّ مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ». قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ»؛ أي: يصفهم للقتال ويمنعهم أن يخرج بعضهم عن بعض في الصف.
ورُوي أن الفضيل بن عياض رأى الناس على صعيد عرفات يتذللون ويبكون، فقال لصاحبه: ماذا لو أن هؤلاء اجتمعوا بباب ملك من ملوك الدنيا يسألونه دانقًا (سدس درهم)؛ أتراه يردهم؟ قال: لا. قال: فإن الرحمة عند الله أهون من الدانق. نسأل الله ألا يحرمنا ذلك الموقف.
لا شك أن فريضة الحج تطلب استعدادًا روحيًّا من الحاج، حتى يعايش الفريضة ويعيش بها ومعها.. كيف يتحقق هذا الاستعداد؟
على الحاج أن يهيئ نفسه قبل أن يذهب إلى الأراضي المباركة؛ فلقد ذكر سبحانه (التزود)، فقال: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة: 197). وسبب نزول الآية أن بعض الحجيج كانوا لا يتزودون، فإذا وصلوا إلى مكة سألوا الناس، فنهى الله عن ذلك. فلابد من التزود بالمال الذي يحفظ على الإنسان كرامته فلا يصبح عبئًا ثقيلاً على غيره.
جاء في تفسير ابن كثير: وَقَوْلُهُ: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} لَمَّا أَمَرَهُمْ بِالزَّادِ لِلسَّفَرِ فِي الدُّنْيَا، أَرْشَدَهُمْ إِلَى زَادِ الْآخِرَةِ، وَهُوَ اسْتِصْحَابُ التَّقْوَى إِلَيْهَا؛ كَمَا قَالَ: {وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (الْأَعْرَافِ: 26)؛ لَمَّا ذَكَرَ اللَّبَاسَ الْحِسِّيَّ، نَبّه مُرْشِدًا إِلَى اللَّبَاسِ الْمَعْنَوِيِّ، وَهُوَ الْخُشُوعُ، وَالطَّاعَةُ وَالتَّقْوَى، وَذَكَرَ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ هَذَا، وَأَنْفَعُ.
وقبل أن يغادر الحاج بلده لابد أن يرد الحقوق إلى أهلها، وأن يُرضي المتخاصمين حتى يذهب وليس عليه تبعة.. وان يكون زاده حلالاً؛ حتى تقول له الملائكة: لبيك وسعديك؛ زادك حلال، ومالك حلال، وحجك مبرور غير مأزور.
من نفحات الله تعالى أن جعل “أيام العشر” موسمًا للترقي، حتى لا يُحرم غير الحاج.. كيف نستفيد من هذه “العشر”؟
الذين لم يسعدوا بالذهاب لأداء تلك الشعيرة، لم يحرمهم الله تعالى؛ فجعل لهم أيامًا هى خير أيام الدنيا.. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» (سنن أبي داود).
فيستحب فى هذه الأيام الإكثار من الصدقة، والتهليل، والتكبير، والتحميد، والصيام؛ وقد ثبت عن بعض أمهات المؤمنين أن النبى ﷺ كان يصوم التسع.
البعض ينشغل بالعبادات الفردية؛ من الصيام وقراءة القرآن.. ويغفل عن العبادات الاجتماعية؛ من الإنفاق والتصدق وفعل الخير.. كيف نصحح ذلك ونوازن بينهما، خاصة في أيام العشر؟
لا شك في أن العبادة المتعدية النفع إلى الغير أفضل، خاصة فى زماننا مع الواقع الذى نعيشه.. ومن المهم أن نجمع بين العبادة التي لها طابع فردي، وتلك التي يصل نفعها للآخرين.
ومن العبادات التي يتعدى نفعُها: إطعام الطعام.. أخرج الحاكم في المستدرك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا» فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ».
ومنها أيضًا: صلة الرحم.. وفي البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
ومنها: إصلاح ذات البين- وهو من مكارم الأخلاق– وقضاء حوائج الناس.. وغير ذلك.. فلا يكتفي المسلم بالعبادة الفردية من الصيام والذكر.
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
فعلينا أن نغتنم أيام العشر، ونكثر فيها من الطاعات بكل وجوهها؛ حتى نحصّل الثواب العظيم والأجر الكبير.. فهي فرصة كبرى لا ندرى من يدركها العام القادم.. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته، وأن يديم علينا هدايته، وأن يرزقنا ما يرضاه من الأقوال والأفعال..