( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [سورة اﻷعراف : 56]
ما الحكمة في تذكير [ قريب] ؟
في اللسان العربي إذا تضايف اسمان وكان المضاف مؤنثا والمضاف إليه مذكرا، جاز لك الوجهان في الوصف، مراعاة المضاف أو المضاف إليه، قال الشاعر:
إنارة العقل مكسوف بطوع هوى وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا
فقال : مكسوف ولم يقل : مكسوفة؛ لأنه قصد الإخبار عن العقل أنه مكسوف؛ فإذا انكسف العقل فلا إنارة له!
وكذلك الحال في بيان القرآن.
قصد قرب الله؛ فإذا قرب قربت رحمته تبعا لذلك، فرحمة الله قريبة من قريب.
وهذا لا شك أبلغ وآكد، فهل تقرب رحمته إلا من قربه؟!
وقربه هو غاية المنى، فإذا قرب الله – عزَّ وجل – من عبده؛ قربت رحمته تبعا لذلك، زد على ذلك أنه راعى تذكير لفظ الجلالة لمزيد تعظيم وإجلال .