من مصائب المسلمين في زماننا هذا، والتي نتجت عن عدم فهم الإسلام فهما صحيحا، هو الاختلال في افهام بعض المسلمين بين قيم الاسلام العليا وبين جزئياته ،حيث أنهم يهملون عظائم الأمور في الاسلام وغاياته الكبرى ويجعلون من جزئياته محور جهادهم وغاية مرادهم.
ينتج عن هذا الاختلال في الفهم خلل في الأولويات، وبالتالي هدر في الجهد والوقت وضياع للطاقات والفرص وهذا كله مما ساهم في تردي وضع الأمة ولمعرفة قيم الاسلام الكبرى والوقوف على أوصافها أرجع الى القران متأملا وباحثا عن التالي:
– ما أمر به بصيغة قطعية صريحة أو نهى عنه بنفس الصيغة
– ما رفع قدره وأجر فعله أو ماغلّظ من نهيه وعقوبته
– ما تردد ذكره في أكثر من آية وأكثر من مناسبة
– ماكان أثره على الأمة والجماعة ولا ينحصر تأثيره على الفرد فقط
خذ على سبيل المثال قيمة العلم ونشر العلم – ونقصد طبعا هنا كل علم نافع للأمة وليس العلم الشرعي فقط – فكم تردد ذكر العلم وفضله في القرآن وكم رفع الله قدر العلم والعلماء في القرآن، فهل يستوي فضل العلم والتعلم ونشره وأثره على الأمة بأثر اطلاق اللحى مثلا ؟!!
وهل يستوي من جاهد لنشر العلم ورفع الجهل والأمية عن أمة محمد ص- ﷺ – بمن جعل جهاده اطلاق اللحى والنكير على من حلقها ؟!!
ما تأخرت أمتنا عن ركب الأمم إلا بإهمالنا للعلوم النافعة وتنازعنا وصرف طاقاتنا في أمور جزئية هي موضع خلاف أصلا !!
وقس على هذا الموضوع بقية القيم الكبرى . .
نحن بحاجة إلى صرف طاقاتنا واستثمار جهادنا وإعادة ترتيب أولوياتنا على حسب قيم الإسلام العليا ومقاصده الكبرى كي لانكون كالذي يهلك نفسه ركضا ولكن لايتقدم خطوة عن مكانه.