يهتم المسلمون عادة بتفاصيل القرآن الكريم وتفسير سوره وآياته، ومعرفة أسبابها، وظروف وملابسات نزولها، وحكمة الله في ذلك، ومن هذه السور سورة المجادلة التي جاءت آياتها الأولى عن امرأة اشتكت زوجها للرسول ﷺ. فمن هي هذه الصحابية التي نزلت فيها سورة قرآنية؟ من هذه المرأة التي جادلت الرسول في زوجها؟ ومن زوجها وما قصته؟ وما هي الحكمة من نزول هذه السورة الكريمة؟
هي امرأة صاحبة فضل ممتد على سائر المسلمين من الرجال والنساء، حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون سببا في حكم شرعي مهم للغاية لكل النساء، كما هو مهم للرجال الذين يتسرعون وتصدر عنهم أقوال يحرمها الشرع لما تحمل من ظلم للمرأة .
لقد سمعها السميع البصير بكل عباده وهي تشكو حالها إلى النبي الكريم ﷺ، بعد أن تقدم بها العمر وتولى عنها قطار الشباب وقد كانت طوال حياتها مثالاً للزوجة الوفية المخلصة، ترعى شؤون بيتها وتؤدي واجبها تجاه زوجها وتبذل قصارى جهدها من أجل تربية أبنائها، وبعد هذا كله ينتهي الحال بها إلى تحريمها على زوجها في لحظة غضب وبكلمات غير مسؤولة .
إنها خولة بنت ثعلبة التي تزوجت من ابن عمها أوس بن الصامت، فكانت له نعم الزوجة، وكانت ككل الصحابيات الكريمات نموذجا للزوجة المسلمة المؤمنة البارة بزوجها، وكانت تحسن إليه وتحنو عليه وتجود عليه بالكثير من مالها ولا تدخر وسعا في إسعاده وإدخال السرور عليه ولا تقصر في حقه عليها، وكانت تحبه وتطيعه في غير معصية الله عز وجل على ما فيه من شدة في معاملتها في كثير من الأحيان. وقد كان لهذه الصحابية الجليلة شأن عظيم عند الله عز وجل وعند رسوله ﷺ وعند أصحابه المقربين رضي الله عنهم أجمعين .
من هي خولة بنت ثعلبة؟
أسلمت خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وزوجها أوس بن السميط شقيق الصحابي عبادة بن الصمت رضي الله عنهما وأخو الرسول بينه وبين مرتد بن أبي مرتاد، وشهد مع الرسول كل الغزوات. ومنها بدر وأحد.
وكانت خولة أول زوجة في الإسلام “يظهر” لها زوجها، والمظاهرة عندما قال لها زوجها: أنت مثل ظهر أمي، والقرطبي يعرفه لنا في تفسيره للجدل قائلا: “أصل الظهار أن الرجل قال لزوجته: أنت علي كظهر أمي. بل ذكر الله الظهر كناية عن البطن والحجاب مثل أمي لم يذكر الظهر، أو قال: أنت علي مثل أمي.
خلاف بين زوجين يقود إلى مجادلة الرسول ﷺ
خلاف شديد هز أركان البيت ولم يمر كأي خلاف آخر يحدث بين زوجين، فقد تمسك كل منهما برأيه، وعلا صوتهما وكاد الزوج يضرب زوجته، فقد انفعل الزوج وفقد السيطرة على نفسه، عندما ناقشته زوجته في أمر من أمور الحياة، فغضب وثار ونطق بما كان يقال في الجاهلية: “أنت عليّ كظهر أمي”، وهو القسم الذي يعني تحريمها عليه فلا يلمسها ولا يقترب منها كزوجة. ومر الخلاف القاسي إلا أن الزوجة لم تمرر القسم الذي خرج في غمرة انفعاله، فرفضت أن يجامعها بعد ذلك، وقالت له: والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدرى مبلغه. وأشارت إلى أنه بذلك تحرم عليه وهو ما يعني فراقهما كزوجين.
إلا أن “خولة بنت ثعلبة” قررت أن تعرض أمرها على رسول الله ﷺ، وذهبت بالفعل إليه وحكت القصة، ورغم محبتها وخوفها على بيتها إلا أنها أيضا شكت لرسول الله ﷺ ما تلقى من سوء خلق زوجها ومعاملته.
وتروي خولة قصتها قائلة: “كنت عنده أي زوجته وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وضجر . فدخل علي يوما فراجعته بشيء أي ناقشته فيه فغضب وقال: “أنت علي كظهر أمي”، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني، فقلت: كلا والذي نفسي بيده وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا . فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني ثم خرجت حتى جئت رسول الله ﷺ فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه . فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه”.
تضيف الصحابية الجليلة خولة: قلت: يا رسول الله . زوجي فعل وفعل . وقد كبرت سني ووهن عظمي ولي منه أولاد . إن تركتهم إليه ضاعوا، وإن أبقيتهم معي جاعوا، فجعل رسول الله يقول: “يا خولة، ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه” .
