يحتفل العالم اليوم 18 أبريل 2021 والمهتمون بالتراث الحضارى والإنساني بـ”يوم التراث العالمي”، وهو اليوم الذى تم إقراره من قبل منظمة اليونسكو العالمية من أجل حماية التراث الإنساني فى كافة دول العالم. وبالنسبة للدول العربية والإسلامية يمثل هذا اليوم فرصة للمؤسسات التراثية للغوص في رحلة إلى الماضي مع الاكتشافات الرائعة للعلماء العرب والمسلمين، من خلال ندوات ومؤتمرات وبرامج.
لكن الاحتفاء بيوم التراث العالمى هذا العام يمر بصورة مخالفة على غير العادة، فبخلاف تبعاتها الصحية والاقتصادية، أثرت جائحة كورونا بشكل واضح على قطاعات الفنون والتراث الثقافي، وأدت الأزمة الصحية لإغلاق معظم المؤسسات الثقافية والمتاحف ومواقع التراث الإنساني أبوابها، أو قلصت نشاطاتها بشكل جذري مع الاكتفاء ببعض الفعاليات الافتراضية والإلكترونية. على الرغم من العبث لذي لحق بالمواقع الأثرية من تدمير وطمس وفي ظل غياب أية جهود لإحيائها وحمايتها. فما هي قصة هذا اليوم الثقافي العالمي؟ وكيف يتم يتم الاحتفال به؟
اتفاقيات لحماية التراث الإنساني العالمي
يوم التراث العالمي (world heritage day) هو اليوم الذى تم إقراره من قبل منظمة اليونسكو العالمية من أجل حماية التراث الإنسانى فى كافة دول العالم .. يُحتفل به فى 18 أبريل من كل سنة، وذلك بعدما اقترح المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) تحديد اليوم الدولي للمعالم والمواقع الأثرية أو ما يصطلح عليه في الإعلام العربي بيوم التراث العالمي بتاريخ 18 أبريل 1982، وتم اقراره رسميا بداية من عام 1983.
أما الغرض من الاحتفال بيوم التراث العالمي ، فهو حماية المواقع التراثية من العبث وتدميرها، وذلك من خلال إعداد التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، بحسب الاتفاقية التي تم إقرارها برعاية منظمتى اليونسكو والتراث العالمى من اجل حماية التراث الإنسانى، وأقراها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس فى عام 1972.
وهذه الاتفاقية تصنف التراث البشري إلى نوعين:
- ثقافي : يشمل الآثار والأعمال المعمارية والمجمعات العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية.
- طبيعي : يشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية.
وقد جاء توقيع هذه الاتفاقية، بسبب العبث بالمواقع الأثرية وتدميرها، وغياب التشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على المواقع التراثية والأثرية، وتبين كيفية التعامل معها على كافة المستويات. وقصور سياسات وأساليب التخطيط العمراني، وأنظمة البناء والهدم والإزالة التي تتجاهل التراث العمراني، بل إن البعض منها يشكل مصدر تهديد لهذا التراث. ونقص المعلومات الخاصة بمواقع وأبعاد وتفاصيل المناطق والمباني التراثية والأثرية، فضلاً عن نقص المعلومات التاريخية عن هذه المناطق، وغياب الخطط والآليات وبرامج التنفيذ الخاصة بإعادة إحياء التراث العمراني لدى الجهات المعنية التي ينتظر منها الحفاظ على هذا التراث.
كورونا تغلق المتاحف والمواقع الأثرية
بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث، يخسر العاملون في قطاع المتاحف والمواقع الأثرية وظائفهم بشكل متزايد، ولم تتضح مواعيد إعادة فتح مواقع الآثار والتراث، ولم يعرف متى تستأنف المؤسسات الثقافية نشاطها في معظم أنحاء العالم، وفي العالم العربي لا يمكن الوصول في الوقت الحالي لأغلب مواقع التراث الإنساني.
