(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)
أي بيان هذا على هذا النحو من الدقة في الوصف والإحكام ..!
ينقل الحس والشعور إلى مشاهد الهول والعذاب كأن الحس يشاهدها بارزة للعيان والوجدان ..
خذوه فغلوه..
ليس بين الأخذ والغل زمن يذكر فكانت فاء الترتيب والتعقيب في منطوق البيان..
ثم الجحيم صلوه ..
وليس بين الغل والصل فارق زمان، وإنما هو التدرج والتراخي في رتب العذاب، فالصل أشد وأنكى ومرتبة أعلى من الغل فكانت ثم هنا لا غير للتراخي الرتبي لاتريث فيها ولا إمهال ..!
ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ..
يا لهول المصير وفاجعة الخيال.. !
عجزت الأفهام في تصور السلك في السلسة وظنت أنه القلب المكاني في الاستعمال، ثم اسلكوا فيه سلسلة..
ذلك مبلغهم من الأفهام ..
إن العقل ليقف مشدوها مندهشا ذاهلا من الوصف كذهول الكلمات المسبوكة في سلك هذا البيان ..!