يحلق بنا البيان القرآني بحقائقه التي تتجاوز مجاز البشر والأذهان ؛ وذلك نوع من الارتقاء بالفهم على عوالم الدنيا إلى عوالم الآخرة، وهو عروج بالمعاني والأفهام.
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)
نعم عيشة راضية على الحقيقة لا المجاز..!
ذلك أن العوالم اختلفت وانتقل البيان المعجز من عالم المجاز الدنيوي إلى عالم الحقيقة الأخروي، هناك تتكشف الحقائق وتمتلئ الحياة حياة، فالعيشة هناك في عالم الحقيقة راضية رضا حقيقيا عن صاحبها، والنعيم يطلبه، والنعيم والمنعم كلاهما مؤتلفان منسجمان في عالم كله منسجم مخبت لله ..!
خلافا لعوالم الدنيا التي قد يتمتع المرء فيها بالنعيم، والنعيم ساخط عليه لبعده عن الله، لولا تسخير الله ..!