وقد أغلقت عدة دول أوروبية وأمريكية المتاحف والمواقع الأثرية ضمن إجراءات الحد من التجمعات الجماهيرية في الأماكن العامة، وفي عالمنا العربي والإسلامي أغلقت أيضا جميع المتاحف والمواقع الأثرية أمام الجمهور وتأجلت المعارض الفنية والنشاطات الثقافية. بل أن هذه الجائحة أثرت حتى على أعمال ترميم المواقع الأثرية.
ورغم الحفاوة العالمية والسياحية بالمواقع الأثرية، فإن كثيرا منها قد تعرض للدمار والنهب والتخريب في الأعوام الأخيرة، خصوصا في بلاد الشرق الأوسط التي تعيش بعض آثارها عصورا مظلمة تقضي على معالمها التي ظلت صامدة آلاف السنين.
إنجازات العلماء المسلمين
بالنسبة لنا كدول عربية وإسلامية يمثل هذا اليوم فرصة للمؤسسات التراثية للغوص في رحلة إلى الماضي مع الاكتشافات الرائعة للعلماء العرب والمسلمين، ولأن كورونا لا تزال جاثمة على أبواب متاحفنا ومواقعنا التراثية، فيكفي- على الأقل – أن نذكر بإنجازات العلماء المسلمين عبر التاريخ على سبيل المثال لا الحصر:
أبو الريحان البيروني في الفيزياء:
- قال أن سرعة الضوء لا تقارنها سرعة، وأن سرعته أكبر من سرعة الصوت.
- تحدث عن الكثافة للكثير من المعادن مثل الذهب والفضة والماء والنحاس.
- قام بشروح وتطبيقات لبعض الظواهر التي تتعلق بضغط السوائل وتوازنها
- تفسير بعض الظواهر المتعلقة بسريان الموائع وظاهرة المد والجزر وسريان الضوء.
- لاحظ أن المعادن تتمدد عند تسخينها، وتنكمش إذا تعرضت للبرودة.
أبو القاسم الزهراوى في الطب:
- أول من استعمل ربط الشريان بخيط من الحرير.
- أول من أوقف النزيف بالكي وقد توسع باستعماله في فتح الجراحات واستئصال السرطان.
- أول من وصف عملية القسطرة وأجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية.
- أول من استعمل قوالب خاصة لصنع الأقراص الدوائية.
- أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت.
- أول من بحث في التهاب المفاصل والسل في فقرات الظهر.
عمر الخيام في الرياضيات:
- طور علم الجبر واستطاع حل المعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة بواسطة قطع المخروط.
- حل معادلات الدرجة الثانية بطرق هندسية وجبرية كما نظم المعادلات وحاول حلها كلها، ووصل إلى حلول هندسية جزئية لمعظمها.
- بحث في نظرية ذات الحدين عندما يكون الأس صحيحا موجبا ووضع طرق لإيجاد الكثافة النوعية.
ندوة نقاشية بمكتبة قطر الوطنية
وفي إطار محاولة الالتفاف حول التراث وإحياء يوم التراث العالمي الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تنظم المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية اليوم 18 الجاري ندوة نقاشية بعنوان “دور المجتمع المحلي في حفظ التراث”، وذلك بالتعاون مع مبادرة الأدب القطري.
تأتي الندوة احتفالا باليوم العالمي للتراث، وتتناول مساهمة جهود الأفراد والمؤسسات في حفظ التراث الوثائقي، بالإضافة إلى دور الأفراد عبر استعراض تجارب المكتبات والمتاحف الخاصة وشغف الاقتناء الشخصي في حفظ الإرث الثقافي.
يفتتح الندوة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، ويتحدث فيها كل من: السيدة مريم المطوع، رئيس قسم إتاحة المجموعات، السيدة هيا الدوسري، مؤسسة مبادرة الأدب القطري، السيد عبدالعزيز أبو هاشم أبو السيد، صاحب مكتبة تراثية خاصة، السيد عبدالله الغانم، صاحب متحف مقتنيات خاصة بالتراث القطري. وتدير الندوة إخلاص أحمد، موظفة الجولات التعريفية والمعارض بالمكتبة التراثية. وبحكم تفشي جائحة كورونا، ستقام الندوة النقاشية عن بُعد عبر منصة Microsoft Teams، باللغة العربية ، مستهدفة في ذلك الجمهور العام.