سورة المجادلة تنزل في المجادلة
ثم قال النبي ﷺ لخولة: “أراك قد حرمت عليه”، أو لعله ﷺ قال: “ما أراك إلا وقد حرمت عليه”، فظلت خولة تراجعه مراراً، ثم قالت: اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي وما شق علي من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون لنا فيه فرج، قالت عائشة رضي الله عنها: فلقد بكيت وبكى من كان معنا من أهل البيت وكان النبي ﷺ في بيت عائشة، وجاء الوحي بالمدد من السماء، تقول خولة: فوالله ما برحت حتى نزل فيّ القرآن فتغشى رسول الله ﷺ ما كان يتغشاه فقالت عائشة: يا خولة إنه لينزل عليه ما هو إلا فيك فقالت: اللهم خيراً فإني لم أبغ من نبيك إلا خيراً ثم سرى عنه فقال: “يا خولة قد أنزل الله فيك وفيه قرآناً” ثم قرأ عليّ:
“قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِی تُجَـٰدِلُكَ فِی زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ یَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرٌ ﴿١﴾ ٱلَّذِینَ یُظَـٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَاۤىِٕهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَـٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَـٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّـٰۤـِٔی وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَیَقُولُونَ مُنكَرࣰا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورࣰاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورࣱ ﴿٢﴾ وَٱلَّذِینَ یُظَـٰهِرُونَ مِن نِّسَاۤىِٕهِمۡ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲ مِّن قَبۡلِ أَن یَتَمَاۤسَّاۚ ذَ ٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ ﴿٣﴾ فَمَن لَّمۡ یَجِدۡ فَصِیَامُ شَهۡرَیۡنِ مُتَتَابِعَیۡنِ مِن قَبۡلِ أَن یَتَمَاۤسَّاۖ فَمَن لَّمۡ یَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّینَ مِسۡكِینࣰاۚ ذَ ٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱلـلَّـهِۗ وَلِلۡكَـٰفِرِینَ عَذَابٌ أَلِیمٌ” (المجادلة 1-4)
هذه الآيات الكريمة التي نزلت في خولة وزوجها أوس أبطلت آفة الظهار، وأنهت أن تكون عبارة “أنت علي كظهر أمي” سببا في إنهاء رابطة الزوجية وإفساد مشاعر المحبة والمودة والرحمة بين الزوجين، وفتحت لمن يقع في هذا الخطأ مخرجا، وتدرجت في فرض سبيل العلاج من عتق الرقبة إلى صيام شهرين متتابعين إلى إطعام ستين مسكينا حسب مقدرة الزوج، لأن الله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها .
الزوجة التي تقابل “الظهار” بالرحمة
لقد ضربت الصحابية الجليلة خولة رضي الله عنها من خلال قصتها مع زوجها القدوة والمثل في كيفية احترام الزوج، فهي تشكو من سوء معاملته معها، ومع ذلك كانت تحسن عشرته وتعطيه من مالها، ولا تقصر في حقه بأي صورة من الصور، وتطبق ما يأمرها به ما دام في غير معصية الخالق .فخولة رضي الله عنها التي أغضبها زوجها بكلمات “الظهار” والتي ذهبت لتشكو سلوكه القاسي وتجادل رسول الله وتناقشه بل وتشتكي أمرها إلى خالقها أبدت مشاعر العطف والرحمة بزوجها عندما طلب منها النبي أن تخبر زوجها بحدود رب العالمين وتطلب منه أن يعتق رقبة .
قالت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق به رقبة فهو رجل فقير .
قال رسول الله ﷺ: “فليصم شهرين متتابعين” .
قالت: يا رسول الله: إنه شيخ كبير لا طاقة له على الصوم .
قال رسول الله ﷺ: “فليطعم ستين مسكيناً” .
قالت: يا رسول الله ما ذاك عنده .
قال رسول الله ﷺ: “إنا سنعينك بعزق من تمر” .
قالت: يا رسول الله وأنا سأعينه بعزق آخر .
قال ﷺ: “قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه . ثم استوصي بابن عمك خيراً” .
قالت: قد فعلت .
وهكذا أنزل الله في خولة ولها ولكل نساء المسلمين قرآنا خالدا قضى على آفة كانت سائدة ومنتشرة في المجتمع العربي الجاهلي، وفي بدايات الإسلام الأولى وهي آفة الظهار، التي كانت وليدة تحكم الرجل في المرأة واستبداده بها وتعامله معها وكأنها من متاع البيت. وكانت هذه الآفة سببا في خراب البيوت، وفي ترمل النساء وأزواجهن على قيد الحياة، وفي ضياع الأبناء وآباؤهم يتمتعون بحياتهم ويقضون شهواتهم، وكان يكفي أن يقول الرجل لزوجته “أنت عليّ كظهر أمي” حتى تحرم عليه فلا يقربها مدى الحياة، ولا يكون أمامها سوى أن تعود إلى بيت أهلها.
المرأة التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات
ومما روي في شأن خولة رضي الله عنها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بها في زمن خلافته وهو أمير المؤمنين وكان راكباً على حمار، فاستوقفته خولة طويلاً ووعظته. وقالت له: “يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف بالموت خشي الفوت، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب.”
وعمر بن الخطاب رضي الله عنه واقف أمامها، يسمع كلامها في إمعان وقد أحنى رأسه مصغياً إليها … وقد كان برفقته أحد مرافقيه وهو جارود العبدي، فلم يستطع صبراً لما قال خولة لأمير المؤمنين فقال لها في غضب: “قد أكثرت أيتها المرأة العجوز على أمير المؤمنين”. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “دعها … أما تعرفها؟ هذه خولة التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات وعمر أحق والله أن يسمع لها ..”
وفي رواية أخرى: قيل له: يا أمير المؤمنين اتقف لهذه العجوز هذا الموقف. قال رضي الله عنه: “والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره ما زلت إلا للصلاة المكتوبة، إنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر”.
أهم ملامح شخصية خولة بنت ثعلبة
– الجرأة في الحق ويظهر ذلكفي حوارها مع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه. وكيف قامت بتأنيبه وهو واقف أمامها مطأطا الرأس على ظهر حمار.
– بلاغة خولة وفصاحة لسانها، حيث تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بالحسنى بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.
فضل سورة المجادلة
سورة المجادلة هي سورة مدنية نزلت على رسول الله ﷺ، في قلب المدينة المنورة، ونزلت بعد سورة المؤمنون، تقع سورة المجادلة في الربع الأول والثاني من الحزب الخامس والخمسين والجزء الثامن والعشرين في القرآن الكريم.
عدد آيات سورة المجادلة اثنان وعشرون آية، وتتميز بأن لفظ الله وهو لفظ الجلالة ظهر في كل آية من آياتها، ويرجع فضلها الكبير في أنها جزء لا يتجزأ من القرآن الكريم، وتحمل هذه السورة فضائل عديدة فهي عبارة عن كلام الله لعباده الصالحين، وفضلها لا يتجزأ عن فضل أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم.
وتُعد سورة المجادلة من السور التي تتألف من عدد آيات قليل، بيد أنها لا تُصنَف مع قصار سور القرآن الكريم، وقد نزلتْ هذه السورة المباركة في خولة بنت ثعلبة التي جادلتْ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أمر زوجها.
وقد سلَّطتْ هذه آيات هذه السورة الضوء على مسألة مهمة جدا، وهي مسألة ظلم المرأة كالظهار، والظهار هو أن يشير الرجل لزوجته بحرمتها عليه كأمه وأخته، وكان الظهار طلاقا في الجاهلية، أمَا في الإسلام فإذا حدث فهو حرام وعليه كفارة كبيرة، وهذا بإجماع أهل العلم.
ومن فوائد سورة المجادلة أنها تُعرفنا بأن كفارة من ظاهر امرأته تحرير رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا، كما أنَّ على المسلم التوبة من هذا الفعل وعدم العودة إليه أبدًا.
وقد بيَّنت الآيات أنَّ أحكام الشريعة التي جاء بها القرآن الكريم لم تنزل على الناس دفعة واحدة وإنَّما نزلت بشكل تدريجي وفقًا لما يحدث من أحداث، وهذا ما يرتبط ارتباطا وثيقا بعلم أسباب نزول الآيات القرآنية في الإسلام. وتُشير آيات سورة المجادلة إلى أن الله تعالى يعلم جميع ما في السماوات والأرض، ومن ذلك أنه يعلم السر والنجوى، وبيان مصير الذين يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول صلي الله عليه وسلم.
أمَّا الآيات الأخيرة من سورة المجادلة فقد تناولتِ الحديث عن المنافقين، فنزلتْ هذه الآيات تعرِّي خبث نفوسهم وتبيِّن مصيرهم المشؤوم يوم القيامة، حيث تبين السورة ضلالات المنافقين ومنها مناجاتهم بمرأى المؤمنين ليغيظوهم ويحزنوهم، ومنها موالاتهم اليهود، وحلفهم على الكذب. واختتمت الآيات بالحديث عن حقيقة حب المسلمين بعضهم بعضًا في الله تعالى، والبغض أيضًا في الله تعالى، وأمرت الآيات المسلمين بعدم مناصرة أعداء الإسلام والمسلمين تحت أي ظرف من الظروف.
كما توضّح السورة أن من يتركون مودة من يحادون الله ورسوله -ولو كانوا أقاربهم- أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، وأنهم سيدخلون جنات تجري من تحتها الأنهار.
فوائد من قصة المجادلة خولة
يمكن أن نخرج من قصة هذه الصحابية المباركة بعدة فوائد، منها:
- رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال: أنتِ عليَّ كظهر أمي، وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية.
- رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها، يتجلى ذلك في قولها: “إن أوْسًا ظَاهَرَ مني، وإنا إن افترقنا هلكنا، وقد نثرت بطني منه، وقدمت صحبته”.
- رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي ﷺ والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة، وحكمة تصرفها، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها، ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة. وهذا التشريع العظيم هو: حل مشكلة الظهار.
وهكذا كانت “خولة” ذات مكانة عالية بين الصحابة الكرام حيث عرفوا فضلها، واحترموا شجاعتها وصدقها، واعترفوا بمكانتها العالية وامتدت شهرتها في الآفاق، وحفظ التاريخ ذكراها إلى يوم الدين .